صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن
خمسة أشياء أحببناها : الطريق التي تنقل الزائر بمنتهى الدقة من الحالمة تعز إلى قمة الجبل،منتزه الشيخ زايد ، الزي التقليدي الذي يعد الجانب الأجمل ، والوجوه المفعمة بالإشجان ، وأخيرا الجو الساحر للمنطقة .
سابقنا الشمس قبل إن تشرق لننطلق من هنا من الحالمة تعز بعد أن جهزنا عدتنا ..وشوقنا يزداد كلما اقتربنا من جبل صبر الذي طال اشتقنا لجماله والتجول بين الحقول الخضراء والزهور الملونة وبدأنا نصعد أول منعطف من الجبل مودعين المدينة تكمل أحلامها ونومها بكل هدؤ وسعادة . وبعد وقت قصير وصلنا إلى جانب منتزه الشيخ زايد بن سلطان ذو البناء الضخم ومطلة على المدينة بالكامل ، ظلينا نراقب حركات الناس والوجوه البريئة لأبنا الريف بعضهم على الرصيف يبع القات والفواكه والبعض ذاهبين للعمل في الحقول والمدرجات الخضراء وآخرون نازلون إلى المدينة وهكذا اختلط الحظر بالريف في مشهد جميل قضيناه في متعة واستراحة.
واصلنا السير إلى الأعلى في المنعطفات الإسفلتية المتطورة ومن يميننا ويسارنا مناظر مدرجات خظراء خلابة وزاهية تتوسطها منازل تقليدية وأهالي يعملون بكد ونشاط في هذه الواحات الخضراء وكأنها لوحة فنية رسمها إحدى الفنانين المبدعين.
للقرى المتناثرة على الجبل طعم خاص،معظمها لا تزال تحتفظ بعاداتها وتقاليدها القديمة والأهالي لا يزالون يحتفظون بالبساطة والاحتفاء بالزائر تشعر بذلك وأنت تتحدث مع أي شخص فتصافحك الابتسامات قبل الأيادي لا احد يزور صبر إلا ويقع أسيرا في عشق المنطقة التي تكسوها الخطرة المتدرجة الألوان من الاخظر الباهت إلى العميق كالزمرد تعطيك الإحساس بروح الجمال لهذا السندس الأخضر والنباتات التي تنبثق من بين الأحجار وأشجار الفاكهة التي بجوار كل المنازل .
وقفنا في منتصف الطريق المؤدية إلى قمة الجبل في منطقة (ذي مرين) بإطلاله واسعة على تعز بالكامل ونشاهد من هنا إلى المدرجات الخظراء في الأسفل وفي هذا المكان يتواجد السواح بكثرة يراقبون حركة المدينة التي تتللأ وكأنها لمعان الماء في قعر بئر.
مســــجد أهل الكهف
وبينما نحن في شوق ولهفة لنعانق العروس تاج الجبل سحرتنا شذرات روحانية من يمين الطريق في منطقة المعقاب وسط واحة واسعة من الخضرة المختلطة بالأزاهير الملونة تتناثر فيها بعض المنازل التقليدية هنا وهناك وكانت منبع الشذرات هو مسجد أهل الكهف .
استقبلنا في المسجد الحاج قائد بابتسامات بريئة نابعة من وجهه وبداء يشرح لنا تفاصيل عن المسجد .. وهو مبني بأحجار تكلسية مطلية بالقضاض الأبيض بشكل مستطيل بمساحة 18 متر وعرض 12 متر تقريباً , وللمسجد ثلاثة مداخل في المدخل الجنوبي بركة للماء مبطنة بالحجارة والقضاض وسقف المسجد خشبي مزخرف وأعمدته خشبية متصلة بأحجار عليها نقوش جميلة ، وفي زاوية المسجد توجد غرفة صغيرة فيها فتحة الكهف بقطر 70 سم يقال أنها تمتد إلى مدينة ثعبات الواقعة أسفل الجبل من جهة الشرق على بعد عدة كيلو مترات وتهب منها رياح أحيانا تطفي الفانوس أو الشمعة كما شرح لنا ذلك الحاج قائد ؛ ويرتبط أسم المسجد بواقعة أهل الكهف التي تعدد ذكرها في القرآن الكريم حسب اعتقاد الأهالي هناك ، ويعتبر المسجد مزار ديني حافل يزار سنوياً في اليوم العاشر من شهر رجب وبجانب المسجد مساحة واسعة تستخدم في ذلك اليوم وهي تابعة للأوقاف يمكن استغلالها بإنشاء استراحة فيها ؛عندما نبتعد قليلا تطل نظراتنا على شذرات روحانية مشابهة على مدى النظر لمسجد بن علوان في يفرس والذي يحظره في يوم الجمع أهالي صبر بنسبة اكبر .
العروس تاج الجبل
بعد طول اشتياق وصلنا إلى راس جبل صبر الشامخ أعلى مكان في اليمن بعد جبل النبي شعيب والرياح الباردة واللطيفة تهب علينا من كل جانب ونمد أبصارنا مدى النظر شمال وشرق ،غرب وجنوب نستمتع برؤية المدرجات الزراعية من حولنا وتسافر أنظارنا إلى مشرعة وحدنان وصالة والتعزية ونرسل نظرات إلى دمنة خدير والراهدة حتى قلعة الدملؤة بالصلو...
لحظات جميلة لن ننساها والهوا العليل يداعب أجسادنا بهوا بارد ينسينا كل هموم الدنيا ولا نريد أن نفارق هذا المكان الذي قد لا نلقى مثيلها في أي بقعة أخرى وما تزيد الشجون شوقا هي اللحظات التي ننظر بها إلى عدن وخاصة في الليل لنرى أنوار المدينة تتلالى فنكاد نطير إليها ونسبح في بحرها الساحر .
الحياة مازالت تقليدية
وللحياة الاجتماعية في جبل صبر إيقاع خاص ،حيث ما يزال السكان يتوارثون ارتداء ملبوساتهم الشعبية وخاصة النساء اللاتي يرتدين الزي الشعبي والحلي التقليدية حتى أصبحت صبر مصدر الإلهام والإبداع الفني للعديد من الفنانين الذين استطاعوا تجسيد ذلك في العديد من اللوحات التشكيلية والأغاني والقصص الأدبية والصور الفونغرافية .
ومازال الأهالي يحافظون على الحياة التقليدية القديمة مثل نقل الماء من الآبار القديمة واستخرج الماء بالطريقة التقليدية ( بالدلو ) فيتساعدن فتتأتين في سحب الحبل بنشاط وهن يتغنين بالأغاني الخاصة بذلك ولشهرته بالخظرة والزراعة والحياة التقليدية القديمة فقد أصبح مزار يتوافد إليه من معظم المحافظات والسواح إلى جانب سكان مدينة تعز فأصبح المنفذ الأول للتفرج والهروب من ازدحام مدينة تعز .
جمال مخفي خلف الضباب
لم تكتمل رحلتنا في قمة راس الجبل الملي بالضباب وإنما بدأنا بالشوط الأخر لنكتشف ما يخفيه الضباب عنا في الجهة الخلفية التي لا تطل على المدينة فيبدوا الجو أكثر نقاء وإنعاش تفوح رائحة المدرجات الخظراء التي تتخللها قرى عديدة متناثرة هناء وهناك على ظهر الجبل الشامخ ومن القرى التي تراه أمامك حَصان النجادة والشقب وتستمر هذه الطريق حتى دمنة خدير وما ينقصها هذه الجهة تعبد الطرق لكي تفتح أمام المتنزهين والسواح الأجانب.
لم نرتوي من صبر ومهما أجبرتنا الحياة على أن نفارق من نحب فإننا سنعود إلى أحضانها مرة ومرات و مرات