كلنا مع الأحمر
بقلم/ د. محمد حسين النظاري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر
الأربعاء 14 مارس - آذار 2012 08:49 م

• الأحمر بحاجة ماسة منا إلى دعمه ومساندته، والوقوف إلى جانبه، وعدم خذلانه فهو يمثلنا شاء من شاء وأبى من أبى، ولهذا فإننا محتاجون إلى أن سمو على حب الذات، ومبادلة الأحمر الحب لما يقدمه لهذا الوطن.

• ينبغي أن يكون شعار الأحمر هو شعار كل يمني غيور على بلده يحب لها أن تكون دوماً عالية ومتفوقة في كل محفل، فاليمن ورفعتها هي غايتنا ومنتهى أملنا، وهي في قلب كل فرد خلق عليها، وتربى على أرضها، وأكل من خيراتها.

• عندما نحب الأحمر ونلتف حوله، تذوب كل الفروق الاجتماعية، ويبقى هو الذي نجتمع عليه، ونسير إليه أينما حل وارتحل، لأن في قوته قوتنا، وفي بقاءه متفوقاً انتصار لنا جميعاً في كل ربوع اليمن السعيد.

• نقصر دوماً عندما نجعله في آخر اهتماماتنا، ولا نلتف حوله إلا عندما يكون منتصراً ومتفوقاً على الآخرين. إن الأحمر بحاجة إلينا عند ضعفه لا في أوج قوته، فهو يستمد الصلابة من جموع الجماهير اليمنية، التي لا يسعها السعادة عندما يحقق فوزا في أي بطولة.

• الأحمر اليمني مقبل على مشاركات عديدة من بينها كأس العرب التي ستقام في السعودية، وبطولة غرب آسيا، وخليجي 21 الذي ستستضيفه البحرين، ولا يخفى على احد خروجنا الهزيل من خليجي عشرين التي أقيمت بمدينتي عدن وأبين، وكذلك توديعنا المبكر من مباراتي الذهاب والإياب المؤهلة لدوري المجموعات ضمن تصفيات أسيا لبلوغ مونديال البرازيل 2014م.

• إن نتائج الأحمر لا تؤشر عن جيد قادم، كما لا تبشر إلى أننا موعودون بمستقبل أفضل له، لكن ورغم هذا كله ينبغي ألا نقصوا على لاعبيه، وإلا نحملهم المسؤولية الكاملة، فما يعيشه منتخبنا الوطني هو نتاج طبيعي لما يعيشه البلد عموما والذي ألقى بظلاله السيئة على كل شيء فما بالنا بكرة القدم.

• لاعبوا المنتخب لا يتم إحضارهم من المحترفين كما هو الحال بمنتخبات عربية أخرى، بل هم من يمثلون أنديتهم في دوري الدرجة الأولى وان سميناه مجازاً بدوري النخبة، لان هذه الأندية هي نخبة الموجودين.

• ولأن مستوى الدوري هو دون المتوسط وفي معظم المباريات قد يصنف بالضعيف، إلا ما نذر من المباريات التي يغلب عليها الحماس في غياب تام للأداء الفني والمهاري، فمن الطبيعي أن نجد المنتخب الوطني يبدوا بنفس طريقة دورينا، لأن اللاعبين المنضوين تحت مضلته هم أنفسهم من يشتكي منهم الجمهور داخل الأندية.

• لقد أضعنا فرصة كبيرة عندما لم نجني ثمار الملايين التي تم تخصيصها للمنتخب من اجل التحضير لخليجي عشرين، صحيح أننا على مستوى التنظيم والاستضافة نجحنا وحققنا العلامة الكاملة، إلا أن ما قدم للمنتخب لم يؤتي ثماره.

• ومما زاد الطين بلة أننا نبدأ من الصفر بعد أن كنا قطعنا مشواراً في الاستعداد قبل خليجي عشرين، نظراً لما مرت به البلاد عقب البطولة مباشرة، ولهذا فمن الطبيعي وغير المستغرب إذا خرج علينا من الاتحاد العام من يقول نبدأ من الصفر.

• مسكين المشجع البسيط الذي لا يفارقه التساؤل المرسوم على محياه والقائل متى نلغي هذا الصفر، ونبدأ مما بعده، فمدربونا الذين لم يعودوا يستلموا ملاليم، بل عشرات الملايين نستغني عنهم بعد بطولة، كأننا دخلنا البطولة لنراهن على كأسها.

• على الاتحاد العام أن يعلن بصراحة أننا لسنا مؤهلين على المنافسة حاليا، وان يبدأ بخطة خمسية من اجل بناء منتخب، وألا يستعجل في تصعيد المنتخبات السنية ليجني ثمار النجاح الزائف، فاللاعبون في السن المبكر يستطيعون مجاراة أقرانهم في ذات الفئة السنية، أما أن نزج بهم في الصف الأول، فهذا انتحار يقود إلى انتهاء مفعولهم بسرعة، ولنا تجارب سابقة فاشلة مع منتخب الأمل.

• الأمل لا يفقد طالما وهناك عزيمة مقرونة بالجهد الفني، المسنود بالعمل الإداري المؤسسي، أما الأمل الغير مرتكز على قاعدة صحيحة، فهي أضغاث أحلام، لا تفسير لها، ولا تغني أو تسمن من جوع.

• ولهذا فكما أننا كجماهير مطالبون بمؤازرة ومساندة الأحمر عند الخسارة قبل الانتصار، فإن الجانب الإداري مطالب بتوضيح الرؤية التي يريد انتهاجها من اجل بلوغ محدد، وليكن أول أهدافنا تثبيت تشكيلة محددة، تخدم اقل شيء لخمس سنوات قادمة، لا يتم استبدالها إلا تحت توصية الجهاز الفني.

• وعلى الجماهير أن تزيد من صبرها، وان تضاعف من تحملها حتى وان كانت النتائج غير مرضية فهي حتماً لن تكون أسوء مما مضى، ولكنها ستؤتي أُكلها بلا ريب في السنوات القادمة، فنحن لا نريد أن نفوز على منتخب معين، بقدر ما نريد أن نوجد منتخب احمر قوي يمثلنا ونفخر به.

• وعلى كل يمني أن يعي أن الأحمر الوحيد الذي ينبغي أن نلتف حوله هو الأحمر اليماني، الذي لا يختلف اثنان في قلبيهما حب لليمن على مساندته ومؤازرته، بل هو واجب علينا لأنه يحمل راية الجمهورية اليمنية، التي ستظل عالية وخفاقة، علو اليمنيين العظام.