آخر الاخبار

الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية

ترميم القلوب أولاً
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 10 أيام
الجمعة 24 فبراير-شباط 2012 04:25 م

لا شك أن الأحداث طوال عام الثورة الشبابية الشعبية قد نكأها جراح وأوغر فيها ألم كبير كان ذلك نتاجاً لتمترس بحق أو باطل ولا عيب في الاختلاف، فقد يختلف الأب وإبنه والزوج وزوجته وقد أختلف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وصل اختلافهم إلى السيوف ولكن العيب ألا نتفق و العيب أن تستمر العداوة والفرقة والشقاق وما يترتب على ذلك من الهلكة .

إذاً لا بد وقد انتقلنا إلى بداية عهد جديد من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة وطوينا بذلك صفحة الماضي وبما أن للشعب أولويات تتمثل باستتباب أمنه وقضاء حاجاته وترميم سياساته إلا أننا نقول أن أولى الأولويات ترميم القلوب ويتمثل ذلك بالتصالح والتسامح والعفو والصفح استجابة لأمر الله القائل : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } الشورى : 40

وقوله {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ----- الأعراف: 199

وقوله { وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .. التغابن: 14

وقوله : { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ...النور – 22 

وقوله تعالى: { ولَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمُورِ } الشورى: 43

 

كل هذا الحشد القرآني هو نداء رباني يجب أن نسارع لتلبيته وإن كان لا بد من معاقبة المعتدين والمفسدين يجب أن يكون العقاب بالمثل دون اعتداء أو تجاوز للحد أو نضيق باب الثأر ونوسع باب العفو، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عن وجهه جراء رمي قومه له بالحجارة وهو يقول : (اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ). لم لا وهو القائل ( ما زاد الله بعفوٍ إلا عز) وفعلا فقد أعزه الله وأعز دينه وأذل من اعتدى عليه وقد تجلت عظمة تسامحه لمن قتل أقرباءه وأصحابه في بدر واحد وغيرها حين مكنه الله ممن قتلهم فإذا به يعلن تلك الكلمات المجلجلة في سماء العفو والتسامح (إذهبوا فأنتم الطلقاء) وقد فعل أخوه يوسف عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام من قبل حين قال لأخوته بعدما فعلوا به ما فعلوا { قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ} يوسف : 92

لقد جاء الإسلام ليكفكف نزوات الإيذاء والظلم والتسلط والإساءة إلى الغير ويقيم أركان المجتمع على العفو وهي الكفيلة بترميم جراحات القلوب وهذا ما يميزونا ويميز ديننا عن الآخرين

ومن أراد أن يجلب الناس إلى منهجه الحق فليكن هذا منهجه قال تعالى : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فُصِّلَت:34

و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما عندك يا ثمامة فقال عندي خير يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتى كان الغد ثم قال له ما عندك يا ثمامة قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر فتركه حتى كان بعد الغد، فقال ما عندك يا ثمامة، فقال عندي ما قلت لك، فقال أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نجل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم

وهذه هو المجتمع الذي ننشده في عهد اليمن الجديد.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
سيف الحاضري
الوضع الاقتصادي وانهيار العملة
سيف الحاضري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أكرم الوليدي
البطاقات الذكية: خطوة نحو القضاء على الفساد
أكرم الوليدي
كتابات
د. غسان اسماعيل عبدالخالقاليمن: مُكرَهٌ أخاك لا بطل !
د. غسان اسماعيل عبدالخالق
وافي مانع عتيق المضريتدشين أول مقال في العهد الجديد
وافي مانع عتيق المضري
مشاهدة المزيد