إشارات من أجل تهامة
بقلم/ حمير مثنى الحوري
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 20 يوماً
الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2012 06:41 م

تهامة سميت بذلك لحرارتها وركود الريح فيها وأصل كلمة تهامة إشارة إلى مناخها الحار هذا ما قرأته عن تهامة في موسوعة ويكيبيديا على الانترنت ,, تهامة تعاني من ظلم وتهميش ونهب للأراضي ومصادرة للحقوق تتعرض للقهر ويتعرض سكانها للاحتقار وبعضهم يذهب إلى أبعد من ذلك بأن تهامة تتعرض لطمس هويتها التاريخية والحضارية هذا ما يكتبه الناشطون في تهامة وهو ما صادقة عليه كثير من وسائل الإعلام فهل ما يحدث لتهامة يرقى إلى هذا المستوى من الخطاب والى هذا التصعيد الإعلامي القائم ,,حقيقة طرح القضية التهامية يحتاج إلى تهذيب وترشيد وإعادة نظر ..وهذه إشارات وتنبيهات أرى تذكرها جيدا عند طرح القضية التهامية :

أولا : ينبغي النظر لمشكلة تهامة أن سببها نظام فاسد وصل فساده وظلمه لمعظم مناطق الوطن وتهامة جزء من هذا الوطن وعليه فلا تعرض تهامة بأنها شعب مظلوم وحضارة قائمة ومستقلة بذاتها بل هي جزء من شعب وعضو من جسد اسمه اليمن .

ثانيا : لا يشترط في من يتبنى القضية التهامية أن يكون من تهامة بمعنى كل من سكن تهامة من أبناء المحافظات الأخرى هو مطالب أن يقف مع أي مسألة تتعلق بتهامة ومصالحها ودفع كل ما يفسدها ويعكر صفوها

ثالثا :من أهم ما ينبغي أن نعمله لخدمة القضية التهامية هو استمرار المطالبة بإسقاط رموز النظام وبثورة المؤسسات ومن ثم المطالبة بتطبيق القانون لأنه الضمين بإرجاع الحقوق ورفع المظالم

رابعا : من أهم ما يمكن عمله في هذا الباب هو العمل على تغيير ما تربى عليه كثيرون في تهامة من الخوف والجبن والرضي بالضيم وضعف الإقدام وغيرها من الصفات الملحوظ انتشارها في كثير من أبناء تهامة وهذا ليس اتهام بالنقص بقدر ما هو اعتراف بالمشكلة والعمل على حلها وتغييرها كما يقول أحد المفكرين " إن الشعوب تستطيع تغيير حكامها متى ما قررت ذلك لكن ما يصعب تغييره هو الشعوب " وأظنه يقصد تغيير نمط تفكيرها ومواضيع اهتماماتها والعمل على ترقيتها وتطورها لتقوى على مكافحة الاستبداد ومقارعة الظلم

خامسا : لا يمكن بحال أن يتصدر لطرح القضية التهامية اليوم أناس في النظام السابق يدعون لإيقاف نهب الأراضي ومكافحة الفساد وهذا ما نشاهده بالفعل وأذكر أني رأيت في إحدى الجرائد مقابلة عن القضية التهامية مع أحد رموز النظام السابق ومن المطبلين والمصفقين لعتاولة الظلم والفساد في هذا البلد الكريم ,, كيف يرضى الناشطون في تهامة لأنفسهم بالجلوس مع من انتفخت بطونهم من أموال الفقراء واستقرت نياتهم على تحقيق مآربهم الشخصية والشخصية فقط .

سادسا : إياكم أيها المتبنون للقضية والرافعون للواء المشكلة أن تعالجوا المشكلة بأدوات غير معقمة تفسد أكثر مما تصلح فاحذروا من المنتفيعن والمتسلقين ومن استخدامكم أوراقا في أيدي جهات مشكوك في نياتها ومتهمة في تصرفاتها فلا يغرنكم بريق أموالهم وحسن مقالهم وكثرة أيمانهم وابحثوا عن الصادقين والوجهاء والصالحين من علماء وطلاب علم ودكاترة ومحامين ولا بد أن تعرفوا أن الذي سيضمن ما تريدون تحقيقه في قضيتكم هم أصحاب القضية أبناء تهامة وهؤلاء لن يتحركوا معكم حتى يقتنعوا بصدق وأمانة وإخلاص من يتبنى قضيتهم

ختاماً إلى الآن كل ما ترونه من نشاط إعلامي ومؤتمرات حول هذا الموضوع لا يعدو كونه إعلام وصراخ ومناشدة استطاعت على الأقل تحقيق بعض المطالب كطرح تهامة على طاولة مجلس الحوار الوطني لكن كعلاج للمشكلة بأبعادها ووضع خطط وبرامج عملية قصيرة المدى وطويلة المدى أيضا على ما يبدوا أنه لم يتم إلى الآن غير أنه يجدر الإشارة إلى دخول لاعب خطير على خط القضية التهامية يحمل من المراس والحنكة ويرتبط بمشروع إقليمي اكبر من تهامة بكثير ينبغي إخراجه والتنبه لتحركاته وأقصد به المشروع الحوثي