وزير الأوقاف والإرشاد في مؤتمر الحوار الإسلامي يدعو الى توحيد الجهود لمكافحة الطائفية والتطرف وتعزيز قيم التسامح والتعايش
صور خاصة تدفع شابة لطلب الطلاق.. بعد 3 أسابيع زواج: «صورني صور خاصة بهاتفه وأرسلها لأهله»
أول دولة خليجيه تمنع طلابها من الالتحاق بجامعة صنعاء وتلغي الاعتراف الأكاديمي بمخرجاتها
لماذ أطاح الرئيس الأمريكي ترامب برئيس الأركان الجنرال تشارلز براون؟
السوريون في حلم.. والد الرئيس الشرع ينتقد ابنه بمنشور اقتصادي مثير
أسعار الصرف في صنعاء وعدن
محكمة في صنعاء ترفض استئناف حكم اعدام رجل أعمال ومصادرة جميع أملاكه
الملك سلمان في ذكرى يوم التأسيس: ''نعتز بذكرى تأسيس دولتنا المباركة قبل ثلاثة قرون على الأمن والعدل والعقيدة الخالصة''
توقعات مركز الأرصاد لحالة الطقس خلال الـ 24 ساعة القادمة
حماس تسلّم رهينتين في رفح وتستعد للإفراج عن 4 آخرين بمخيم النصيرات
تخيل معي اخي القارئ ان مريضا يعاني من ورم خبيث وخضع لعملية استئصال من قبل جراح وقام الطبيب بعمله وفتح مكان الورم ولكن لسوء حظ هذا المريض ان الجراح تمكن من فتح الجرح لكن لم يتمكن من استئصال الورم، والجرح نتيجة لذلك ظل مفتوحا وصحة المريض كل يوم تزداد سوءا بسبب الورم من ناحية والنزيف الحاد للجرح المفتوح من ناحية اخرى.
للاسف أن هذه هي قصة وحالة اليمن هذه الايام وللتوضيح اكثر فإن الورم الخبيث هو صالح ونظامه والطبيب هي ثورة الشباب والمريض هي امنا اليمن ارضاً وإنسانا.
نعم إن نظام صالح هو الورم الذي يعاني منه الوطن منذ اكثر من ثلاثة عقود وبرغم ان البعض يحاول ان يحجب عين الشمس بغربال (منخل)، إلا ان الحقيقة بادية للعيان وتتمثل في وضع اليمن في ذيل قائمة الدول الاقل نموا، والارقام العالمية في كل المجالات تضع اليمن في مصاف الدول الفاشلة، وهذا هو المنجز الحقيقي لهذا النظام (الورم)، ولست هنا بصدد التفصيل وربما في مقال آخر الخص بالارقام تقييم اليمن عالميا، ولو ان الامر لا يحتاج تفصيل فالكل مجمع في السلطة والمعارضة على سوء الاوضاع في اليمن.
أما الطبيب الجراح فهم شباب الثورة الذين قدموا ارواحهم ودماءهم رخيصة لمحاولة ان يتعافى اليمن من هذا الورم ولازالوا حتى اللحظة يفعلون، ولكن برغم ذلك فقد دخلت الثورة شهرها الخامس وما زال النظام الورم يتمسك بجسد الوطن المنهك.
كانت هناك جمعتان في رأيي لو تم استغلال اي منهما لكان تم حسم الامر لصالح الثورة والوطن ولذهب الورم الى غير رجعة، هاتان الجمعتان هما جمعة الكرامة وجمعة رجب؛ لان النظام كان في اسوء وضع خلال هذه الفتره، وانا اثق ان معظم شباب الثورة حاولوا ان يحسموا الامر لكن للاسف ان بعض القيادات التي تدّعي الحكمة والتعقٌل كانت وراء عدم الحسم بحجة الخوف من إراقة المزيد من الدماء، ودليل على ما ذكرت ما تعرض له الاخ المجاهد والمحامي الكبير خالد الانسي والاخت المناضلة توكل كرمان من انتقاد شديد وصل الى حد التخوين على خلفية قيادتهما للمظاهرات امام التلفزيون ومجلس الوزراء، مع أن ما قاموا به هو فعل ثوري بامتياز لو حصل عليه اجماع لكانت الثورة وصلت مداه ولشهدنا يومها سقوطاً مروعاً للنظام، ولزال حينها الورم ولشهدنا الوطن يتماثل للشفاء خلال فترة نقاهة قصيرة (فترة انتقالية)، يعقبها عافية دائمة بعد أن نؤسس لدولة جديدة تقوم فيها أسس ومبادئ الحكم الرشيد.
ولكن بدلاً من ذلك وبسبب من يدّعون الحكمة والتعقل يمر الان الوطن بأسوأ مرحلة ويعاني من ازمات متعددة اهمها ازمة الوقود التي تنعكس على جميع مناحي الحياة، وبرغم من أن النظام يحاول إلقاء اللوم على المعارضة, إلا ان الشواهد تدل على ان النظام وراء هذه الازمة الخانق’ من خلال حجز قاطرات الوقود في نقاط مختلفة لخنق عواصم المحافظات عقاباً للشعب على المطالبة باسقاط النظام، وهي محاولة مكشوفة الغرض منها تبديل قناعات الناس إلى أن بقاء النظام هو الكفيل بحل مشاكل الوقود، وآخر ما خرج من المطبخ الاعلامي للنظام في هذا السياق هو نشر قائمة بمن سماهم اعضاء في المشترك يقفون وراء عرقلة وصول الوقود الى الناس, وهي محاولة لبث الرماد في العيون، والكل يعرف ان المستفيد الاول من تدهور الاوضاع هو النظام حتى يقول للناس لولا الثورة والاعتصامات لما حصل هذا التدهور، وهذا من المكر بإرادة الشعوب ولكن "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، ومن مكر الله عز وجل ماحدث للنظام في حادثة دار الرئاسة والتي على ما يبدو أن النظام لم يستخلص الدرس منها، والحديث عن عودة رأس النظام واركانه يدل على ذلك، ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد وما خفي من مكر الله سبحانه وتعالى أخطر مما حدث في الرئاسة، والله غالب على أمره.