آخر الاخبار

إعلام إيراني يتحدث عن سر الاستنفار الحوثي في الحديدة الاحتلال الحوثي يرفع وتيرة التصعيد في صنعاء - هدم منازل ومتاجر وطرد للتجار والباعة والمتسوقين حزب الاصلاح بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى التأسيس واعياد الثورة ويدعو لاستعادة مؤسسات الدولة قيادي حوثي يجني شهريا أكثر من 190 مليار ريال من وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر أحد كبار القيادات العسكرية الأمريكية يسخر من تعاطي الإدارة الأمريكية مع مليشيا الحوثي في اليمن وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج مقتل عبد الملك الحوثي كيف سيؤثر على الحوثيين وإيران؟ .. تقرير أمريكي يناقش التداعيات ويكشف عن الخليفه المحتمل منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن الصحفي المياحي من سجون مليشيا الحوثي ثلاث كاميرات سرية في واتساب.. تنقل عنك كل التفاصيل.. تعرّف عليها اسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم

الأنثى جوهر الكتابة في المجموعة القصصية (موعد آخر)
بقلم/ صلاح الأصبحي
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 26 يونيو-حزيران 2013 06:31 م
قليلة هي الكتابات النسوية التي تتناول قضايا اجتماعية, وبخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة والثقافة السائدة تجاه هذا المخلوق الجميل, إذ نرى توجهاً ملحوظاً نحو الاهتمام بهذا النوع من الكتابة, وهنا نجد الكاتبة سهير السمان في مجموعتها القصصية الأولى (موعد آخر), تشد رحال قلمها وهاجس خيالها وذاكرة واقعها لتسرد لنا أكثر من عشرين قصة تتوغل فيها مكمن الواقع تلتقط منه أحداثاً لقصصها, تبرز فيها ساردة واقعية بما يغير هذا الجمود المترسب في وعي المجتمع, يأتي هذا الالتقاط من خلال تصادم القاص مع وعي متفشي واستدراك لحالة من الترهل الإنساني, القاصة تأخذ موضوعها من موقف أو شعور أو إحساس أو تصرف فردي أو نظرة مجتمعية فتعطيه بعداً فنياً بأسلوب قصصي ممتع .
أغلب قصصها تقوم على تعايش شخوصها في واقع مؤلم, لكنها موحية ولها أبعاد مختلفة وتجمع أكثر من فكرة في آن واحد ككاميرا تصوير, أكثر ما انعكس في قصصها قضية المرأة مما يغلب على الكتابة النسوية الشعور بإعطائها مساحة في الكتابة, كونها صارت متأخرة في الوعي العام, عن المرأة تربصت أمور شتى لكنها محض زوال, من حيث النظر للمرأة بدونية وتجريم انفتاحها على العصر, وانبهارها بمجتمع المدينة أو طبيعة علاقتها بالتعليم في الجامعات, وترصد الأهل لها, لا يوجد توأم وتوافق من المجتمع مع المرأة, تحاول أن تجعل المعاناة حقيقية والرغبة لدى المرأة للتحرر من سجن تكتظ به, عملت على تعرية الوعي الذي ينظر للمرأة كالزجاج المتطاير والشوك المتناثر في طول الحياة وعرضها.
في قصصها تبرز الواقعية الاشتراكية القائمة على التبرم من المشهد ومحاولة إيجاد حلولاً لما هو سائد, فهي تهتم بصب معاول الاستفهام, أي تدفع بتحريك الجامد باستفسار وتأمل في الأماني, كما في قصة كفان (ألم يسمع بخبر صدري الذي يقض المضجع من شدة الالتهاب, أين يمكن أن يكون هذا الأب من معاني الإنسانية, ألم يرى انعكاس الحزن والشقاء على وجهي).
في قصصها تتابع سردي, فيها حصر للزمان والمكان كأساسيات للقصة, ترسم اللحظة بدقة وعناية, تتمكن من بث الحيوية في المكان وفي جعل الجزئيات تتحرك, تجعل من التفاصيل إيحاءات متناغمة مع رسم المونولوج النفسي, تدمج بين الصورة النفسية والصورة البصرية, كذلك تستعين بألوان عديدة حتى يبدو مشهدها مكتملاً وأطياف تدمج عناصر اللحظة الداخلية والخارجية, كما في (من بعيد : أشجار السرو مرتفعة, والورود المتنوعة تنتشر على أرضها, أريج منبعث من التربة ممتزج مع قطرات الندى...... فتحت لي باباً آخر, لأجد قدمي تقف في غرفة متسعة جدا نوافذها شرقية تتدلى عليها ستائر مخملية) فهي تماثل البوح الفعلي مع الرغبة النفسية فالمشهد نفسي أكثر مما هو بصري.
اللغة تكاد تعطيها نفساً شعرياً في شذرات متفرقة فتبدو موحية, لغة فيها رقة فيها أناقة لغة فضية لامعة, فيها هدوء وتريث كما في قولها: يوم أن وضع في كفها نصف قمر فضي معلق في ميدالية, احتواها بعمق أفكاره وأحاسيسه, لم تزل تحتضن القمر الذي يعشقه, والليل الذي يسامره.
وبالرغم أنها عملت في لغتها على تجنب المباشرة والتقريرية إلا أنها وقعت في بساطة غير مناسبة ويتحول السرد إلى تقرير دونما أي شعرية أو إيحاء, وفي أحيان أخرى تعطي الشخصية لغة فوق مستواها , لكن كعمل أولي فيه من اللمحات التي تنبأ عن قاص متمكن, وحس مرهف يأخذ صوره من معطيات واقعية منسوجة يعمل على بث الوعي المدني, ونحن نؤيد أن تكون الأنثى مضموناً فنياً في أغلب الأدب النسوي شعراً وسرداً وخاصة في بلد كاليمن.