الصلاحيات رئاسية ياسيادة الرئيس! فلماذا التنصل في معالجة المشاكل؟
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الإثنين 27 مايو 2013 04:27 م

قال الرئيس هادي في اجتماع استثنائي السبت 25مايو الماضي ( برئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوه ووزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر محمد قحطان ورئيس هيئه الأركان العامة اللواء الركن احمد علي الأشول والمفتش العام اللواء محمد القاسمي ورئيس جهاز الأمن السياسي اللواء غالب مطهر القمش و وزير المالية صخر الوجيه ووزير الكهرباء صالح سميع ووزير النفط والمعادن احمد عبدالله دارس ووكيل جهاز الأمن القومي اللواء محمد جميع الخضر وقائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي بن علي الجايفي ومحافظ محافظه مأرب سلطان العراده ومحافظ محافظه صنعاء عبد الغني جميل ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله محنف) ، أننا عاهدنا الله بأننا سنعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بحذافيرها ... المبادرة و الآلية وكأنها بديلا عن الدستور الذي لا يذكر والمعلوم ان المبادرة واليتها لم تحسم بوضوح القضايا التي تعترض حياة اليمنيين وتعكر مزاجهم كل يوم مثل قطع الكهرباء والنفط والطرقات لان المبادرة لم تنص على هذه الأعمال وتركتها مفتوحة لاجتهاد الحاكم وحكومته

اجتماع الرئيس هادي بكبار رجال دولته وكلامه لم يكونا جديدين وسبق ان عقدت مثل هذه الاجتماعات وقيل مثل هذا الكلام وأكثر ، هدد الرئيس في مرات عديدة وبكلمات وعبارات مختلفة ، سمعنا ( الماضي لن يعود ، العجلة لن تدور الى الوراء ، من يفكرون بالماضي عليهم التفكير ألف مرة ، عجلة التغيير دارت ، هناك متآمرين ونحن نعرفهم ، هناك جراثيم وبؤر جرثومية .... ) وكلام كثير من هذا لكن ما نراه أمامنا ونلمسه على الواقع يعتبر محدودا ولا يتساوى مع وضع الرئيس ودعمه المحلي والإقليمي والدولي

صحيح ان الرئيس استطاع قلع كبار رجال دولة سلفه لكنه يبقي على أساليب واليات تلك الدولة ، فالمعالجات التي تتم للقضايا هي بنفس الآليات القديمة والتي أثبتت عدم جدواها لأنها مخالفة للقانون ومبنية على اجتهادات شخصية قاصرة

الرئيس هادي أيضا مثل سلفه يحاكي خطواته وتصرفاته يعرف المشكلة ومن ورائها ويهدد ويتوعد وفي اليوم الثاني تتكرر نفس المشكلة ويوعد بحلول ومعالجات وتمر الأيام والشهور ولا نلاقي لهذه الحلول أي اثر يذكر

الرئيس هادي جاء وهو يدرك أين الخلل وهذا يعتبر مدخلا لنجاحه ، لكنه يكثر من مراعاة العيش والملح مع سلفه ويتجاوز عنه أخطاءه ويصبر عليه كثيرا رغم ان كل الإشارات التي أرسلها الرئيس هادي في مناسبات كثيرة ان المقصود بها هو سلفه وهذا يعني أن الرئيس هادي يعرف المشكلة ويعرف طرفها وينتظر الناس اتخاذ أي إجراء إزاء ذلك ، ومع مرور الأيام لتظل المشكلة قائمة ومتفاقمة وراعي المشكلة في حصون مشيدة

الرئيس هادي منح صلاحيات رئاسية للمحافظين وخاصة محافظي صنعاء ومأرب بإعتبارهما المحافظتين الهامتين وصلاحيات رئاسية للوزراء وقد سبق ان منح بعض الوزراء مثل هذه الصلاحيات

منح الصلاحيات الرئاسية يعد تنصلا من الرئيس عن واجباته ولتبرئة نفسه من تهمة التقصير رمى الكرة الملتهبة في ملعب المحافظين والوزراء وهذا افهمه أنا أن الرئيس بهذه الخطوة تجنب الحرج الشخصي تجاه الأشخاص الذين يقفون وراء مشاكل الاعتداءات على الكهرباء والنفط وقطع الطرقات والاختطافات ونشر الفوضى والانفلات الأمني ولأنه - الرئيس - يعرف يقينا ان الذي يقف وراء هذه الأعمال هو سلفه ورئيسه الحالي في المؤتمر الشعبي العام ولأسباب لا داعي لذكرها هنا قرر الرئيس ان يضحك على الشعب من جديد لأنه يعرف ان الشعب يهوى بقوة استهلاك الكلام والوعود ويعرف الرئيس هادي ان سلفه حكم الشعب لمدة ثلاث وثلاثين عاما بالبهلوانية والوعود

الصلاحيات الرئاسية للمحافظين دندنة جديدة لا تقدم ولا تؤخر فكيف لها ان تحل المشاكل وقد عجزت الوزارات المعنية وعجزت الحكومة لان الحل سياسي والحل يحتاج الى إرادة وقرار سياسي ورئاسي وبدون ذلك هو استهلاك للوقت الذي تتفاقم معه المشكلات وتتطور أساليبها وأدواتها

وبعد ان عجزت الحكومة والرئاسة أيضا في احتواء المشاكل كيف لنا ان نثق بقدرات أدنى واقل من محافظ مثل محافظة صنعاء الذي له رصيد من العلاقات الخلافية ورصيده السابق والحالي لا يؤهله ان ينتصر على من انتشله من سائق سيارة مع موظفة أجنبية الى أمين عام المجلس المحلي لمحافظة صنعاء ، هو الأخر لا يمكن ان ننكر عليه العمل بالعيش والملح بينه وبين مولاه القديم الجديد علي صالح ولا يجوز ان نحمل الرجل فوق طاقته ، محافظ صنعاء أعلن وعلى قناة اليمن الفضائية بحل مشكلة التقطاعات في عدد من الطرق الرئيسية وحلها من خلال عهود مكتوبة بعدم تكرار ذلك وفي اليوم التالي نرى الطريق تم قطعه بنفس المكان وبالأشخاص أنفسهم ، هذا وغيره علاجه يكمن في استئصال أصل المشكلة والرئيس يعرف أين أصل المشكلة ويعرف كيف يستأصلها

تكرار المكرر عبث أرهق الشعب وعلى الرئيس ان يفكر بحل جذري ولو كان ثقيل على النفس والصدر لان اليمن بحاجة الى أخر علاج لمشاكلها ... الكي يا سيادة الرئيس ( أخر العلاج الكي ) أما الدندنة فأصبحنا معها ندرك انك ضاحك جديد بمؤيدين جدد ... ودمتم