الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية
مساء الأحد اتصل بي صديق من صنعاء،
وهو ابن إحدى القيادات المقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
قال لي وهو في شبه ذهول: عندي خبر صاعق...
قلت: قل خير.
قال: دخلوا بيت الزعيم ...
قلت: غير ممكن!
قال: أقول لك دخلوا البيت، خبر مؤكد.
قلت: وصالح أين هو؟
قال: في البيت .
قلت: لا يمكن أن يكون في البيت لحظة دخولهم. صالح رجل داهية، لا يمكن أن يمكنهم من رقبته.
قال: أقسم بالله العظيم أن الحوثة دخلوا البيت وأن الزعيم كان في البيت، مع مجموعة من رجاله، لحظة الدخول.
قلت: ربما هي إشاعة، فالأخبار أن الحرس الجمهوري يكثف هجومه على مواقعهم وأن الطيران يضرب بقوة.
قال: أي إشاعة ، أي إشاعة! أقسم بالله، أقسم بالله أنهم دخلوا البيت وأن الزعيم فيه، وأن الذي أخبرني الخبر من بيت صالح.
قلت: ما مصيره؟
قال: ما أدري، لكنه الآن في أيديهم حياً أو ميتاً...
طبقت سماعة التلفون، وأنا غير مصدق، وكتمت الخبر لحين التأكد من صحته.
تواصلت-في لندن-بعدها بلحظات بالأخ السفير عبدالوهاب طواف، وقلت له: هل عندك خبر عن صالح؟
قال: ما وقع؟
قلت: تمكن الحوثيون منه وهو الآن في أيديهم حياً أو ميتاً، وحكيت له ما عندي.
قال: لا تنشر الخبر، أرجوك لا تثبط معنويات الناس.
قلت: لكن هل عندك خبر؟
قال: تواصلت مع ياسر العواضي، قبل ساعتين، وسألت: كيف الوضع؟ فرد العواضي: نحن بخير، لكن الموقف صعب.
قلت: تواصلك كان قبل ساعتين، وربما حدثت بعدها أمور كثيرة.
قال: يا أخي لا تنشر الخبر، مش وقته، تريث أرجوك.
لم أنشر الخبر مساء الأحد، بناء على نصيحة الأخ طواف.
وصباح الاثنين بتوقيت لندن، يخرج الحوثي شريط الفيديو، وينشر الصور، ويدعي أن الرئيس السابق قتل هارباً.
مساء الإثنين أرسل لي صديقي من صنعاء، والذي أكد دخول الحوثيين منزل صالح، وتمكنهم منه، مساء الأحد، أرسل يقول: سامحك الله، يبدو أنك ما صدقت كلامي، وهاهم الحوثة قد ألفوا مسرحية قتله وهو هارب إلى مأرب أو سنحان.
قلت له: لك الحق في الزعل، كان تقديري خاطئاً، والذي جعلني أغفل خبرك أن مصدراً حدثني حول إنزال جوي من التحالف، وأنباء لم تكن صحيحة عن تقدم لقوات الحرس.
قال: لا عليك، حتى أنا، عندما أخبرتك بالخبر، ما كنت أريده للنشر حينها.
قلت: أعدك أن أكتب معترفاً بخطئي في عدم نشر الخبر حينها، وفي التكتم عليه بناء على مشورة صديق آخر، أحترمه وأقدره.
وهأنا اكتب، خالصاً من أي غرض- والله- إلا غرض وصول الحقيقة للناس.
الحقيقة الواضحة-لمن يحب أو يكره الرئيس السابق-هي أنه كان في بيته لحظة الهجوم عليه، حاملاً سلاحه، وأنه-بغض النظر عن موقفنا من سياساته-صمد في صنعاء، واستبسل وسلاحه في يده حتى اللحظة الأخيرة.
وقد لجأ الحوثيون لفبركة مسرحية هروبه، واستعانوا بشريط مسجل لمحاكاة مكالمة بين صالح ونائب الرئيس علي محسن يطلب فيها صالح مساعدة السعودية،
كما استعانوا بفبركات أخرى، لتزييف الحقيقة.
اكتب تلك الشهادة عن صالح، وقد عارضت معظم سياساته، وخاصة بعد تحالفه مع الحوثيين، اكتب وقد استشهد وأصيب كثير من أهلي وأصدقائي في مواجهة الانقلاب، ولكني الآن اكتب للحقيقة والتاريخ، وقبل ذلك لوجه الله، وليسامحني الله على كتمان الخبر حينها، ولا سامحني الله إن كذبت.