قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟
بأدائه القسم الرئاسي أصبح عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن خلفا للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. حلف أن يتعهد بالحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها، وأمامه عامان من حكم اليمن لتنفيذ هذا القسم العظيم، وكلنا ندرك أن مهمته لن تكون سهلة أبدا.
في رأيي خصمه الأول هو رئيسه السابق صالح الذي لا يريد أن يختفي من المشهد اليمني، حيث عاد سريعا من إجازته في لاس فيغاس ونيويورك بالولايات المتحدة، معلنا أنه سيحضر المراسم المقبلة، تذكيرا بوجوده وتحديا لخصومه. والأسوأ من ظهوره في الصورة الرسمية أنه عندما ترك الحكم خلف وراءه مسمار جحا كبيرا، حيث خلف ولده أحمد على الحرس الجمهوري مع ثلة من أقاربه يمسكون بأجهزة عسكرية أخرى.
اليمنيون اتفقوا، على الرغم من تحفظات قطاعات كبيرة منهم، على الصيغة السياسية لتكليف هادي رئيسا، راضين بالحكمة اليمانية التي ترى أن ما لا يدرك كله لا يترك جله. وبالتالي فإن إنهاء ثلاثة عقود من الحكم المتخلف لصالح يظل مكسبا، والجانب الأهم أن يبقى اليمن بلدا واحدا متماسكا، والاتفاق يحول دون النزاع. لقد تنازل اليمنيون كثيرا من أجل التوصل إلى حل وسط، وعلى صالح ورفاقه ألا يغامروا بإفساد حفل الرئيس ومستقبل الشعب اليمني.
وبالتالي إن نجح اليمنيون يكون اليمن قد سجل أنه أنجح ثورات الربيع العربي بتغيير الحاكم بأقل قدر من الدم والفوضى، إن أفلحت الخلافة الجديدة في بناء نظام جديد وتجنب الألغام التي نتوقع أن يزرعها صالح ورفاقه. والتحديات الأخرى كبيرة، بينها إقناع الانفصاليين الجنوبيين بأن هناك أملا حقيقيا هذه المرة أن يكون الجنوب جزءا فاعلا في إطار حكم عادل لكل اليمن. والوقت حان للمصالحة الشاملة وبناء دولة اليمن الكبير التي فشل الرئيس صالح في تحقيقها على الرغم من أنه يفاخر بأنه باني الوحدة، غير مدرك أن الوحدة ليست مشروعا عسكريا قسريا، بل شراكة، وكان من الممكن للجنوب أن يكون رافدا للنجاح السياسي والاقتصادي لحكمه، لكنه ضيق التفكير. كان هم صالح اختراع توازنات مبنية على التنازعات، مما أهله للقب مُرقّص الثعابين.
هادي وفريق الحكم الجديد سيكون عليهم مواجهة «القاعدة»، التنظيم الذي يسمم المجتمع اليمني ويحاول شق صفوفه قبليا ومناطقيا وطائفيا. وهذا التنظيم الإرهابي الذي فر من جبال أفغانستان إلى جبال اليمن لن يكون خصما سهلا، خاصة أن هادي مضطر لأن يعتمد على منظومة عسكرية قديمة.
والتحدي الأكبر سيكون في تحقيق تقدم اقتصادي، المعركة الأصعب من إسقاط صالح ومواجهة «القاعدة». فلا يوجد في اليمن بنية اقتصادية حقيقية، ولن يكون سهلا إعمار هذه الدولة التي تستحق مساندة عربية ودولية حتى تخرج من النفق الذي عاشته ثلاثين عاما.
فهل سيستطيع الرئيس الجديد هادي فعل هذا كله، وفي عامين فقط، هي مدة رئاسته؟
التحدي صعب.. لكن كما يقال إن وجدت العزيمة وجدت الوسيلة.
alrashed@asharqalawsat.com