|
صادف وصولي بطائرة النيل الي مطار القاهرة بوصول طائرة يطلق عليها طيارة العينين
كان الاسم غريب.... لذا شدني الفضول لكي أتأخر وأراء لماذا هذه التسمية. كانت صالة القدوم رقم 1 بمطار القاهرة القديم
هادئة والناس واقفين بطوابير عاديه والهدوء يسود الصالة وكل شي كان يبدو طبيعي وحتى موظفين الصالة هادئين
ويبتسموا للمسافرين. فجاءه يتغير كل شي. فإذا بأفواج من طائرة العينين تدخل الصالة وهم يركضون وكأنما هم مطاردين وإذا بالصفوف تتداخل والأصوات تتعالي وإشكال القادمين غريبة. والموظفين يصرخوا طيارة العينين وصلت. وحالة طوارئ تشكل بالصالة.
يا لهول المفاجأة. كانت طيارة العينين هي طيران الخطوط الجوية اليمنية.. والركاب هم يمنيون.
لباسهم لباس الرجل اليمني بالشارع بصنعاء او بالقرية في ريف اليمن. الذي يلبس الثوب مع حزام أو كمر. والذي يلبس المقطب والقطرة
والذي يلبس الفوطة المسحوبة. وطبعا الرأس مربوط بقطره أو متروك بدون تسريح وبشكل غريب ومريب.
حاول الناس المتبقين من الرحلة السابقة أن يتجنبوا الفوضى ويتركوا المجال للعينين. كنت بموقف مذهل ومحرج وأنا أشاهد رفقاء الرحلة ينظرون إلي ركاب اليمن بعين الضحك والاستهزاء.. شعرت إننا بحاجة أولا إلي ثورة مدنيه نتعلم بها النظام والقانون واللبس المحترم لكي نظهر بأسلوب حضاري
وكيف نتعلم الوقوف بالصفوف واحترام الآخرين وكيف نتعلم خفض الصوت ويكون علينا السكينة والوقار. أتمني أن ما يسمح ليمني بمغادره اليمن إلا وقد أعطي له فكره عن أدأب البلاد والنظام واللبس اللائق به حتى يعطي نظره حسنه عن اليمن.
ليس المهم ألان الطائرة وإنما المهم إذا عرفت أن عدد الركاب بالايروباص اليمنية 300 راكب أكثر من 20 راكب أمراض ( عيان). والحالات هي أورام خبيثة سلطانيه إما بالدم أو الكبد أو الجلد وأمراض بالجهاز الهضمي والتنفسي. والأورام طبعا تشكل 80% من الحالات.
طبعا حتى سائقي الأجرة حفظوا مواعيد وصول طيارة العينين فتجدهما يتزاحمون علي الأبواب لكي يصيدوا فريستهم.
فكل واحد يعرض خدماته . فنحن شعب طيب أي واحد بكلمتين يقدر يضحك علينا.. وتبدأ مسلسلات النصب والسرقة. من الفندق او الشقة المفروشة إلي معامل الفحص إلي الدكاترة إلي الصيدليات والممرضات وبالأخير ألاف الجنيهات تصرف وتسرق بطرق علميه حديثة وضحك علي طيبه اليمنيين وبالأخير إما اليمني يبيع كل ما يملك ليسد تكاليف العلاج وإما يصبح شحات بالقاهرة. وطبعا معظم الحالات وخاصة الخبيثة يرجع المريض جثة هامدة ولا حسيب ولا رقيب.. وخالص الشكر لسفارتنا بالقاهرة فهي تقوم بخدمه اليمنيين وتوعيتهم والسؤال عنهم ومتابعة قضيتهم بكل الجهات. فكم أنت يا يمني مسكين ومسروق ومنهوب بالداخل والخارج والكل يبيع ويشتري فيك .. كم أنت حقل تجارب وحياتك أو موتك مسالة شخصيه وليس للدولة أي اهتمام
وكم هو مستغرب ان تتوافد هذه الأعداد الهائلة للعلاج بمصر. رغم انه لا جديد ولا فرق بين اليمن والقاهرة فالحال من بعضه. بس اقل شئ باليمن تكون معزز ومكرم بين اهلك وهنالك مسروق ومنهوب. أتمني يكون هنالك مستشفي متميز وبأسعار عاليه لا يهم . يكون به اختصاصين من دكاترة يمنين يحملون شهادات عالميه وليس مصريه. كم سيكون رائع أن تصرف الأموال التي تسرق بالخارج في مستشفي وطني يمني بالداخل وخيرنا يكون لنا.
وعلي فكره أكثر ما لفت انتباهي ان الدكاترة المشهورين والمتميزين بالقاهرة هم خريجي أوروبا وأمريكا ودول أخري ولا يفتخر او يعلق احد يافطة أو لوحه ويقول انه خريج القاهرة. يعني كلنا بالهوى سوى.
snhmail@yahoo.com
في الجمعة 27 يوليو-تموز 2012 02:19:56 ص