الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية
أشكر الربيع العربي , فرغم المآسي التي شاهدناها ونشاهدها , إلا إن له فوائد كبيرة وأزهار كثيرة , أحدها أن الوطن تعرف على نفسه , فأصبحنا نعرف مناطق وأحياء في تونس , و أصبحنا لا نعرف مدن ليبيا فقط بل ونعرف حتى شوارعها ومناطقها أصبحنا نعرف سوق الجمعة وبن غشير وشارع الشط . وكذلك أحياء القاهرة ومدن اليمن ليس فقط صنعاء بل نعرف إب وتعز , والآن أصبحنا نعرف كل مدن سوريا وكل أحيائها تعرفنا على أحياء حمص واللاذقية وحلب , نعرف صلاح الدين وباب الحديد والمريديان ، لم نعرفها سياحة أو قراءة في كتاب , بل أصبح لنا فيها ذكريات , فهنا سقطت قذيفة وهناك سقط شهيد وهذه المنطقة قطعت إمدادات جيش الطاغية الذاهبة لتدمير تلك المنطقة . عرفنا إخواننا زنقه زنقه ودار دار وحارة حارة وحي حي . عرفنا الصحراء والساحل , والمدن والريف .
هل كنا بحاجة إلى مثل هذا الربيع لنتعرف على بعضنا ؟ لا أظن , ولكنا أجبرنا على ذلك , وهي نتيجة محتمة لتجبر الطغاة وطغيانهم على أخواننا .
ومهما كان الثمن غاليا , لقد عرفنا بعضنا , وهذا له تأثير كبير على المستقبل , على مستقبل العالم كله وليس مستقبلنا فقط .
كان الاستعمار ومن بعده الطغاة يبذرون في ضمائرنا وفي وعينا كره الآخر , فقسمونا إلى دول , والدول إلى أقسام فهذا شرقي وذاك غربي , هذا بدوي وذاك حضري , هذا ساحلي وذاك صحراوي . هذا قروي وذاك مدني , وكل يذم الآخر .
فجاء الربيع العربي وأزال كثير من هذه التفرقة بين الشعوب , أصبحنا نتفاعل مع الآخرين , ونحس بمشاكلهم ونعرف محاسنهم , نحبهم وندافع عنهم ولو لم نلتقي بهم .
وهذا يدمر ما عمل الاستعمار ومن تبعة من الطغاة على زرعه فينا , وكنا كالذهب الذي تصقله وتصفيه النار , ولم نكن كالعشب الذي يتحول إلى رماد إذا ما احترق .
الحمد لله , لقد طبقنا قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وها نحن نتعارف , نتقارب ويحب بعضنا بعضا . ويحترم بعضنا بعضا , ويحس بعضنا بفرح بعض ويشاركه أفراحه وأتراحه .
بالطبع بقى بعض ما خلفته عقود من ثقافة الطغيان في بعضنا , ولكن ولله الحمد أصبح مثل هذا الفكر محاصرا ومكروها وسيأتي اليوم بإذن الله الذي سنتكامل فيه اقتصاديا وسياسيا , وتكون للأمة كلها كلمة واحده مسموعة في العالم كله , لأنها كلمة أمة , وليست كلمة حكام مفرقون ومشتتون ومتصارعون على كراسي لهم ولأبنائهم ولذويهم لا يهمهم مصالح الآمة والشعب .
http://salehalsulaiman.com