تساؤلات بين يدي وزير التربية والتعليم
بقلم/ نجيب عسكر
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 27 يونيو-حزيران 2012 06:07 م

إن لم تكن التربية والتعليم على رأس أولويات حكومة الوفاق فلا أمل بتغيير الأوضاع ، فالتربية هي من يقود التغيير الحقيقي في أي بلد وبناء الإنسان هو الهدف الأول والأسمى لأي ثورة أو تغيير في العالم ، ولكن مأساة التربية والتعليم في بلادنا لاحدود لها ، فهي تعاني الكثير من العلل والأمراض التي لم تجد الطبيب الماهر الذي يستطيع تشخيصها ومن ثم معالجتها بحنكة واقتدار .

وبما أن معالي وزير التربية والتعليم أحد الخبراء التربويين وجاء من الوسط الشبابي الثوري المنادي بالتغيير ، فأملنا فيه كبير يقود عجلة التغيير المرجوة في وزارة التربية والتعليم ، ومن هنا ومع معرفتنا بعدم مسؤوليته عن كثير من الاختلالات التي تعاني منها العملية التعليمية كونه جديداً على الوزارة ، إلا أن من الواجب علينا كتربويين أن نضعه أمام جانب من الجوانب السلبية في العمل التربوي وأملنا كبير أن يتمعن بما سنطرحه ويعمل على معالجته ، ويقود عملية التغيير المنشود الذي يعطي للتربية أهميتها باعتبارها أساس النهضة والرقي والتقدم الذي يأمله الشعب ، وذهب في سبيله آلاف الشهداء سواءً في الثورة الشبابية السلمية أو في النضالات السابقة لأبناء الشعب اليمني ، ونظراً لشبكة الاختلالات وكثرة الأدواء في مجال التربية والتعليم فسنختصر الأمر على مجموعة من التساؤلات من باب التذكير ، ومن تلك التساؤلات :

- متى يتم اختيار وتعيين الإدارات المدرسية والتربوية وفقاً للمعايير والشروط القانونية والمؤهلات والكفاءات ، بعيداً عن الولاءات الضيقة التي لاتخدم الوطن ؟

- لماذا لايوجد معهد لإعداد القادة التربويين وفق أسس ومعايير علمية حديثة يمكن أن تنهض بالعملية التربوية في اليمن .؟

- أين نحن من التكنولوجيا وأين هي منا ؟ حيث مازال المعلم أمياً لأبجديات التعامل مع الحاسوب ...فلماذا لايتم تبني حملة وطنية لمحو أمية الحاسوب لدى المعلمين ؟

- المعلم هو الموظف الوحيد الذي لايوجد له حوافز ولا مكافآت ولا أجر إضافي ....فهل تتوقع أن راتبه يكفيه وأنه قادر على العطاء في ظل وضع كهذا ؟

- نسبة المعلمين إلى الطلاب في اليمن تنافس الدول المتقدمة كاليابان وأمريكا ، ونظرة بسيطة إلى عدد المعلمين الذين يتجاوزون ربع مليون معلم ، تدعونا إلى مراجعة واقع التعليم والوظيفة التي فقدت قيمتها ولماذا أغلب المدارس تشكو من نقص دائم في الكادر التدريسي والإداري .

- المدرسون البدائل منتشرون في معظم - إن لم نقل جميع- المدارس وبمؤهلات بسيطة وغير تربوية ، فهل يضع معالي الوزير حداً لهذه الكارثة ؟

- لماذا نتيجة الثانوية العامة في العالم تظهر بعد الامتحانات بأيام ، وعندنا تتجاوز فترة الانتظار ثلاثة أو أربعة أشهر ؟

- متى نتخلص من الأساليب التقليدية في التعامل مع امتحانات الثانوية ؟

- آلية التصحيح قائمة على المقاولة (بحسب الدفاتر) الأمر الذي يؤدي إلى التنافس والسرعة ، والضحية هو الطالب فهل يمكن إعادة النظر ووضع آلية جديدة وحديثة للتصحيح ؟

- الطالب الذي يحصل على أقل من 30درجة في أي مادة يعد ناجحاً في الثانوية العامة والصف التاسع ، حيث يتم التصحيح من 80 درجة فقط ، وتمنح 20درجة بصورة آلية عن كل مادة ، ثم تضاف درجة الرأفة للطالب ، وبذلك ينجح الطالب دون أدنى جهد ، وتكون النتيجة غير واقعية .

- الغش يدعو طلاب العاصمة إلى الخروج إلى محافظات بعينها للغش والحصول على نسبة عالية ربما يحصل الغشاش بموجبها على منحة ، بينما المجتهدون يشعرون بالغبن ... فهل يمكن أن نتفاءل بوجود توجه حقيقي وعملي للقضاء على ظاهرة الغش ؟

- ما الفائدة المرجوة من امتحانات الصف التاسع طالما ونسبة النجاح أعلى من النسبة التي يحصل عليها الطلاب في المدرسة ؟

- لماذا يعيد التلاميذ الكتب التي لاتقبل الاستخدام مرّة أخرى بسبب الإجابة عن الأسئلة فيها أو تمزقها ؟

- توجد إدارة للتغذية المدرسية ما دورها ولمن تذهب التغذية ؟؟!!!

- توجد إدارة للخارطة المدرسية فلماذا لانلمس أثرها على الواقع ؟ حيث يتكدس الطلاب في بعض المدارس على حساب مدارس أخرى ، وتوجد مدارس في أحياء دون أخرى .

- عندما تزور أي مدرسة لاتشعر بوجود أي نشاط - رغم أهميته – وإذا وجدت ساحات واسعة يمكن الاستفادة منها في الأنشطة سرعان مايتم البناء فيها إمّا للتوسع أو لحساب جهات أخرى.

- دور الوسيلة التعليمية مفقود تماماً في مدارسنا، ودور المعامل كذلك إلا من رحم الله .

- ما الدور الذي يقوم به مركز الدراسات والبحوث التربوية في خدمة العملية التربوية والتعليمية ؟

- ما دور جهاز محو الأميّة في ظل زيادة نسبة الأمية بين اليمنيين حيث تجاوزت 60% ؟

- هل تعلم أن هناك مدارس في أمانة العاصمة بالإيجار لاتستحق أن تكون مأوى للحيوانات –أعزكم الله – فكيف ببقية المحافظات النائية ؟

- وكثيرة هي التساؤلات المرّة والقضايا التربوية الكبيرة التي يمكن تناولها بالتفصيل ، وكون معالي الوزير خبير تربوي فقد اكتفينا بالتذكير بجزء يسير من تلك القضايا وبصورة موجزة جداً ، وهنا نقول :

ألا تستحق التساؤلات السابقة من معالي وزير التربية والتعليم إعلان حالة الطوارئ لمعالجتها ؟ وإن كانت بسيطة وصغيرة فمعظم المار من مستصغر الشرر ، وتبقى ثقتنا به كبيرة أن يتحرك لوضع حد لمثل تلك الاختلالات ولو في حدّها الأدنى ، لأن ذلك هو ماستذكره له الأجيال ، ويسجله التاريخ .