دراسة جديدة تناقش انهيار الأذرع الإيرانية وانحسار الوهم الإمبراطوري الهلال السعودي يوجه صدمة إلى أحد أبرز نجومه عاجل قائد القوات المركزية الأمريكية يلتقي بالرياض برئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه وبحضور رئيس هيئة الأركان اليمني الفريق بن عزيز الحوثيون يحولون جامعة صنعاء إلى معسكر إرهابي ويجبرون الطلاب على حضور دورات طائفية مقابل الدرجات هل حقا حرائق كاليفورنيا تحاصر شركة ميتا فيسبوك وهل ستتوقف خدمات وتساب وانستجرام؟ الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تعقد اجتماعًا استثنائيًا بمأرب وتنتخب الرمال رئيسًا وزير الأوقاف يطالب بزيادة حصة اليمن من الحجاج ويوقع مع مع نظيره السعودي اتفاقية ترتيبات حج 1446هـ تعليمات حول اصدار تأشيرة خروج نهائي للمقيمين في السعودية ومدة صلاحية الهوية قرارات لمجلس القضاء الأعلى وحركة تنقلات واسعة في المحاكم والنيابات.. تفاصيل تطورات السودان.. حميدتي يعترف بالخسارة والبرهان يتعهد باستعادة كامل البلاد
نعاني نحن أبناء الشعب اليمني العاطفي من داء "التأثر بالخطابات الرنانة" إذا جاز لي التعبير، وهذا الداء نعاني منذ زمن بعيد، بالرغم من أن التاريخ ثري بالتجارب التي قد تقنعنا بأنه: ليس كل سياسي مفوّه يملك الكاريزما ويجيد تسديد الأهداف في مرمى خصومه عبر خطاباته؛ نافعاً وصادقاً في حديثه عن قضايا الناس أو قادراً على معالجتها.
في الآونة الأخيرة، ظهر لنا الشيح حميد الأحمر في عدد من الحوارات المصورة التي انتقد عبرها الحكومة والرئيس بشكل شرس، وبالرغم من أن الصواب لم يجافيه في كثير من المواضيع التي طرحها، لكن من الواضح جداً أنه يفتقر للحكمة والخبرة المتوفرة في عدد من قيادات الإصلاح الكبيرة.
الأخ حميد الأحمر ومثله الأخت توكل كرمان، مع احترامي الشديد لهما، ليسو أدوات لإصلاح البلاد بمثل هذه الخطابات والتصريحات النارية كما تصفها وسائل الإعلام، بل إنهم أدوات تحريض وتأجيج للشارع والدفع به إلى الهاوية.
وللتوضيح أكثر، هناك سؤال مهم يفرض نفسه: هل يعتقد البعض بأن الشيخ عبد المجيد الزنداني أو الشيخ حمود الذارحي على سبيل المثال، يفتقران لعاملي الشجاعة والنفوذ اللذان يمكناهما من قول ما يقوله حميد الأحمر عبر وسائل الإعلام؟
لا أعتقد، فالشيخ الزنداني –مثلاً- يملك الشجاعة التي تمكنه من قول أكثر من مما قاله حميد الأحمر، ولو فكرت السلطة في أن تمسه بشر، فملايين من الشعب اليمني شرقا وغربا وجنوبا وشمالاً سيدفعون دماؤهم لأجله، وليس قبيلة حاشد فقط.
الفارق بين الشيخان وبين حميد وتوكل يكمن في العلم والحكمة والخبرة، فأمثال الشيخين الجليلين الزنداني والذارحي يعرفان بأن مثل هذه الخطابات المتهورة ليست صعبة ولا مفيدة في ذات الوقت، والعكس تماماً، فهي سهلة للغاية وتؤثر سلباً في الشارع اليمني من خلال زيادة نسبة التذمر في هذا الشعب الغير واعي وهذا ما يقوده إلى الفتنة.
كبار السن ممن يتميزون بالحكمة والخبرة في المعارضة، يعلمون جيداً بأن للحزب الحاكم قاعدة شعبية لا يستهان بها، وليس كما يتوهم كلا من حميد الأحمر وتوكل كرمان أن الشعب اليمني برمته خلف ظهورهم يؤيدوهم ويؤيدون المشترك، وبناء على ذلك يعرفون أن الخطاب التحريضي والاستفزازي ضد السلطة في هذه المرحلة ليس حلاً، بل يدفع بمشكلة أكبر وأشد وطأة على اليمن للظهور، وهي الحرب الأهلية.
في الأخير، هل يجدر بنا أن نرسل رسالة إلى الشيخ حميد؟
الأخ حميد.. لن نقلل من وطنيتك، ولن نطعن في نواياك، ولكن نطلب منك أن تستخدم مالك ونفوذك فيما ينفع الناس، وليس في تأجيج الوضع وتحريض الشارع الذي يتقاسمه المشترك والحاكم وطرف ثالث لا يعنيه ما يحدث ويريد الاستقرار والأمان فقط.. نطلب منك أن تسعى مع البؤساء في هذا الوطن للتغيير بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بهذا الشكل المتهور. والله ثم الوطن من وراء القصد.
ملاحظة: كي لا أصنف كتابع لجهة أو حزب معين وبالتالي يعتبر مقالي ناتج عن موقف حزبي؛ سأكون صريحا هنا وأقول (لو كنت أعلم بأن الحزبية مناسبة لليمن ونافعة للشعب اليمني، وحينها خُيّرت بين أي الأحزاب السياسية أنتسب، لاخترت أن أكون إصلاحياً، وذلك لقدرته التنظيمية ودقته في اختيار المرشحين بما ينفع الناس، وهذان العاملان -مثلاً- لا يتوفران للأسف في الأحزاب الأخرى..!)
Hamdan_alaly@hotmail.com