|
الذين يُحَمِّلون وزير الكهرباء ـ في المرحلة الراهنة ـ مسؤولية تخريب خطوطها وتفجير محطاتها ، ينطبق عليهم المثل اليمني " مَقَدَرْشْ عَلَى الحِمَار قام يَضْرِبْ الوِطاف " ، أو المثل المصري " غَلَبُه الحُمار إتْشَاطَر على البَرْدَعَه " [ و" الوِطاف " و" البَرْدَعَه " تسميتان شعبيتان لما يوضع على البَغْل أو الحِمار تحت الرَّاكِب كالسَّرْج للخيل ] ويُضْرَبْ المثلان في الجبان أو الأحمق ـ أو المعتوه أو الأهبل ـ الذي يعيد الأسباب إلى غير مُسَبِّبِها وينتقم من غير ظالِمِهِ.
يا جماعة الخير مشكلة الكهرباء ـ في المقام الأول ـ ليست إدارية أو فنِّيَّة حتى يكون سببُها وزير الكهرباء ، وإن كان وزير الكهرباء يَتَحَمَّل المسؤولية الأدبية لتصريحاته ووعوده العنتريَّة و" تَقْطِيع السَّمَكَة وذيلها "!!
إن مشكلة الكهرباء في اليمن بالدرجة الرئيسية تكمن:
أولاً: في حجم التوليد الذي لا يغطِّي إلا 25 % من الاحتياج الحقيقي لسكان اليمن ، وذلك باعتراف رئيس الوزراء الأسبق عبد القادر باجمَّال في مؤتمر المانحين بلندن عام 2006 ، وهذه الفضيحة أو الجريمة ، يتحملها نظام الرئيس السابق علي صالح الذي حكم اليمن 33 عاماً ، وعجز عن توليد كهرباء تغطِّي احتياج سكان اليمن ، وكانت حكوماته المتعاقبة يُطْلَق عليها حكومات " طَفِّي لَصِّي " ثم لما زادت معاناتنا أسميناها " طَفِّي طَفِّي " فلا داعي لبكاء التماسيح ودموعها [ فقط للتذكير ].
ثانياً: في العصابات التخريبية والثعابين التي ربَّاها الرئيس السابق 33 عاماً ، ورَقَصَ على رؤوسِها ، وأنفق عليها الملايين لشراء ولائها واستخدامها في تدعيم بقائه ، بينما عجز ـ عن عمدٍ وتَرَصُّد ـ في تنمية تلك المناطق تعليمياً وثقافياً وصحياً و.. و.. وأبقاها تعيش على التَّخَلُّف وتقتات النهب والتقطع والحرام.
ثالثاً: في المكونات التي خانت دماء شهداء " فبراير " ودفعها الكيد السياسي والطائفي والمناطقي والمصلحي والانتهازي إلى النُّكوص عن الاصطفاف لتحقيق أهداف الثورة الشعبية الشبابية ، إلى الارتماء بأحضان وتحت أقدام فلول ومرتزقة " الثورة المُضادَّة " والتواطؤ معهم في جرائمهم بتفجير النفط وتخريب الكهرباء ، كوسيلة مفضوحة لتطفيش الناس وتكفيرهم بثورتهم ودفعهم إلى الارتداد عنها.
رابعاً: في ممولي " الثورة المُضادة " من بعض أمراء دول الخليج، وملالي قُم ، ولوبيات الاستخبارات العالمية ، الذين اجتمعوا على حرب الشعب اليمني ، وإعاقة نهوضه ، وإجهاض ثورته وتطلعاته.
خامساً: في سياسات نظام الرئيس هادي المُتَرَدِّدَة ، وحكومة الوفاق الضعيفة ، وخُطَط وزارتي الدفاع والداخلية التائهة [ ولتذكير مرضى " أخْوَنَة الدولة " شفاهم الله وأعادهم إلى رشدهم ، فإن 50 % من وزراء حكومة الوفاق ، وأكثر من 80 % من مديريها وموظفيها ومتنفذيها ، من حزب المؤتمر الشعبي العام ، وبعضهم لازال يتلقى تعليماته من الرئيس السابق علي صالح ]!
سادساً: في قيادات وقواعد الأحزاب السياسية جميعها ، لا أستثني منهم أحداً ، التي لم تقم بدورها في تلك المناطق التي تعبث بها عصابات النهب والتخريب والتفجير.
وتأتي مسؤولية وزير الكهرباء في التخطيط لزيادة انتاجها بحدود موازناته المتاحة ، وفي إدارة صيانات شبكاتها ، وإصلاح أعطالها ، بشرط حماية وزارتي " الدفاع والداخلية " لموظفيه ومهندسيه الذين يُمنعون من أداء مهامهم بقوة سلاح عصابات التخريب والتفجير ، عليهم وعلى مموليهم ومخططيهم والمدافعين عنهم ومُبرري جرائمهم لعائن الله وملائكته والناس أجمعين.
s711303030@gmail.com
في الأربعاء 02 أكتوبر-تشرين الأول 2013 03:42:15 م