دَوريْ وَدَورُكَ فِي الانتِخَابات الرئاسية .
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و يومين
السبت 11 فبراير-شباط 2012 04:57 م

تقوم أللجان الإشرافية بالمحافظات واللجان الأصلية بالمديريات بالعمل الدءوب المتواصل استعدادا للمرحلة الهامة من مراحل الانتخابات وهي مرحلة الاقتراع والفرز في الانتخابات الرئاسية حيث صرح رئيس اللجنة العليا للانتخابات بان اللجنة انجزت 90%من نسبة الانجاز في التحضير للانتخابات الرئاسية ولذا يجب أن يكون الشعب اليمني هذه الأيام على أهب الاستعداد والتهيئة لدخول أول انتخابات رئاسية في 21/فبراير القادم تكون منهية لعهد ماضي مستبد ظل يحكم لبضعة عقود ولسنا الان بحاجة إلى سرد مساوئ النظام وبلاويه وجرائمه فقد وثّقت ذلك اللجان الثورية والحقوقية وأيضا المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وجميع الأقلام الحرة داخل اليمن وخارجها والشيء المهم أن الانتخابات الرئاسية تمثل نقلة نوعية لا مثيل لها في تاريخ اليمن المعاصر حيث سَيُنهي اليمنيون فيها عهدا اسودا ويدخلون في تاريخ جديد يصنعونه لأنفسهم يتساوى فيه جميع المواطنين بالحقوق والواجبات فهذه الانتخابات ذات ميزة خاصة تختلف عن سابقتها التي كانت تعيد ترشيح الحاكم من جديد ويحوز على نجاح بامتياز بقوة السلاح والمال العام واستغلال الوظيفة العامة وأخيرا تصفير العداد وخلعه على مذهب البركاني فيصبح الحاكم أبديا . أما انتخابات فبراير القادم سيكون لها نتيجة مشرفة ومحترمة هي انتخاب رئيس جديد لمدة عامين وفي هذه الحالة سيتحقق لليمنيين قول شاعر الإسلام محمد إقبال :

الليل ولّى لن يعود

وجاء دورك يا صباح

وحياتنا أنشودة صيغت

على لحن الكفاح

إنا إذا وضع السلاح

بوجهنا ضجّ السلاح

وهنا يكون لزاما على جميع المواطنين البالغين السن القانوني المحدد بقانون الانتخابات ولائحته التنفيذية ذكورا وإناثا المشاركة ألفعّالة في هذه الانتخابات والتعبير عن أرائهم وحقوقهم السياسية لنثبت للعالم أن الشعب اليمني وصل إلى تحقيق أهدافه ومطالبه بطريقة خاصة تختلف عن الطرق التي حَققت بها الثورات العربية نجاحها في الأقطار التي ثارت فيها على حكامها وأسقطتهم كتونس ومصر وليبيا لكن الثورة اليمنية الشبابية قد تفرّدت في النموذج حيث أجبرت الحاكم على التنحي عن السلطة والحكم ولكن بتكلفة بشرية اقل مماخسرته الشعوب العربية الأخرى لاسيما وان أهداف الثورات العربية ومطالبهم تكاد أن تكون موحدة ومتشابهة في البعض الأخر ومن أهم هذه الأهداف رحيل الرؤساء وأنظمتهم الاستبدادية .

إذن فالمشاركة في الانتخابات ضرورة لازمة وحق أصيل لكل يمني ويمنية وذلك للإسهام في إخراج اليمن من الظلمات إلى النور ومن عهد العبودية إلى الحرية والديمقراطية ولعلّ البعض سيقول ما جدوى التسارع والتدافع إلى صناديق الاقتراع والمرشح واحد توافقي ففي جميع الأحوال سينجح (هادي) سواء كان المقترعون قليلاً أم كثيراً ؟ فنقول لا ليس الأمر ذلك لان حرص الجميع على المشاركة بزخم كبير يحقق عدة أهداف منها الظهور أمام الشعوب العربية والأجنبية أن الشعب اليمني حضاري وذا تاريخ عريق يؤمن بالديمقراطية ويحققها في واقعه قولا وفعلا وأيضا لإعطاء رسالة قوية وتاريخية للحاكم وبقايا نظامه أن هذه المشاركة القوية من الشعب تعبر عن الرغبة القوية الهائلة في تغيير النظام وإبعاد الفاسدين من مناصبهم العابثين المتخمين أينما كانوا في وزارة أو إدارة أو مؤسسة ومحاسبتهم على ذلك لان المطلوب اليوم يمن جديد وأيدي نظيفة وشريفة ناهيك أن هناك طابور خامس هذه الأيام تابعا لبقايا النظام يسير في عدة اتجاهات منها التقليل من أهمية الانتخابات الرئاسية التي ستجري في موعدها المحدد لها وهذه رغبة الحاكم ومن تبقى معه حسب ما ذكره مراقبون ومثل هذا الكلام يعد خطيرا جدا كما أن هذا الطابور يريد إدخال اليمن في دوامة وحرب أهلية لا نهاية لها وذلك تحقيقا لأهداف الحاكم التي توعد الشعب بها سابقا كما أن هذا الطابور يسعى إلى إعادة الوضع إلى مربع العنف السابق الذي كان قبل التوقيع على المبادرة الخليجية ولذلك تجدهم يفتعلون مشاكل هنا وأخرى هناك وتارة تُسلَّم هذه المحافظة (أبين) للقاعدة وأخرى تسلم هذه المدينة للمسلحين التابعين للقاعدة كما حصل بالتكتيك الذي قامت به قوات الأمن والجيش الموالية للحاكم من الانسحاب من مدينة رداع عاصمة محافظة البيضاء والإيحاء للمسلحين التابعين للشيخ طارق الذهب الذي ينتمي للقاعده بدخول قلعة العامرية برداع والاستحواذ عليها وعلى جميع المؤسسات الحكومية في المدينة ولولا الوساطة القبلية الأخيرة التي توصلت إلى خروج المسلحين من رداع ومغادرتهم منها لاستمروا في البقاء والتوسع وهنا ندرك أن هدف الحاكم وبقايا نظامه من التقليل من شأن الانتخابات أو تأخيرها عن موعدها المحدد هو تمكينه من استكمال مخططه بتسليم بقية المحافظات إلى تنظيم القاعدة والزج باليمن إلى الهاوية لاسمح الله لكن الله مخيب آمالهم ولا يصلح عمل المفسدين.

وهناك اتجاه يسعى إلى التقليل من شأن الانتخابات الرئاسية وعدم التفاعل معها أو مع اللجان الانتخابية حتى يقل الإقبال على الاقتراع فتكون نتيجة الفرز حصول مرشح الرئاسة التوافقي على نسبة قليلة من الأصوات فيستفيد منها بقايا النظام من خلال الترويج (للحاكم) المخلوع وانه لولا حب الشعب له لكان الإقبال كبيرا ومع هذا وذاك فلم يعد ينطلي على الشعب من هذه الأوراق الحارقة التي لطالما استخدمها بقايا النظام ولم تعد تجدي أوتنفعهم بشيء فالانتخابات الرئاسية ستتم في موعدها المحدد لها وسيشارك فيها كل اليمنيين واليمنيات تحت إشراف المجتمع الدولي الذي يتابع تنفيذ المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية عن قرب كما أن مجلس الأمن الدولي يعقد جلساته بين آونة وأخرى ليستمع إلى كل جديد يطرحه عليه ممثل الأمم المتحدة والسفير الأمريكي وما تم تنفيذه ومالم يتم فالانتخابات الرئاسية القادمة هي محطة اختبار وامتحان للشعب اليمني ويوم الامتحان يعز المرء أو يهان .