تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية 5 عبارات بحث على غوغل قد تعرضك للاختراق فورًا.. لا تقع بالفخ رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة الريال اليمني يواصل الإنهيار نحو الهاوية أمام العملات الأجنبية اليوم صور بالأقمار الصناعية تكشف النشاط العسكري للحوثيين في مطار الحديدة فيديو مروع .. عنصر متحوث يحرق نفسه امام تجمع للحوثيين وسط ميدان السبعين بصنعاء الصحفي بن لزرق يشعل غضب الانفصاليين بتغريدة منصفة كشفت عظمة «مأرب» ويؤكد: اتحدى اكبر مسؤول في الدولة ان يكذب حرف واحد مما كتبته عقب اقتحامه للمنبر رفقة مسلحين.. خطيب حوثي يتعرض لإهانة موجعة من قبل المصلين
في البلدان ذات الشعوب المثقفة والواعية، الشعب هو من يدير شؤون البلد، ويصنع النظام ويتخذ القرارات، بإختيار الأشخاص المرشحين، المنتخبين من قبل الشعب لإدارة النظام في البلد.
وفي البلدان ذات الأنظمة الملكية المؤبدة التي تسلّمت ملك البلاد عن طريق الإستعمار الأوروبي، الملك المالك أو الأمير المؤمّر هو من يحدّد مصير شعبه ويقرّره، وهو من يدير كافة شؤون البلد ويحتكر إدارته لشخصه، والشعب يرضى بما قدّر له أميره.
وفي البلدان ذات النظام الجمهوري الذي جاء إما عن طريق إنقلاب عسكري، أو تأييد قوى خارجية، والذي كان يدّعي الديمقراطية والتعددية الحزبية، فقد كان يمنح الشعب حق الإنتخاب وإختيار من يمثله، فيستطيع الشعب أن يضع من يريد أن يمثله في الصندوق، ولكن لا يستطيع إخراجه من الصندوق إلى الكرسي!
فيصعد الرئيس وإبن الرئيس وبإسم الشعب!!
وفي بلدان الثورات الشعبية على الإنظمة الفاسدة المستبدة، الشعب هو من يدير النظام بعد إطاحته بالنظام الفاسد، وهو من يحدد مصير حياته، ويختار القرارات الملائمة لتحقيق أهداف ثورته.
وفي بلدان الربيع العربي، الشعب العربي هو من إتخذ قرار التغيير، وأنتصر بإرادته على أنظمة الجماهير الزائفة في كلاً من مصر وتونس وليبيا وسوريا وكذلك اليمن.
في مصر وتونس حسم الشعب أمره بسلميته في الإعتصام والمظاهرة، وأنتصر بإرادته على جلّاده، وانطلقت القرارات من الشارع، وأختار الشعب من يمثله.
أما في ليبيا وسوريا فحسم الشعب أمره بخيار الحرب والتغيير المسلح ، ومضى في ثورته، فمنهم من أجتث نظامه المستبد من الجذور، ومنهم من لا يزال في طريق التغيير، ولم يأبه لخذلان العالم له ولثورته.
أما في اليمن فالشعب لم يحسم أمره بعد أن قطع نصف المسافة بالخيار السلمي، وزعزع الرأس الأكبر للنظام الفاسد، حينها تشعّبت الدروب، وتفرقت السبل، وتعددت الخيارات، ثورة سلمية... أم قتالية...أم...، وفتحت أبواب
الحوار والتفاوض، وتقدم الخارج بطرح الحلول والمخارج، وحار الشعب في أمره وتولت المعارضة السياسية شأن الحوار ومضت كما تشاء، وأثمر الحوار بإزاحة رأس الفساد الأعظم وتنصيب نائبه ومشاطرة الحكومة نصفين لفترة إنتقالية لعامين، وهذا بفضل الثورة الشعبية السلمية.
وبهذا القدر اليسير من التغيير الذي أحدثته الثورة الشعبية السلمية في عامها الأول توقفت عجلت التغيير، بل وكأنها تراجعت إلى الوراء، وتطاول المخلوع على الرئيس المتفق عليه، وشرعت الفلول إلى التخريب وإلى إعاقة
الحكومة المتوافق عليها، وكأن الثورة لم تكن ثورة، وكأن الشعب لم يثر!!.
هذا بفضل الحوار والتفاوض وتحويل مسار الثورة من الشارع إلى غرف وصالات الحوار والتوافق.
من علامات قيام الثورة الشعب هو من يقرّر وينفذ ما يقرّره لنجاح ثورته وتحقيق أهدافها، ولا يقبل ولا يرضى بأي تدخل خارجي يسعى للمصالحة يقترح ويطرح الحلول، ولا يرضخ لأي حوار أو تفاوض دون تحقيق أهداف ثورته كاملة.
ومن صفات الثورة أن القرارات والخيارات تأتي من الشارع "من روح الشعب الثائر" كما في مصر، لا من مجلس الأمن أو دول الجوار أو الدول العظمى كما في اليمن.
ولكن لماذا الشعب اليمني الثائر سرعان ما ترامى في أحضان المعارضة السياسية وأودعها زمام الثورة؟! هل أن الشعب لم يبلغ الحلم حتى يكون قادراً على المضي قدماً بثورته؟!
ولماذا الشعب اليمني الثائر ينتظر ماذا ينطق به المبعوث الأممي، وماذا يملي عليه مجلس الأمن من قرارات مؤيدة ومنصفة لثورته، ومعاقبة للمخلوع وزمرته، المتمادي في طغيانه الذي يسوم به الشعب سوء العذاب؟!.
ما الفرق بيننا وبين الشعب المصري الذي يحاكم طاغيته وطاغيتنا يسرح ويمرح حر طليق، وأسرى ثورتنا لا زالوا يقبعون في الزنازين ونحن نتغنّى بنجاحها؟! ما الفرق بيننا وبين الشعب المصري الذي أنتخب رئيساً له من وسط
الشعب رغماً عن سخط القوى العظمى الخارجية، ونحن أحتفلنا فرحاً بأن أزحنا صالح عن الكرسي وأتينا بنائبه؟!!
أليس الشعب اليمني كأي شعب آخر يمتلك الإرادة، أوليس المواطن اليمني كأي مواطن في بلد ما، له حقوق؟!
لربما الشعب اليمني لم يبلغ الحلم حتى يصدر القرارات ويفرض إرادته ويرسم مستقبله!!
ولن يبلغ الحلم حتى يمتلك الإرادة التي يمتلكها الشعب المصري