إعلام إسرائيلي: استعدادات مصرية لشن هجمات ضد الحوثيين وتصريحات تؤكد على السيادة الوطنية البحرين تتجاوز الكويت وتضرب موعدا مع عمان في نهائي كأس الخليج مليشيات الحوثي تقوم بسحل مسن مختل عقليا بمحافظة حجة عاجل .. صدور قرارات جمهورية بتعيينات في المؤسسة العسكرية عُمان تقهر السعودية بعشرة لاعبين وتبلغ نهائي كأس الخليج وزير الخارجية السوري يوجه دعوة هامة لكافة الدول الأوروبية هل حان وقت المواجهة الحاسمة بين مليشيا الحوثي وإسرائيل؟ تقرير أممي: ميناء الحديدة لم يستقبل أي شحنة وقود منذ اكثر من خمسة أشهر ماذا تعرف عن ميساء صابرين أول رئيسة للبنك المركزي السوري ؟ وزير إسرائيلي يهدد باغتيال عبدالملك الحوثي .. تهديد ام مناورة
أكثر ما هو لافت في المواجهات العسكرية التي يخوضها اليمن، الدولة، ضد المسلحين الحوثيين، المدعومين من إيران، وكذلك تنظيم «القاعدة» وفي غمرة الدعم العربي والدولي لصنعاء، هو موقف بعض من يحسبون على الطبقة السياسية باليمن الذين تفرغوا للطعن في الحكومة اليمنية، وتصفية حسابات ضيقة مقارنة بالخطر الذي يتهدد اليمن ككل.
بالطبع لسنا في وارد تسمية من قاموا بتصرفات انتهازية على حساب وحدة اليمن، وسلامة أراضيه، إلا أنه من المهم أن يوجه لهم اللوم والنقد، خاصة بعد مؤتمر لندن، الذي انتهى بتفويض دول مجلس التعاون للمتابعة، ومن خلال مؤتمر يعقد بالرياض، وكذلك بيان الحوثيين الذي قبل بالشروط الخمسة المطروحة من قبل صنعاء من أجل وقف إطلاق النار.
ومن السهل رصد مواقف البعض في الطبقة السياسية اليمنية التي استغلت أزمة اليمن الحالية من أجل تصفية خصومات مع الحكومة، أو قيادات يمنية، في موقف لا يمكن وصفه إلا بالانتهازي، خصوصاً أن جل مواقفهم وتصريحاتهم موثقة؛ فمنهم من قال إن مؤتمر لندن ما هو إلا وصاية دولية على اليمن، وثبت، كما ذكرنا أعلاه، أن هذا أمر غير صحيح، كما أن هناك من قال إن أميركا تنوي احتلال اليمن على غرار أفغانستان والعراق، بل وذهب البعض إلى حد مناصرة فتاوى ما سمي بالجهاد ضد الغرب، رغم نفي الأميركيين لذلك ودعوتهم للحل السياسي في اليمن.
صحيح أن هناك أخطاءً سياسية جوهرية في اليمن تتطلب وقفة حازمة، وعملية سياسية حقيقية لمعالجة كثير من الأخطاء في الجنوب، أو في صنعاء نفسها، لكن هذا ليس الوقت المناسب لذلك، لأن الخطر الذي يتهدد اليمن اليوم أكبر، حيث أن هناك مشروعاً ضخماً يهدف إلى تعطيل اليمن ككل، وتهديد أمنه واستقراره، وبالتالي فتح أبواب الجحيم أمام دول الخليج العربي، وأولهم السعودية تحديداً، ولذا فإن الأهم اليوم هو إنقاذ الدولة، لا تصفية الحسابات.
وكما أسلفنا فإن بيان الحوثيين الذي يقبل شروط الحكومة اليمنية الخمسة يعد دليلا جديدا على أن مراهنة بعض المحسوبين على الطبقة السياسية اليمنية لابتزاز حكومة صنعاء، أو تسجيل نقاط استفادة مما يواجه اليمن، كانت أمراً خاطئاً، وفيه تغليب لمصالح شخصية أو حزبية، أو سمه ما شئت، على حساب الدولة الأم.
ومن حق البعض قراءة بيان الحوثيين على أنه استسلام، أو هزيمة إيرانية، أو تقية، أو انبطاح أمام ضغط ليس للحوثيين قدرة على مواجهته، حيث المواجهة العسكرية مع اليمن من ناحية، والدرس السعودي القاسي من ناحية أخرى الذي تمثل بضربة عسكرية موفقة مفادها أنه من غير المقبول اللعب بأرض السعودية وأمنها، إلا أنه وعدا عن كل ما سبق درس حتى للبعض في اليمن بأن الدولة يجب أن تبقى هي صاحبة الكلمة العليا، وهي الخط الأحمر، لا أن يندفع المرء في تصفية الحسابات السياسية إلى حد يصل به إلى هدم المعبد على من فيه.
tariq@asharqalawsat.com