مجدد الإصلاح القادم
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 13 سنة و أسبوعين و 6 أيام
الإثنين 24 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:26 م

انه عبد الله علي حسن، الشقيق الأصغر لـ ردمان علي حسن –مسؤول حزب البعث العربي الاشتراكي-قطر اليمن- ايام الرئيس العراقي احمد حسن البكر، وكان ردمان علي حسن مثالاً للإخلاص والنزاهة والتضحية من اجل فكرة البعث العربي وهو شخصية نظيفة وطيبة ومسالمة في الوقت نفسه.. بعد ذلك انقلب عليه (اي انقلب على ردمان علي حسن) تجار السياسة الانتهازيون والبياعة المتاجرون في عهد الرئيس صدام حسين.

عبد الله علي حسن احد اوائل البعثيين الشباب الذين سافروا الى بغداد للدراسة والتعرف عن كثب على رموز الفكر القومي البعثي في بغداد ولكن عبد الله علي حسن- بفطرته المحافظة- لم يرتح كثيراً لبعض "سلوكيات" الحزبيين البعثيين التي "لاتلتزم بالدين كثيراً" ولهذا كان البعثيون في بغداد يشكونه كثيراً لشقيقه القيادي ردمان يقولون : "ان شقيقه عبد الله لم يزل مسكوناً بسلوكيات رجعية قديمة ولايريد ان يندمج في الوسط الروحي للبعث" .

عاد عبد الله علي حسن من العراق الى اليمن غير مستقر الفكر والبال بسبب تطلعاته الفكرية بروح النقد للوصول الى بعض الحقيقة.. وشخصية تتمتع بهذه المواصفات كـ عبد الله علي حسن لايمكن ان تمر مرور الكرام على احمد القميري-عضو الهيئة العليا للإصلاح حالياً، مهندس الفكر الاصلاحي الذي تعرض قبل شهر لطلقة نارية في عنقه من قبل قناصة الحرس العائلي مع الدكتور محمد الظاهري- فعرض احمد القميري فكرة الإصلاح (الاخوان) على عبد الله علي حسن الذي اخذ يطرح جملة من التساؤلات والمناقشات في جلسات كثيرة ومطولة من النقاش الفكري الجاد، استطاع القميري بفكره الموسوعي وحضوره القيادي ان يجيب على اسئلة عبد الله علي حسن، لأن عبد الله علي لايحب التلقي من غير مناقشة ولا قناعة فكرية فهو باحثٌ عن الحقيقة كماهو دائماً شأنه.

راهن المفكر والقيادي احمد القميري- بحدسه المعروف- ان عبد الله علي حسن هو حامل راية الاصلاح القادم على مستوى محافظة تعز على الأقل.. وبالفعل اخذ عبد الله علي حسن من اول يوم يقود حملة التغيير في قريته اولاً (بني شيبه) ثم المنطقة والمديرية بعمل وجري ومشاوير وانجازات وتضحيات ملموسة لا تتوقف ولاتفتر ولاتئن ولاتكل او تمل كسب فيه ثقة الصغير والكبير بإجماع لايختلف عليه اثنان حتى صار اسمه على لسان كل طفل وفتاة وامرأة ورجل وصار عبد الله علي صمام امان المنطقة وحارسها بإخلاص وتضحياتٍ مشهودٍ لها، وصار عبد الله علي ضوء المكان وحامي الحمى وعنوان البهجة وحارس القوم، وما من وليمةٍ اوعُرسٍ اوفرحٍ او سعةٍ في السرور الا وكان عبد الله علي اول الحاضرين المهنئين، وما من جنازةٍ او حادثٍ اليم الا وكان اول المشيعين او المسعفين،اول من ينجد واول من ينقذ واول من يتقدم بالتضحية بقلبٍ رحيمٍ ودودٍ قلبِ قائدٍ نذر نفسه للناس.

ثم اخذ عبد الله علي يؤسس للعمل التربوي الاصلاحي التنظيمي اشكالاً كثيرة فتح بها المديرية كلها (مديرية الشمايتين –محافظة تعز) منطلقاً من من مدرسة الوحدة(شرق بني شيبة –سوق السبت) كـ مدير امين وناجح وتربوي فريد جعل من المدرسة شعلة في العلم والتميز والتفوق والابداع على كل المستويات لم يفعل مثله الا احمد عبد الملك المقرمي("مدير مدرسة فجر صدان بالمقارمة" حينها- هو اليوم رئيس مكتب الإصلاح بتعز-سنأتي اليه في حلقة قادمة في المستقبل).. لقد اصبح التلاميذ والطلاب الذين كانوا صغاراً تحت اشراف المدير عبد الله علي قادة العمل التربوي الاصلاحي الشبابي في المنطقة بدهشة وإعجاز كثمرة لتضحيات قيادية جبارة ومذهلة وكل التلاميذ- تلاميذ مدرسة الوحدة- الذين صاروا بعد ذلك قادة في احزاب اخرى ايضاً -غير الإصلاح- يضربون تعظيم سلام وانحناء مثقل بالحب والتقدير والاحترام لـلمدير عبد الله علي حسن.

لم يكن عبد الله علي حسن راضياً حتى هذه اللحظة عن اداء العمل التربوي ولا مرتاحاً لأي نجاح مهما تحقق ويرى ان اداء الإصلاح-بشكل عام- لم يزل ضعيفاُ ولم يحقق اهدافه المطلوبة وهو لذلك يفتح ابداً قلبه وداره للشباب بالنقد والطرح الشجاع وهو لايحب ابداً ان يرى شباب الاصلاح نسخة مقلدة او مرددة، يحب النقد من اجل العمل، ويفتح قلبه وسمعه وبصره من غير حدود، بل ويسأل الأفراد ان يقيموه وان ينقدوه بصدق وشجاعة لتلافي الأخطاء في العمل حتى انه يطلب منكَ ان تنقد ماجاء في خطبته ليوم الجمعة حين يخطب، مرحِّباً بالنقد اوسع ترحيب، لأنه واثقٌ من قدراته ومن تواضعه للعمل الاصلاحي النبيل ولأنه يريد ان يرى جيلاً اصلاحياً عملاقاً واثقاً يواجه النقد بنقدٍ بصيٍر ومؤصلٍ وهو لذلك-اي عبد الله علي حسن- بحرٌ زاخرٌ بالعطاء الفكري والايماني والاجتماعي وقلبٌ كبيرٌ عامرٌ بالندى والحب للناس، وبابٌ مؤصلٌ للنقد وهو ماتميز به عبد الله علي حسن خصوصاً على كثير من رفاقه القيادين الذين يجلهم عبد الله علي ويُعلي من مقامهم كقادة واخوة في العمل.

 يرى عبد الله علي حسن ان الإصلاح-حتى اليوم- يعتريه الكثير من جوانب النقص والضعف والارتجالية وغياب التخطيط السليم في بعض الاحوال، وانه-اي الاصلاح- لم يقف على قدميه بعد كـ تيار تغييري حقيقي بالرغم انه-اي عبد الله علي- يشجع كثيراً ويبارك الجهود التي تحققت على يدي الاصلاح (ككل) ويفخر بها ولاينتقص منها، ويعرف عبد الله علي حسن -كخبير وقيادي بالإصلاح- اسباب الضعف ومكامن الخلل يشخصها بدقة، ويستطيع تحليل الاسباب والمعالجات بموضوعية وعلمية وواقعية وفكرية ناضجة وسليمة وهو اعلم بكثير من غيره في هذه المسألة ولكنه ينصاع للجو العام احتراماً ولنداء الاخوة تعظيماً ويحرص اكثر على وحدة الصف.

يأخذكَ عبد الله علي حسن صباح كل خميس الى رحلة مشياً على الاقدام مع جمعٍ من الشباب لتدارس كتاب او كتب في التربية او الفكر ومناقشتها ونقدها وتمحيصها بالزيادة والتعقيب والإثراء وهو لا يحب النسخ المقلدة او المتلقية من غير نقاش، وليس عبد الله علي خطيباً مفوهاً لكنه قارئاً ناقداً ومفكراً عليماً يستخلص العبَر والفكَر، وعنده ملكاتٌ عظيمةٌ في الفهم والتحليل.. هذا الفارس النبيل مهوى الناس، يشتاقون الى رؤيته ومرافقته وتدارس الفكر معه ويحبون بشغف المقيل معه في (الديوان) الذي حوله الى ديوانٍ للفكر والتربية والمحاضرات الايمانية ومكاناً للتعرف على المواهب الناشئة وتشجيعها للانطلاق، بل وصار الديوان محضناً للتربية والفكر ومقراً لحل قضايا المجتمع، وبحبه- كقيادي وقدوة اصيلة قدم للناس الكثيرولم يزل- احب الناسُ الاصلاح. ولايُغضِب عبد الله علي حسن شيئاً في -مجال العمل للإصلاح- سوى تكاسل الافراد او تفلتهم تنظيمياً كتفلت الابل من عنانها او تهاونهم او تساهلهم في العمل من اجل التكوين والكسب والتربية التنظيمية والايمانية التوسعية التي تفتح ميادين جديدة، ويغضبه-بشدة- اي تهاون في العمل التنظيمي حسب شروط التكوين (ايمان وفكر وتربية واعداد للقيادة النموذجية الايمانية وقاراً وواقعيةً ) وبشدة يؤكد عبد الله علي دائماً- وهذا دأبه- ان "الداعية" ليس بخيلاُ ولا لاهثاً وراء حطام الدنيا والمقاصد الذاتية الانانية يغلبها على اهداف التنظيم والدعوة، هذه من الاشياء لا يتساهل فيها ابداً ويعدُّها من "الكبائر" في العمل الدعوي التربوي التكويني الحزبي، وهو لايرى في "الحزبية" غير وسيلةُ ليس الاَّ لغاياتٍ اهم واوسع وابعد واشمل واعم، ومع ذلك هو واقعيًّ في التعرف على مشكلات الافراد والعمل على حلها ليكون الفرد في افضل حالاته ليعطي افضل في الدعوة والكسب—ماسبق مواصفات القيادي الحقيقي النموذجي الذي ينشده الاصلاحيون اليوم وغداً وبعد غد.

 وبالتعاون الوثيق مع تكوينات الإصلاح المختلفة في المديرية المذكورة استطاع عبد الله علي حسن-بالتعاون مع اخوة العمل الاصلاحي- ان يوسِّع من حضور المشاركة الشعبية للثورة السلمية وان يضمَّ للثورة والعمل السلمي المتأدب بأدب الثورة- تحت راية الاصلاح- صفوفاً جديدةً ووجوهاً جديدةً وساحاتٍ جديدةٍ.. وكذلك يراود التجديد عبد الله علي حسن حتى في ظروف الازمة ليستخلص بفقه القائد الحلول والاجابات للمستجدات والنكبات والملمات في احلك الظروف، وهو اكثر من ذلك يتعاون بحب مع قادة احزاب اللقاء المشترك في المديرية، يقدرلهم جهودهم ويشد على ايديهم وهو لايستثني احداً ابداً من المشاركة في العمل الوطني العام.

عبد الله علي حسن- رئيس مجلس احزاب المشترك في مديرية الشمايتين- عنصر اصلاحي ثمين واغلى من الذهب برحابة صدره ومرحه ولطفه وسلامة صدره ومنطقه ومداعباته الحبيبة للافراد والجمهور وكرمه فهو ينشط حتى مع الأطفال يحبب اليهم الاصلاح بعد ان يرعاهم ويحفظهم القرآن ويجود عليهم بماعنده، وكل الاطفال يرون في عبد الله علي حسن الاب الحنون والوالد الرحيم وترى فيه النساء الفارس الحامي لهن والرجل الاول الرحيم بالمرأة وهو من كسب بحنان الابوة الصف القيادي النسوي من فئة شابات وفتيات الاصلاح في مديرية الشمايتين بالتعاون مع اخوته العاملين والتربويين الامناء والحريصين على الرفق بالمرأة والفتاة وحمايتها ثم تشجيعها على بلورة شخصيتها المستقلة القيادية العاملة في الاصلاح، بل اسهم عبد الله علي حسن كثيراً في اعداد جيل اصلاحي من الفتيات القياديات على مستوى مديرية الشمايتين-تعز، وهو نفسه ايضاً من كسب بلطفه وفكره الواعي وحنكته القيادية المهابة وانفتاحه على الآخر كل القيادات الحزبية حتى قيادات المؤتمر يحترمونه بماعُرف عنه من صدق المبدأ وجمال الخلق الراقي كشخصية كارزمية جد مؤثرة ومسيطرة في الحضور.

 انه الفارس الاسمر المجدد والقيادي الميداني الشجاع بفكره ومواقفه وتضحياته في الكسب الاوسع لصفوف الاصلاح ومع ذلك يرى ان الاصلاح لم يزل في مرحلة قاصية ونائية بعيدة تفصله عن قيادة موجة التغيير عربياً ويمنياً.. تجديد الاصلاح وتطويره- كخطاب وفكر ومشروع للمجتمع- الشغل الشاغل لـ عبد الله علي حسن الذي يرى ان الإصلاح غير مواكب حتى الساعة لتحديات المشروع الحضاري الكبير.. ويشغل عبد الله علي حسن ان الاصلاح ليس حزب الجماهير الاول فهو يحتاج الى ان يتوسع اكثر مماهو عليه ليغدو- بحق- الحزب الاول ريادياً والاقوى مشروعاً بتجديد وتطوير وفقه جديد مواكب يستجيب للمهام التغييرية الكبرى.

يملك عبد الله علي حسن اكثر من رؤية -بتأصيل شرعي وفكري وفقهي- واكثر من صورة وتصور ووسيلة للوصول الى غايات تجديدية حقيقية على مستوى الاداء والعمل والخطاب، ويملك اكثر من برنامج عملي يحتاج الى تفعيل جماعي للنهوض بالاصلاح الى مصاف الحزب الرائد.. ان التأصيل للأشياء حسب شروط المنهج القويم وقواعد الاستنباط السليم والتجديد الملح لآفاق العمل ببصيرة القائد المفكر كلها ملكات قيادية نادرة يسعى وراءها عبد الله علي حسن او هي تخطبه من دون سائر قادة الاصلاح.. انه عبد الله علي حسن، مجدد الإصلاح القادم، رصانة الفكر، فن القيادة، باب النقد المؤصل.

ملاحظة للقراء الكرام:

تم اعداد المقالة بموضوعية خالصة وتجرد اخلص في ضوء معرفة لصيقة واكيدة بالقيادي عبد الله علي حسن وفي ضوء شواهد عملية محسوسة يعرفها المحيطون بـ عبد الله علي واكثرهم من الحزبيين المنصفين، وفي ضوء تطبيقات لنظريات فكرية في الدعوة والعمل تفوق بها القيادي المذكور.. للإطلاع والتعرف على القيادي عبد الله علي حسن: ((حوار قديم نشره موقع مارب برس)) انقر على الرابط اسفل.

http://marebpress.net/articles.php?id=4283