مسلحون حوثيون وزنبيات مدججات بالأسلحة نفذوا مهمة إختطاف موظف يمني في السفارة الأمريكية بصنعاء روسيا: أمريكا دفعت الشرق الأوسط الى شفا حرب كبرى الكشف عن مهمة الحوثيين الرسمية في البحر الأحمر إذا تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران حولت المحافظة الى إقطاعية.. مليشيا الحوثي تقتحم مستشفى في إب وتنهب محتوياته تقرير أخير لخبراء مجلس الأمن يفضح الحوثيين.. علاقتهم بالقاعدة وحقيقة التصنيع العسكري المحلي وملفات أخرى شائكة العليمي يدعو لزيادة الجهود الأميركية لمواجهة شحنات الأسلحة الإيرانية الحوثيون ينعون اثنين من قياداتهم في صنعاء تزايد النشاط الحوثي في تعز بالصواريخ والطائرات والدبابات ومصادر تكشف التفاصيل صحيفة أمريكية تتحدث عن تورط دولة كبرى في تهريب قائد في الحرس الثوري من صنعاء أردوغان يكشف ما تخبئه الفترة المقبلة وأين تتجه المنطقة .. عاصفة نارية خطيرة
مأرب برس - بالتزامن مع صحيفة الوحدوي:
بعين الطبيب الماهر والسياسي المخضرم يشخص الدواء ويضع يده على مكامن الوجع ثم يقدم الوصفة الناجعة للمريض، وقد لا يفيد التشخيص والوصفة في حال لم يعترف الشخص بالمرض ويذهب لتلقي العلاج، ذاك هو الحال نفسه ينطبق على النظام الذي يعاني من أمراض خطيرة، وعليه قبل كل شيء الاعتراف بالمرض، وبإصراره وعناده سيقود البلاد الى الهاوية .
لايحب الظهور ولا يتكلم كثيراً لكنه يعمل بشكل دؤوب ويرقب مجريات الأحداث عن كثب، اشتهر بمواقفه الجريئة التي لا يساوم فيها حول الكثير من القضايا والمشاكل التي تعصف بالوطن .. إنه
النائب الدكتور محمد ثابت العسلي عضو الكتلة البرلمانية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عضو اللجنة الوطنية للإشراف على تنفيذ الاتفاق بين السلطة والحوثيين فالنائب العسلي من النواب القلائل المتميزين في البرلمان، فهو مثقف من الطراز الأول، وسياسي محنك يشعرك بخبرة برلمانية فائقة يفتقدها كثيرون من زملائه وهو يحدثك عن أمور هي من صميم العمل البرلماني دور مجلس النواب بشقيه التشريعي والرقابي، قضايا اقتصادية وسياسية، مشاكل الحرب في صعدة، الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية، والكثير من القضايا والمشاكل يتطرق إليها النائب العسلي مفنداً أسبابها ووضع الحلول السليمة والمناسبة لعلاجها في هذا الحوار الذي أجراه معه الزميل زكريا الحسامي.
*هناك من يرى أن مجلس النواب أصبح مؤسسة ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن قضايا ومشاكل المواطنين، وأداء مهامه الرقابية .. من وجهة نظرك هل السب يعود إلى ضعف النواب أم ضعف هيئة الرئاسة؟
- الأعضاء وهيئة الرئاسة أصبحوا مرهونين وجزء من السلطة التنفيذية وليس بالسلطة التشريعية، عندما يكون هناك سؤال واستجواب لوزير كثير من الأعضاء يدافعون عن الوزير أكثر مما يدافع عن نفسه، وهذا دليل على أن هؤلاء الأعضاء لا يمثلون مصالح الشعب وإنما يمثلون مصالحهم الخاصة، وبالتالي هم مرهونين بالسلطة التنفيذية بقدر ما يحققون مصالحهم الخاصة وليس مصالح المواطنين، هيئة الرئاسة ضعيفة . طبعاً السلطة التنفيذية دبرت هذا الأمر على أن تكون هناك هيئة رئاسة ضعيفة من خلالها تستطيع أن تسيطر على المجلس بكل أساليبه وأدواته الرقابية فلا يفعل المجلس أدواته الرقابية بسبب ضعف هيئة رئاسته وبالتالي تبعية الأعضاء إما لهيئة الرئاسة أو للسلطة التنفيذية .
* كثير من الوزراء وعلى رأسهم رئيس الوزراء يوجه لهم أسئلة من النواب وتظل الأسئلة لسنين دون ردود كيف تقبلون ذلك كنواب؟
- هذا دليل الكلام السابق، استهتارهم بالمجلس ودليل على أن هناك عدم جدية لموجهي السؤال وانما يعتبرها ظاهرة إعلامية لانه لما يأت المستجوب أو المسؤول سواء أكان وزيراً أو رئيس وزراء ويرد على السؤال يبدأ صاحب السؤال بتقديم الشكر الجزيل والكبير لحضوره وتجاوبه، هذه الأمور أعطت انطباع لدى الحكومة ان المجلس غير قادر على ممارسة مهامه الرقابية اما التشريعية فهو يمارسها وفق الهوى الحكومية والرقابية وهي صلاحيات دستورية . فرغ هذا المجلس من محتواه وأصبح شكلاً لكنه مفرغ من المضمون بسبب ارتباط معظم اعضاء المجلس بمصالحهم الخاصة التي تتحقق عن طريق السلطة التنفيذية ولا يمثلون مصالح الشعب .
* النظام يقول إن البلاد بخير وكل شيء تمام من أكبر مسؤول بالدولة الى أصغرهم فيما هناك خطر في المحافظات الجنوبية قد يطيح بالدولة اليمنية .. حرب صعدة تعود بين حين وآخر .. الأوضاع الاقتصادية . الى أين نحن سائرون؟
- الحكومة وأعضاء السلطة وكثيرون من الشعب المغرر بهم لا يرون إلا ما يراه الحاكم، فالحاكم مادام في كرسي السلطة فالأمور كلها بخير لأن ما يهمه البقاء على كرسي السلطة فهو لا يهتم بالشعب ولا بالوطن فقد سلب من المواطن حريته وحقوقه وعزته وكرامته، واصبح المواطن والوطن مرتهنون لدى من يحكم .
* الحراك في المحافظات الجنوبية أصبح منهم من يدعو الى الانفصال، والسلطة بصنعاء تصر على سياستها التي تفشل في كل مرة .. شراء ذمم .. قتل وقمع واعتقال للمتظاهرين .. ما تعليقكم؟
- بسبب صم آذان السلطة لمطالب المواطنين بدأت القضية قبل ثلاث أو أربع سنوات حيث أخرج الناس قسراً بعد حرب 94م من العسكريين والمدنيين يريدون على الأقل مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتعسر أوضاعهم المادية وزيادة البطالة بالبلد أن يعودا إلى وظائفهم فبدأت المسألة بمطالبات فردية فلم يسمع لهم، ثم جماعات على هيئة جمعيات ولم يسمع لهم، ثم اعتصامات ثم مظاهرات حتى تطورت إلى ما وصل اليه الحراك الآن والسلطة لا زالت حتى الآن تصم آذانها عن ما يحصل، كالنعامة تغرس رأسها في الرمل وكأن الصياد لن يراها وهي لا ترى الصياد على اساس أنها لن تصطاد .. الحكومة لا زالت فيها غشاوة على البصر وصمم في الآذان ولا ترى ما يحصل في المحافظات الجنوبية ولا في المناطق الوسطى ولا في الشمال .
* إلى أين الحكومة سائرة؟
- سائرون الى الهاوية ان لم يستدرك الموقف فإننا سنتحول اكثر مما تحول الصومال وسنتمزق الى دويلات .
* كنتم ضمن اللجان التي شاركت في وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين .. لماذا تم الاستغناء عن أعضاء مجلس النواب واستبعادهم من استكمال مهمتهم، خاصة ونحن نسمع طبول الحرب السابعة تقرع أجراسها؟
- من وجهة نظري تم استبعادنا لأن أعضاء مجلس النواب لا يأتمرون بالأوامر، ونحن كنا قد وصلنا الى النقطة الثالثة الحرجة التي تنص على استعادة المعدات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الحوثيين . ربما هناك مستفيدون من الحرب وعندما توقفت تضررت مصالحهم فأوحي الى الرئيس بأن هؤلاء النواب مع الحوثيين وبالتالي يستبعدون من اللجان ويعودون الى المجلس لكي لا تنفذ النقطة الثالثة .
الآن ربما قد تبدأ الحرب السابعة وأعتقد جازماً ان هناك من تضررت مصالحهم في إذكاء الحرب فيريدون للأسلحة ان تبقى على أساس تكون وسيلة للحرب السابعة .
* هل واجهتكم عراقيل من قبل جماعة الحوثيين أو من أية جهة أخرى؟
- أبداً كانت جماعة الحوثي متجاوبة الى اقصى مدى مما نتصور .. على الاقل الى المرحلة التي سحبنا منها ما بعد ذلك لا أستطيع أن أقول شيء .
*الدولة تقول إنها مسيطرة على الأمن وتقول للخارج بأنها ستقضي على الإرهاب لكن في الواقع لا زلنا نسمع قيام القاعدة بعمليات إرهابية كما حدث مؤخراً في محاولة تفجير موكب السفير البريطاني داخل العاصمة كيف تفسرون ذلك؟
العجز الكامل لوزارة الداخلية وأجهزة الأمن المختلفة ( وزارة الداخلية والأمن القومي والأمن السياسي ) يدل على فشل كامل لكل هذه الأجهزة أما الكلام والخطاب الرسمي الذي نسمعه من الحكومة هو لإبتزاز الدول التي تريد اليمن أن تقمع القاعدة وأخذ الفلوس، أو لرفع النفقات التي تدفع لليمن، نفقات أمنية من الدول الأخرى مثل ما سمعنا من الولايات المتحدة بعد أن كانت تقدم 70 وصلت إلى 150 مليون دولار، لكن على أرض الواقع نحن مواطنون نعايش الوضع حيث لا يوجد أمن .. الاختلال الأمني في كل ساعة داخل أمانة العاصمة فما بالك بالمحافظات الأخرى، الإرهاب الذي يتكملون عندما دخلنا المجلس وتشكلت الحكومة بعد 2003م كان عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء والبيان الحكومي الذي قدمته الحكومة الى المجلس وبموجبه نالت الثقة ساوى الفساد بالإرهاب والآن الفساد الذي تنتجه الحكومة هو بسبب رئيس للإرهاب الذي يتكلمون عليه ويبتزون به الآخرين .. إذا ما أصلحت الحكومة مؤسساتها المختلفة والله لن يكون هناك إرهاب .
* تجتاح البلاد العديد من الأوبئة التي تفتك بأرواح آلاف المواطنين كونكم في لجنة الصحة بالبرلمان ماذا قدمت؟
مرض حمى الضنك بدأ الحديد في الشريط التهامي وتعز مروراً في عدن وأبين ولحج نحن كلجنة نقدم تقريرنا لقاعة البرلمان لكن بالمجمل يصبح دورنا مثل مسرحية عادل إمام « شاهد ما شفش حاجة » نقدم التقارير وهذه التقارير تقرأ وتسمع ويكون لها ضجة إعلامية وهناك توصيات، لكن في الأخير لا ينفذ من التوصيات شيء لأن مجلس النواب عاجز في المجال الرقابي والحكومة لا تعير اهتمام للمجلس لما ينتج عنه من توصيات أو قرارات .
لماذا لا يوجد مبدأ الثواب والعقاب؟ طبعاً يستطيع ان يعاقب الحكومة في نص دستوري التوصيات التي تقدم من المجلس وعلى الحكومة أن تعمل بها فإذا لم تستطع الحكومة تنفيذها لصعوبة تعود الى المجلس وتأتي بالمبررات فاذا ما اقتنع المجلس بالمبررات ينظروا إلى الوسائل واذا لم يقتنع بالمبررات، المفروض المجلس يبدأ باتخاذ إجراءات سحب الثقة من الحكومة، لكن على المجلس استخدام حقوقه الدستورية في مثل هذه الأمور وبالتالي الفساد القائم في مؤسسة الصحة نفس الفساد القائم بالمؤسسات الأخرى لا وجود لعمل موسسي في أي من وزارات الدولة المختلفة والصحة أفسد الوزارات على الإطلاق .
* انتشر مرضى حمى الضنك برأيك هل الدولة عاجزة عن معالجة أسبابه؟
- حمى الضنك، أعطيك معلومة عنه ينقله بعوض من مريض الوسيلة هي البعوض، وهو يتكاثر في المياة العذبة بسبب وجود الحفر التي لا تردم بسبب انعدام المياه في محافظة تعز، وبالتالي يضطر الناس الى تخزين المياه في أماكن مكشوفة فالنية لدى الدولة معدومة لمعالجته .
وإذا توفرت النية لديها تتظافر المؤسسات والجهات المختلفة مش على عاتق جهة واحدة هل الحفر البسيطة لا تستطيع أن تردمها الحكومة؟ هل التثقيف الصحي لا تستطيع أن تقوم به الدولة؟ وهذا لن يكلف الدولة شيء . لا توجد الإرادة ولا يعار هذا الشعب أي اهتمام من المسؤولين في وزارة الصحة فلا يرون إلا المداخل والوسائل التي من خلالها يسرقون ويقولون عملنا كذا يقدم بـ10 % و90 % يسرقها .
*أثار تقرير اللجنة الخاصة بشأن أراضي الحديدة الكثير من اللغط والمشادات داخل مجلس النواب وانسحاب كتلة الحديدة من الجلسات حتى الآن .. كيف تنظر الى ذلك؟
- تقرير الحديدة غيض من فيض، وهذا مش كل الجرائم التي ارتكبت بحق أراضي الحديدة ومواطنيها وهذا جزء من كل .
* هل يعتبر هذا التقرير الذي قدمه البرلمان بداية في الطريق لممارسة مهامه الرقابية أم ان هناك هدف خفي لا نعلمه؟
- هذا التقرير كان من لجنة جادة نزلت استقصت الأوضاع وهذا ما استطاعت أن تحصل عليه من معلومات وجاء الى المجلس وعكسه في التقرير ونزل هذا من أجل الوطن ولا نزال نقول إنه من اجل الوطن حتى يثبت العكس . اعتقد ان مجلس النواب قام بدوره هنا النقاش المستفيض التوصيات ملزم الحكومة بتنفيذها .
* يعقد التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري هذه الأيام مؤتمراته التنظيمية في الفروع تمهيداً لعقد مؤتمره العام نهاية العام الحالي ماهي تطلعاتكم من هذا المؤتمر؟
- لنا تطلعات في اطار التنظيم لابد أن نصلح الخلل التنظيمي الذي صار في الفترة الماضية ويجب ألا يكون عملنا عمل موسمي، ان يكون هناك عمل تنظيمي مستمر، فالأعمال الموسمية التي ننتقد بها الاخرين يجب أن لا نكرسها نحن لقول الشاعر :« لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم ».
يجب أن نعطي الثقة لأنفسنا وأعضائنا لأن تكون امورنا الداخلية سليمة حتى نستطيع تصحيح أوضاعنا وأن يكون هناك قيادة قادمة قادرة على ان تتبنى قضايا الوطن وان تكون قضايانا بحجم الوطن وليس بحجم الأشخاص والأحزاب .
*كلمة توجهها للناصرين في مؤتمرهم العام؟
- نتمنى من الإخوة في التنظيم ان يعملوا مراجعة داخلية ذاتية حتى يخرج التنظيم اقوى مما هو عليه الآن ويستطيع أن يثبت وجوده في المستقبل والواقع لا يقبل إلا الأقوياء، فإذا ما كنا أقوياء سنفرض أنفسنا، وبالتالي نستطيع أن نقود الجماهير ونكون أمل في التغيير المنشود اما اذا كنا ضعافاً فالضعيف ينهار في بداية الطريق.
* كلمة أخيرة بشكل عام تريد أن توجهها في هذه المقابلة؟
- أتمنى على السلطة الحاكمة وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح ان يستمعوا لصوت العقل والجلوس الى طاولة الحوار لكي ننقذ الوطن مالم فإنه يتحمل المسؤولية أمام الله وأمام الشعب ولن يبرأ منها لا في الدنيا ولا في الآخرة .