آخر الاخبار

شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل.. طائرات حربية تشن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف بالعاصمة صنعاء عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز العاصمة صنعاء والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي إسرائيل تكشف طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن

كيف بنى النبي أقوى جيوش العالم 4
بقلم/ د شوقي الميموني
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أشهر و 17 يوماً
الأربعاء 08 سبتمبر-أيلول 2021 07:21 م
 

 نستكمل اليوم الحديث عن عنصر البناء المعنوي الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه.. كانت مواقف الصحابة في المعارك التي خاضوها تغلب الأساطير فمواقف الشهداء في أحد من أمثال مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وعمرو بن الجموح وكذلك مواقف الرجال في غزوة الخندق، وغيرها من المواقف لدليل بين على أن عقيدتهم جعلتهم يستميتون في القتال دفاعا عنهاومن أجلها ، وجعلتهم اكثر الناس سعيا إلى الموت في سبيل الله حتى يرضونه تعالى ويفوزون بجنته.

لقد وصفهم المقوقس ملك مصر في خطابه الموجه إلى هرقل الروم فقال ( والله أنهم على قلتهم وضعفهم أقوى وأشد منا على كثرتنا وقوتنا وأن الرجل الواحد منهم يعدل مائة رجل منا، ذلك لأنهم قوم الموت احب اليهم من الحياة يقاتل الرجل منهم وهو مستبسل ويتمنى ان لا يرجع إلى أهله ولا إلى بلده ولا إلى داره ويرون أن لهم أجراً عظيماً فيمن قتلوا منا ويقولون أن قتلوا أدخلوا الجنة ونحن قوم نكرة الموت ونحب الحياة فكيف نستقيم نحن وهؤلاء وكيف لنا ان نصبر معهم )

. هذا ما فعله الإيمان وفعلته العقيدة بقوم آمنوا بالله ورسوله وبذلوا كل شيء لله مقابل رضوان الله ففازوا في العاجل والآجل ورضى الله عنهم ورضوا عنه.

2 *– ومن البناء المعنوي (ثباتهم في المعارك) :

  • الثبات في المعارك نتيجة طبيعية لأولئك الافذاذ الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يثبت من علم أن الله أشترى منه نفسه وماله بجنة عرضها السموات والأرض! وكيف لا يثبت من علم أن الشهيد يغفر له من أول دفعة من دمه ويرى مقعده في الجنة ويحلى حلية الإيمان ويزوج من حور العين ويجار من عذاب القبر! وكيف يفر من علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عد الفرار من الزحف من السبع الموبقات،كما ان ثبات النبيّ صلى الله عليه وسلم في معاركه وغزواته ظاهراً للجميع يشاهدونه ويتعلمون منه العبر والدروس فيزداد منسوب الإيمان لديهم، فقد ثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جميع المعارك والغزوات، ففي غزوة أُحد عندما أُشِيع خبر مقتله، بعد نزول اغلب الرماة عن الجبل وانشغل البعض الآخر بجمع الغنائم وتفرق المسلمين عنه، تعرّض للكثير من الأذى حيث شُجّ رأسه، وكُسِرت رُباعيته وكاد ان يقتل ، رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَومَ أُحُدٍ، وَشُجَّ في رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عنْه
  • ، ويقولُ: كيفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهو يَدْعُوهُمْ إلى اللهِ؟)، ورغم ذلك كلّه فقد بقي ثابتاً يجمع أصحابه ويقوّيهم ويرفع من عزائمهم فكان الصحابة يشاهدون صبره وشجاعته فتزيدهم قوة وصلابه، كما صبر عليه الصلاة والسلام- على فراق عمّه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه، وفي غزوة حُنين؛ حينما أُعجِب المسلمون بكثرتهم، وعند مرورهم من وادي حُنين خرج عليهم المشركون فجأة، فتفرّقوا عنه وبقي النبي صلى الله عليه وسلم وحده ثابتا صامدا مع مجموعة قليلة ظلّت ثابتة معه، وقد ذكر الله هذا الثبات في قوله: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ
  • * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها)، ويُشار هنا إلى أنّ ثبات النبيّ صلى الله عليه وسلم ظهر واضحاً في مواجهة جميع الطرق والوسائل التي اتّبعتها قريش ضِدّه، سواءً كان ذلك من خلال تعذيبه هو وأصحابه، أو إغرائه بالدنيا وما فيها من مال ومنصب، وقد بلغ من ثبات النبيّ وإصراره على الدعوة أنّه صار يُهدّدهم وهو وحده حتى أصبحوا يخشونه. 
  • وقد وصف الصحابة -رضي الله عنهم- ثبات النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحروب والمعارك، حيث قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لقد رأيتُنا يوم بدرٍ ونحنُ نَلوذُ برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو أقربنا إلى العدُوِّ وكان من أشدِّ الناس يومئِذٍ بأساً) مواقف النبي صلى الله عليه وسلم شاهدها وعايشها أصحابه فكانت بمثابة تغذية روحية مباشرة لهم اهلتهم لان يكونوا أعظم جنود الأرض. نتوقف اليوم هنا ونكمل الحديث حول الموضوع في المقال الخامس ان شاء الله