وفاة برلماني يمني بصنعاءإثر ذبحة صدرية مفاجئة. نادي رياضي شهير في اوروبا يغادر منصة إكس.. احتجاجاً على خطاب الكراهية.. لماذا حققت بورصة أبوظبي أداء فائقاً ؟ لماذا تخفي إيران عن شعبها والعالم أن أحد منشأتها النووية السرية تم تدميرها خلال هجوم أكتوبر ؟ افتتاح مدرسة أساسية للبنات بمحافظة مأرب بتمويل جمعية خيرية فرنسية منصة عملاقة تقدم نفسيها كبديل ل X.. انضمام مليون مستخدم لـبلوسكاي في 24 ساعة تعرف على تقنية 4-7-8 لتقودك الى نوم هادئ وسريع الحوثيون وتنظم القاعدة.. تفاصيل اتفاق سري سينفذ في محافظة جنوبية وتعاون في مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية قرار أمريكي ينتظر الحوثيين سيتخذه ترامب قريباً الكشف عن زيت دواء خارق لعلاج الأمراض وإزالة سموم الجسم بطريقة لا تتوقعة
بعد اعلان الرئيس علي سالم البيض من المكلا قيام جمهورية اليمن الديمقراطية دولة مستقلة في 21 مايو 1994 على حدود ما كانت تعرف بـ(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية), التقطنا من اذاعة صنعاء تصريح منسوب للدكتور/ عبدالكريم الأرياني يحتج فيه عن ما وصفه: "اعتراف جمهورية روسيا الاتحادية" بالجمهورية الوليدة في الجنوب, وبعد التشاور اعادنا نشر الخبر منسوب لمصدره .. ما ان اذيع من عدن حتى جاء النفي القاطع من السفارة الروسية في صنعاء مؤكدآ: حرص الأتحاد الروسي على وحدة وسيادة اراضي الدولة اليمنية .. اصبنا يومها في وكالة انباء عدن (الوكالة الرسمية للأخبار في الجنوب اليمن حتى قيام الوحدة) اصبنا بشيء من الأرباك, كون النفي قد بنيّ على خبر (عدن) المنقول ولم يبنى على خبر (صنعاء) المصدر, وانطّبق علينا المثل: (جت تكحلّها عورت عينها).
حينها كان الوسط الاعلامي في تفاعل مع نفي السفارة الألمانية بصنعاء, لما نسبته وكالة سبأ (الوكالة الرسمية للأخبار في الشمال حتى قيام الوحدة) ما نسبته من تحفظ السفاره على اعتكاف السيد/علي سالم البيض في عدن, وتكذيب ما نسب لمتحدث بأسمها من دعوة للنائب بالعودة الى صنعاء وما نتج: توقيف ورفض رئيس مجلس ادارة الوكالة ومديرها العام, لقرار التوقيف, الصادر من قبل المهندس/ حيدر ابوبكر العطاس رئيس الوزراء حينها, مما دفع البعض للمقارنة بين النفيين للسفارتين الألمانية والروسية, على قاعدة (واحده بواحده), مع انه لا وجه للمقارنة بين الأختلاق والنقل, وهنا مكمن االعلّة التي تنخرّ الوحدة منذ صبيحة اعلانها وحتى اليوم, اذ ان الطرف الشمالي يختلق الحدث (تفخيخ), فيندفع الطرف الجنوبي الى نقله, فيحيق الكفر بناقله وليس بصاحبه!
قد تهتز صورة المرء ان وقع في الفخ حين غرّه, ولكن تبقى العبرة في الذي يصنع الفخ ويسير في احابيله .. حينما كان القصف على اشّده على قرى ومدن الجنوب, أدهشنا احد الزملاء, عدّ حينها اشهر مذيعي القناة الأولى, قبل ان تتحول الى الفضاء, ادهشّنا بحكاية الخازوق, ليس وفق شريعة (حموّرابي), حين كانت المرأة تعدّم جلوسآ على الخازوق, ان تسببت بمقتل زوجها, وانما وفق (انفلونزأ) التهجم على قادة الجنوب التي اصابت كل وسائط اعلام الشمال, بين عامي 92-94م, ادهشنا المذيع الذي تحوّل لاحقآ الى مراسل لقناة الجزيرة, بإحضار مواطن مكنيّ بـ (الرصّاص) لأعادة تمثيل واقعة اجلاسه على الخازوق (قارورة شراب فارغة) في سجن الفتح, مدعيآ: ان الخازوق وسيلة عقاب مألوفة في سجون الجنوب! الملفت في مسرحية الخازوق, ان (الرصاص) كان بكامل لياقته الجسدية وهو جالس بكل اريحية يمثّل من على الكرسي! .. بالمناسبة وبعيدآ عن حالة الإدهاش التي اوقعنا فيها الزميل المحترم الذي اصبح اليوم مذيعآ في احدى الفضائيات الاوروبية الناطقة بالعربية, نسأل هل بالإمكان تقييم الفعل اليوم دونما إدهاش؟ .. لا لنكىء الماضي وانما لتبيان حقيقة ما ادعاه مواطنه (الرصاص) لاحقآ بأن الخازوق كان مجرد خازوقآ, ولم يكن خازوق؟؟
صمتت اذاعة عدن خلال الأسبوع قبل الأخير من شهر يونيو 94م لأول مره في تاريخها المديد .. المؤلم في الموضوع ان الـ(أستعمار) الداخلي كان وراء الصمت المدّمر لإذاعة, كان الأستعمار الخارجي اول من انطقها عام 1954م والأشد ايلامآ: ان الأخوة الــ(مستعمرون) الجدد صرفوا ملكية مبنى اذاعة عدن التاريخي, لأول نائب وزير أعلام لدولة الوحدة (المباركة) تقديرآ لجهوده الوحدوية, وحاولوا صرّف ملكية مبنى وكالة انباء عدن لأحد وزراء ما بعد الحرب تقديرآ للمآثر التي اجترحها في معارك الدفاع عن بركة الوحدة .. المبنيان المتجاوران في حي البنّجسار في مدينة التواهي بناهما المستعمر (البغيض) وتصرف بهما الـ (مستعمر) الشقيق .. (تم افشال الصرف الأول وفشل الأخر تحصيل حاصل فشل المشروع برمته, الذي تمخضته الحرب), نعود من الآم الصمت والصرف الى الآم الدمار الذي الحّق بكل مقومات الأذاعة العدنية, التي تعتبر واحدة من اعرق الأذاعات في الشرق الأوسط, بما لعبته من دور تنويري تثقيفي في منطقة الجزيرة والخليج, فعلى مدار شهر يونيو, كان المتابع من مدينة التواهي يشاهد اعمدة الدخان وهي تتصاعد من عمق الافق المقابل الممتد من جولة مدينة المنصورة حتى ميناء مدينة البريقة النفطي في (عدن الصغرى), وكانت الأخبار تتواتر عن التدمير الذي يستهدف كل ما يمتّ لعدن الأذاعة بصلة, اجهزة ومعدات في المباني, ابراج وهوائيات في الحقول الى ان تحقق لهم المراد!!
السيد وكيل وزارة الاعلام كان اول الزائرين لمبنى الارسال الاذاعي في الحسّوة بعيد الحرب, الزيارة امر حسب للوكيل الأقدم في تاريخ الثقافة والاعلام والسياحة, اما ما حسب عليه كان تصريحه بعد ان جال فوق اكوام الخراب والدمار بثقة ودون ان يرّف له جفن زاعمآ بـ: "أن عناصر الردة والانفصال وقبل ان تغادر تعمّدت تفجير مبنى الأرسال الاذاعي وانه بتوجيهات من الاخ الرئيس سيتم اعادة اعمار ما خربه الأنفصاليون" .. كانت رسالة اول مسئول بذاك المستوى غير عسكري يصل عدن, كانت صادمة للمواطن الجنوبي المتابع بدقه لمجريات الحرب, ومضمونها: ان الحقيقة فيما يقوله المنتصر وليس فيما تقوله الوقائع والأحداث, فلم يكن بوسع المواطن الجنوبي شاهد العيان في تلك اللحظات العصيبة, الاّ ان يندّب الحقيقة مع بلده المدمّر.
انتهت حرب المدافع والصواريخ وبدأت حرب محاصرة الحقيقة في كل انحاء الجنوب, مطلقين العنان لاستهداف البعد الجنوبي في السياسة, الجغرافيا, التاريخ وفي التعليم, حتى اسم عدن التلفزيون لم يستحملوا بقاءه فأرادوه (يمانية), تصرفوا وكأنهم اعادوا الجنوب من مجرّة الضياع, كان يمكن التغاضي: ان جاء البديل بما يحفظ للمواطن الجنوبي مستوى مقبول من الكرامه والأدميه, الاّ ان هطّل قراءة العسكري والقبيّلي المعطوفة على قناعة بأن 7/7 هو نهاية تاريخ الجنوب كانت وراء اشعال جذوة الهوية الوطنية الجنوبية وحقيقة وجود شعب جنوبي يعيش حاضرة بكرامة وكبرياء, يستحضر ماضيه بأعتزاز, يتطلع الى مستقبله بأمل, شعب وليس رعايا تابعين او مجاميع من قبيل الـ (بدون) او الـ (مهمشون), وكانت الهزيمة النهائية للمشروع (العسكر-قبلي) في ذكراه الـ 13, حين حضرت الحكمة الجنوبية ساحة العروض بخورمكسر لتؤكد المقولة: أن التاريخ لا يعرف مراحل نهائية فكل مرحلة تفضي الى اخرى...