ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
كهرباء 24 ساعة حلم كل يمني ، ينتظر تحقيقه بفارغ الصبر ، وأمنية تؤرق قلبه وهاجس شاغل باله ، وربما هو قضية تكدر صفو عيشه .
الجميع هنا في هذا الوطن يحلمون بنيل الحق منزوع (كهرباء 24 ) حق كل مواطن تكفله له حكومته ، ولطول ما يحلمون بذلك الحق ويصحون على الظلام وينامون في الحر أصبح الحلم الجميل كابوس يرهق أحاسيسهم في الوطن المعطاء على الأرض الغنية بالنفط والغاز .
أمر عجيب في بلد غني بالثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن تُعد خدمة كهرباء 24 ساعة حلم مستحيل تحقيقه ، ومعجزة خارقة للقوانين والعادات ما إذا تحققت في اليمن ، حتى عندما تتفاءل وتتحدث عن كهرباء 24 ساعة في اليمن قريباً ، يبتسم من حولك ابتسامة ظامئ لم يجد الماء .
قد يكون السبب الذي جعل كهرباء 24 ساعة من أصعب المهام الحكومية هو أن الحكومات المتعاقبة البائدة والحاضرة منها إلى الآن لم تُدرك الأسباب والعوائق التي تقف أمام تحقيق كهرباء 24 ساعة ، ولا زالت تجهل وتتجاهل تلك العوائق وتذهب بعيداً عنها وتخلق عوائق أخرى من خلال عملها على تحقيق كهرباء 24 ساعة في اليمن .
باختصار شديد العائق الرئيسي في نجاح مشروع كهرباء 24 س هو الفساد ، فقد كان من المقرر أن تكون محطة مأرب الغازية بمقدورها توليد الطاقة لجميع المحافظات اليمنية ، ولكن بسبب فساد النظام الحاكم آنذاك استشرى الفساد في جسد المحطة الغازية منذ النشأة الأولى حتى ولدت معاقة غير قادرة على العمل على الوجه المطلوب ، ما دفع صالح إلى تهريب خدمتها من موطنها مأرب إلى صنعاء والمحافظات الأكثر كثافة سكانية ، ولو لا الفساد لاستفادت كل المحافظات اليمنية ولما أقدم مخرب على استهدافها وهو مستفيد منها .
اليمن بلاد النفط والغاز لا يحتاج إلى طاقة مشتراة أو مستوردة من بلد آخر ، والعوائق لا تكمن في عدد الميجاوات ومحطات التوليد ، العوائق تكمن في الأداء الحكومي وكيفية التعامل مع حالة الجهل المستعصية في بعض مكونات المجتمع اليمني .
فعلى وجه المثال نية وزارة الكهرباء استيراد الطاقة الفائضة من أثيوبيا والتي تقدر بـ 4 ألف ميجاوات ، بعد عرض السفير الأثيوبي ذلك على الحكومة مارس الماضي ، واجتماع وزير الكهرباء صالح سميع بالسفير الأثيوبي حسن عبد الله مطلع يونيو الماضي ، بهذا تستطيع الحكومة أن تحل المعضلة الصغرى ضعف الطاقة الكهربائية ، ولكنها تجاهلت المعضلة الكبرى التي قد تتعرض لها خطوط نقل الطاقة كحال خطوط نقل الطاقة من محطة مأرب الغازية ، كما أن التخريب موجود حيث ما وجدت المصالح والمحافظات التي ستمُر ها خطوط نقل الطاقة قد تتعرض للتخريب ، حيث وفيها مخربون يقومون باستهداف مجاري المياه عندما لم يجدوا أنابيب نفط أو أبراج كهرباء ..!! .
وكذلك محطة التوليد التي تحدث أمين العاصمة عبد القادر هلال عن إنشاءها من يضمن سلامتها من الاستهداف في ظل وجود المخربين داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية وفي المدن الرئيسية ..؟! .
وأيضاً الاتفاقية التي أبرمتها الحكومة مع تركيا الموقع عليها وزير الكهرباء صالح سميع من الجانب اليمني وعن الجانب التركي وزير الطاقة تانيل يلدز أواخر مايو الماضي ، والتي كان من ضمنها إنشاء محطة توليد كهربائية في اليمن بقدرة توليدية تبلغ 163 ميجاوات تعمل بالديزل والمازوت والغاز الطبيعي وبكلفة 200 مليون دولار بتمويل تركي عبر قرض ميسّر تقدّمه لليمن ، ولكن قد يكون ذلك المشروع عبئ على اقتصاد البلاد عندما لا يتمكن من الخدمة ، ما إذا تعرّضت شاحنات مواد التحريك من ديزل وغاز للتقطع والاحتجاز ، هذا إذا كانت المحطة بالعاصمة أما إذا كانت بمعاقل النفط والغاز فمن يضمن سلامة خطوط نقل الطاقة إذا لم تتعامل الحكومة بحزم مع التخريب وأدواته الميدانية والرسمية التي تقف وراء دعمه وتمويله ، وإلا ستكون الأضرار أكبر حجماً من الأضرار التي تخلفها الأعمال التخريبية التي تستهدف محطة مأرب الغازية ملك البلد .
وعن الطاقة المشتراة التي تعمل حالياً في مأرب عندما قررت وزارة الكهرباء استضافتها للعمل كانت على يقين جازم بأنها ستقوم بالخدمة على مدار 24 ساعة على حسب العقد المبرم ، ولكونها تلقي اللائمة في انقطاع الكهرباء على ضعف محطات التوليد الحكومية متجاهلة أعمال التخريب الذي تتعرض له خطوط الكهرباء والتقطع الذي تتعرض له الشاحنات التي تقوم بتوفير مادتي الديزل والزيت ، وكأن خطوط نقل كهرباء الطاقة المشتراة وشاحنات توفير احتياجاتها لديها حصانة من التخريب وحرز من المخربين !! حتى أن أبناء المديريات المستفيدة من الطاقة المشتراة كانوا على ثقة كبيرة من استمرار كهرباء الطاقة المشتراة 24 ساعة ، ليصابوا بالصدمة عندما انطفأت في المرة الأولى لأكثر من يوم وعندما سألوا عن السبب وجدوه (قطاع قبلي يحتجز شاحنات من ضمنها شاحنة الديزل التابعة لمحطة الطاقة المشتراة ) السبب الذي كان يعيق استمرار الكهرباء الحكومية .
فلا أمل في تحقيق حلم كهرباء 24 ساعة في اليمن ، وسيبقى حلم مستحيل تحقيقه مهما اشترينا من مولدات أو استأجرنا من طاقة أو شحتنا من الجوار فائض طاقة ، فلا داعي لكل تلك المساعي الحكومية في ظل استشراء الفساد في الوزارات والمؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية ، وفي ظل الجهل والعنجهية الجاهلية ، قبل استخدام إجراءات حكومية خاصة تجاهها من تطهير للوزارات والمؤسسات الحكومية من الفساد والفسّاد ومن توعية للمجتمعات بواجب المحافظة على المصالح العامة ، ومن تفعيل لأجهزة الأمن للقيام بدورها على أكمل وجه في القضاء على عناصر التخريب وعصابته .