الجالية اليمنية نحو افق وموقف
بقلم/ حسين عبدالله اليافعي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 17 فبراير-شباط 2010 04:23 م

مطلوب المشكله التي تعاني منها جاليتنا ان هناك قوى اكبر من امكانياتها تتدخل في شؤنها ، فما من حزب او فئيه الآ ولها عناصرها المزروعه فيها ، هذا غير الواقفين بالطابور ممن يلمعون انفسهم لادوار مرتقبه ، لعل وعسى ان تلتقطهم بعض الكاميرات الحزبيه ، املا في الحصول على وظيفه شاغره على حساب الجاليه .

فلو كانت هناك احزاب وطنيه كما تدعي لضربت لنا المثل في حسن الحرص والتواصل وتغليب المصالح العليا على ولاءاتها الحزبيه الضيقه ، ولكنها من خلال عملها في صفوف الجاليه فشلت فشلا ذريعا في التوافق حتى فيما بينها لما يخدم مصالح الجاليه ، والمرء يستغرب كيف يمكن ان تشكل هذه الاحزاب بديلا للسلطه .

انهم يتكلمون عن الوطنيه ويمارسون الانتهازيه ، وعن النضال ويمارسون النفاق والارتزاق وعن الديمقراطيه ويشيعون الانقسامات بل يعجزون عن التعاون مع الآخر ، حيث يتمترسون وراء ولاءاتهم بدلا من الاستفاده من القواسم المشتركه وهي كثيره . انها الانانيه وعبادة الذات ، والشموليه المغيته التي يلبسونها مسميات ولافتات جميله .

والخلاصه ان الاحزاب مجتمعه قررت اجهاض قيام كيان موحد للجاليه ، تحت مبررات مختلفه ( تختلف باختلاف توجهات احزابها ) حتى العناصر المحسوبه على حزب السلطه ( المؤتمر الشعبي ) والذي من المفترض ان تكون احرص الاحزاب على انجاح هذه التجربه قد آثرت مصالحها الشخصيه على مصلحة سلطتها المتبنيه للدعوه ، فعملوا بوتيره محمومه على اسقاط الفكره في مهدها ، حتى لا تفلت الوكاله من بين ايديهم ولو ادى الى تقزيم الفكره وخلق دكان من طراز جديد ، كبقية دكاكين الاحزاب الموجوده . انه الخوف من المنافسين الذين يحومون داخل الدائره ويترقبون القفز الى الواجهه ، فلوبيات الحزب الحاكم صارت تضرب اليوم اخماس باسداس نتيجة لهلامية هياكلها المتعدده والمتناقضه في انتماءاتها وولاءاتها فافرغته من كل مقومات الحكم.

اما مشكلة الجاليه فحتى تسقط عن نفسها عامل التردد الذي حولها الى رهينه لعناصر احزاب حولوها الى مغارف شحاته ، فلا بد من نفض غبار التردد وان تملك مصيرها بنفسها ، وان تشحذ همتها وان تعلم ان ثمن التحرر والانطلاق اقل بكثير من ثمن الخنوع والاستسلام لمن تعز عليه كرامته . وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم.

نحن والحمد لله لم نكن في اي يوم من الايام نرهن مواقفنا ، ولم نتكئ لا على دوله ولا حزب ، فمواقفنا نابعه من قناعاتنا التي تنسجم مع قناعات الجاليه ، والتي تنطلق من التزاماتنا العقديه والوطنيه ، ولم يكن موقفنا المتجاوب مع مشروع كيان الجاليه الموحد وانخراطنا فيه الآ امتدادا لمواقفنا منذ السبعينات ، وهو لا يعني الوقوف مع الدوله ولكنه موقف يؤمن بوحدة الامه من جاكرتا الى طنجه ، الذي لا يوافق على تجزيئة هذه الامه المعنيه بقوله تعالى : ( ان هذه امتكم امة واحده وانا ربكم فاعبدون) اننا حقيقتا لسنا معنيين بمواقف الاحزاب من وحدة الجاليه ، فهذه الاحزاب قد استمراءت هذا النهج الذي يدر ربحا وزعامه وتجاره على حساب الجاليه ، لكن المفارقه هو حزب المؤتمر الذي ضيع الوطن ويريد تصديرفرمانات الضياع الى المهجر ، والسؤال هو اذا كانوا يحاربون وحدة الجاليه سابقا وهو ما اكدته اجراءات السفاره والوزاره عام 2000م، حينما زاروا الجاليه ووقفوا ضد مطالب الجاليه ، وحولوا احزاب المعارضه الى بديلا لها، فلماذا يصدرون تعميمهم هذا في الوقت الذي يعملون من خلال عناصرهم على اختطاف المشروع وتوظيفه للعبه جديده في محيطنا الاغترابي ؟؟؟ وقد ظهر ذلك من خلال تصدر احدهم من خلال صحيفة صدى الوطن والزعم اختياره رئيس للجنه التحضيريه ، وحينما فشلت المحاوله ، توجت المحاوله الثانيه بشق اللجنه التحضيريه وحمل وثيقة العهد والطيران باقصى سرعه الى صنعاء للحصول على فرمان تفويض الزعامه ، وكان الجاليه مجموعه من الجعاشن !!!ولسنا نعني وزير المغتربين ولكن اللوبيات التي اختطفة الوزاره منذ عام 2000م ، والذي يتعين على الوزير ان يتعامل مع هذه اللوبيات كمقدمه لتصحيح مسار الوزاره. . ان هذه المحاولات البائسه بقدر ما تصتدم بوعي الجاليه وبواقعها المنفلت في مجتمع حضاري يقوم على العمل المؤسساتي وليس على الولاءات ، فكشف عن خواء سياسي وحركي لحزب يحكم بعقلية القبيله ، لكنه لا يلتزم حتى باعرافها واخلاقياتها . ان فكرة المشروع قد تم اجهاضها ولا ينفع ترقيعها ....

ترى ما هو موقف ورأي الجاليه لان من تبناء المشروع في الداخل ليس حريص على انجازه، هل تعول على احزاب العشره + واحد ، التي اصبح كل منها رهين علاقته بامينه العام ، ورهين مصالحه بمنظمه في الساحه الاغترابيه يعمل في ذيلها كمرشد سياحي ، هل ستراهن وجودها وواقعها بفرمانات تصدرها لوبيات الحزب الحاكم ، التي تشفط الاعتمادات ولا نرى لها اثر منذ عشرون عاما ؟ ان واقعنا الاغترابي يختلف عن واقع باب السبح وسوق الصميل ، واقعنا يتطلب ان يكون لجاليتنا حضور مؤسسي فاعل في هذا المجتمع الذي يستدعي الاهتمام بالاجيال الجديده التي تتخبط بها الاغراءات والانحرافات من كل جانب ، وتمتد امامها فرص النجاح والعلم بافقها الذي يهيئ فرصا لمن يمدون ايديهم اليها ، ولن يتأتى ذلك الآ من خلال مؤسسه متكامله يقف على هرمها حملة مؤهلات وليس شلل من المغامرين في دكس !!!

ترى هل نتأمل من عقلاء الجاليه واكاديميها وحملة الشهادات العليا الذين يعدوا بالمئات ان ينهضوا بدورهم المرتقب ليحققوا هذه الخطوه . نأمل ذلك . وهو كما قال الشاعر :

لآ تنفع الخيل الكريمه والقنا .........................................اذا لم يكن فوق الكرام كرام ان دور المؤهلين علما ودرايه واخلاص صار ملحا تحتمه الضروف التي يمر بها الوطن وتقتضيها التحديات التي تحيط بوجودنا العربي الاسلامي في المجتمع الذي بقدر ما يكفل الحقوق والحريات ، الا انه لم يتمكن بعد من التعرف على تعاليم ديننا وقيمنا التي كانت وظلت مصدرا للتعايش وحاضنا لمختلف الافكار وموضفا لها لخير البشريه جمعا ، ولا اضن ان الجاليه تخلوا من هؤلاء ، لكن غيابهم عن واقع الجاليه قد يكون من اسباب التهميش والتغييب الذي يمارس ضدها من اكثر من جهه . ان دعوتي هذه ارجوا ان تمهد الطريق لوجود مؤسسه فاعله ومتكامله تبني ندوات وحوارات، تفرز قيادات ندفع بها الى هرم الكيان المرتقب ، ولا نربط انفسنا بمده محدده ، وانما نخلق ضمانه لكيان متكامل يبعدنا عن الارتباط بفرمانات لوبيات الوطن ومكايدات احزاب رؤيتها لا تتعدى اخمص قدميها. بانتظار آراءكم واقتراحاتكم .