الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية
قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الجهات التي تدعم ما وصفه بالانقلاب في مصر تحاول تبريره بالقول إنه إجراء ديمقراطي قام به الجيش المصري.
كما وجه انتقادات حادة لشيخ الأزهر أحمد الطيب، قائلا إنه أصيب بخيبة أمل حين ظهر إلى جانب (من يرعى الانقلاب)
وقد تطرق أردوغان إلى موقف الطيب الذي ظهر إلى جانب شخصيات أخرى خلال إعلان عزل الرئيس السابق محمد مرسي فقال:عندما رأيت شيخ الأزهر في هذا الوضع (فإنني شعرت بخيبة أمل)
النص أعلاه أوردته النشرة العربية لقناة «سي.إن.إن» يوم الثلاثاء 27 أغسطس، نقلا عن وكالة الأناضول التركية.
وقد وقعت عليه أثناء بحثي عن نص ما قاله رئيس الوزراء التركي بخصوص شيخ الأزهر،
وهو الموقف الأخير الذي رفع من وتيرة الأزمة بين القاهرة وأنقرة،
الأمر الذي كانت له أصداؤه القوية والغاضبة في مختلف الأوساط المصرية، وأدى إلى تهديد المصالح المشتركة بين البلدين.
ليس ذلك فحسب وإنما أطلق أيضا عاصفة من التعليقات الجارحة التي طالت أردوغان وحزبه وبلده، ولم تسلم منها المسلسلات التركية أو التاريخ العثماني.
كانت وسائل الإعلام المصرية قد تحدثت عن إساءة أردوغان إلى شيخ الأزهر وتطاوله عليه،
لكنني لم أجد صحيفة أو أحدا من المعلقين نقل إلينا نص ما قاله الرجل لكي نعرف بالضبط كيف كانت الإساءة.
كنت أعرف ما يعرفه الجميع عن موقف أردوغان وحكومته من التغيير الذي حدث في مصر وأدى إلى عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه. وتمسكه بوصف ما جرى بأنه انقلاب عسكري، وهو ذات الموقف الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي.
وسواء كان دافعه إلى ذلك تأثره بالخبرة التركية مع تدخل العسكر في الشأن السياسي،أو موقفه المبدئي إزاء آليات التغيير في النظام الديمقراطي، أو تعاطفه الخاص مع الإخوان المسلمين، فالشاهد أنه تبنى موقفا سلبيا وناقدا لما جرى في مصر مؤخرا.
وهو ما أشاع حالة من التوتر في العلاقات السياسية بين البلدين، أدى إلى سحب سفيري البلدين، وأثرت على تنفيذ بعض الاتفاقات الاقتصادية بينهما،
وفي هذه الأجواء جاءت كلمات أردوغان الأخيرة، حين دعى إلى الحديث في أكاديمية تحمل اسمه جرى تأسيسها في بلده «ريزا» التي نشأ فيها، والمطلة على موطن أسرته على ضفاف البحر الأسود.
في سياق التحقق من نص ما قاله أردوغان فإنني أجريت أيضا اتصالا هاتفيا مع مستشاره للشؤون العربية سفر توران الذي حضر المناسبة، فلم تختلف روايته في جوهرها عما نقلته وكالة الأناضول وبثه موقع «سى.إن.إن».
وفي وصفه لما جرى قال إن الرجل تحدث في كلمته بالأكاديمية عن مسؤولية أهل العلم وضرورة استقلالهم عن أهل السياسة، الأمر الذي دفعه إلى ضرب المثل بما حدث في مصر فقال إنه أصيب بخيبة أمل حين وجد أن شيخ الأزهر ظهر إلى جوار «قيادة الانقلاب» في المؤتمر الذي أعلن فيه عزل الدكتور مرسي،
وعلق على ذلك قائلا إن ذلك ليس مكان أو دور أهل العلم، واعتبر أن ذلك موقف «لن يغفره التاريخ».
هذه الرواية إذا صحت فإنها تمثل نقدا لموقف سياسي لشيخ الأزهر يتعذر وصفه بأنه تطاول عليه.
وهو عتاب يعكس خلافا في الرأي يمكن تمريره واحتماله في الظروف العادية،
إلا أنه كان من الأحكم تجنبه في ظل ظروف الاحتقان القائمة في مصر الآن، خصوصا في ظل دقة وحساسية العلاقة بين البلدين.
ولو أن أردوغان قرأ جيدا المشهد المصري لاكتفى بالموقف السياسي الذي أعلنته حكومته إزاء التغيير الذي تم، ولما ذهب إلى أبعد من ذلك كي لا يزداد التوتر وتتعمق الفجوة مع القاهرة.
بالمقابل فإن التحفظ المصري على كلام أردوغان كان يمكن أن يتم عبر القنوات الدبلوماسية الهادئة التي يلجأ إليها المتحضرون، دونما حاجة إلى حملة التجريح والتسفيه التي شنتها وسائل الإعلام المصرية، التي نعرف جيدا أنها إذا وجهت سهامها إلى صاحب رأي مخالف، فإنها تعتبره عدوا وتستبيحه، ولا ترعى فيه إلًّا ولا ذمة، إذا استخدمنا التعبير القرآني.
وهو ما تعرض له أردوغان الذي كان أول وأكبر مسؤول تركي التقى شيخ الأزهر حين زار القاهرة في شهر سبتمبر عام 2011 أثناء حكم المجلس العسكري،
وأصدرت حكومته توصيات للجامعات التركية بإعطاء الأولوية للأساتذة المصريين،
ووصل حجم التبادل التجاري مع بلاده ما بين 5 .6 مليارات دولار في العام،
إضافة إلى استثمارات تركية في مصر قدرت بملياري دولار، استخدمت في إقامة 350 مصنعا، يعمل بها 50 ألف عامل مصري.
إلى غير ذلك من المصالح التي تعصف بها الحملة الإعلامية الهوجاء التي نشهدها الآن، التي تكاد تهدم كل ما تم بناؤه في علاقات البلدين.
إن الانفعال الغاضب لا يطفئ نور العقل فحسب، ولكنه أيضا يعمى البصر عن المصالح الاستراتيجية العليا،
حيث عادة ما تكون الضحية الأولى في هذه المعارك العبثية التي يتكفل فيها الخلاف السياسي بنسف الجسور الأخرى المقامة مع الأشقاء