ستكتمل اللوحة قريبا
بقلم/ فاطمة واصل
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 8 أيام
الأحد 18 سبتمبر-أيلول 2011 09:16 م

الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس هكذا قال المنفلوطي...... وحيث تكون الحرية يكون الوطن هكذا قال بنجامين فرانكلين..... بينما تقول الواشنطن بوست الصادرة يوم 16 سبتمبر 2011 ان علي عبدالله صالح لن يعود الي اليمن بحسب اقوال مختص لم يعرب عن اسمه وأنه من خلال حواره مع علي عبدالله صالح اكد صالح بان السعودية خدعته بدعم اتفاق المبادرة الخليجية تماشيا مع ضغوط من الولايات المتحدة الامريكية. ويضيف هذا المختص بانه التقي بعلي صالح في قصر فخم بالرياض مع رهط من اولاده مما يوحي ببقاء على صالح في الرياض. وتضيف واشنطن بوست أن الولايات المتحدة الامريكية أصدرت الخميس الماضي بيانا يؤكد ترتيبات استقالة صالح عن الحكم والتي باتت وشيكة الانتهاء.

 هذا يؤكد بان الحرية في النهاية هي رغبة الشعوب وهي السلاح الأقوى في وأد الظلم والفساد. اليمن لا زالت تواصل صيامها بخشوع عن السلاح والعنف رغم كل وشاية للشيطان بإبطال الصيام والتعذر بحر الصيف وانقطاع الكهرباء وانعدام البترول وارتفاع الأسعار..... ما أروعهم وما أقواهم و ماأجل تقواهم هكذا هو الشيطان اينما يجد الورع فهو يصول ويجول ليزرع الفتنة وينشر الغي... ما أتعسه.

ما يجري اليوم على الساحة من إراقة للدماء ليس إلا ترجمة لثمن النصر وما تتالم له القلوب من فقدان اليمن لشبابها المزهر ليس إلا ضريبة للحرية لا منأى عنه ولن يكتسي بناره الا مجرموا الحرب قريبا وسيحاكمون ولو طال الامد.... للحرية ثمن وما أبهظه.

أغبطكم أنا والله يا حماة الوطن بحق أنتم وليس لي سوى ان اناصركم بالقلم ولو وهن تعبيري وهجرنني بنات أفكاري.

منذ يونيو المنصرم وعلي عبدالله صالح ينازع في حق الحياة والظهور والسلطة وانتم منذ فبراير تحيون الوطن والتاريخ بثورة رائعة صادقة لا تنم إلا عن صبر طال وألم غص في الوجدان فأنتج شبابا يقهرون الجوع بالصبر والظلام بالقلم والطاغوت بالسلام.

سقط القذافي وما أجمل النصر رغم أن السلاح كانت وساطة غير مرغوب بها فكيف وقع ذلك على علي عبدالله صالح وأولاده وسبطه ورحمه، علي يخطط ويرسم كما كانت حالة منذ 33 عاما لانه داء لا يستطيع الخلاص منه حتى وقد لفظته اليمن جريحا والتقته السعودية مريضا واحمد هو النجل المطيع كيف لا وهو سليل تلك الدار الحافلة بالغارات والتضليل وحروب ذوي البين من أجل البقاء على العرش ولو كان الشعب الضحية.... ومالضير فهي في نظره دماء جوعى وفقراء وبسطاء لا يفقهون في الحياة سوى "الكدمة والزحاوق" ان وجد طبعا وربطة القات.

اليوم الثورة قائمة بناء على تصارع قوتين قوة من يتمسكون بالسلطة "على عبدالله صالح واتباعه و انصاره" وانتم القوة المنافسة الأخرى فلا استهانة بكم أبداً وأي خلخلة لهذا المفهوم لا ينم إلا عن انكم فعلا ذوو كفة راجحة.

وأبناء الجنوب يطالبون بحق التفرد بالثروات ولو كان الثمن فض الوحدة، لهم كل الحق في الانتفاع بثروات أرضهم فما جنوا من تلك الوحدة سوى الجوع والفقر وشحة الموارد وقلة المدارس ورداءة التعليم وسوء الخدمات وتدهور الخدمات الصحية ..... ولكن نقول لهم ... لن نقول أنكم منشقون ولن نقول معادون ولن نقول هم يستعلون ولكن دعونا نناشدهم بحق حبهم للارض والإنسان والحقوق وكرههم للنظام بان يصونوا هذه الثورة الرؤؤوم وان يقولوا لأخوتهم في الشمال مرحى مادامت الغاية تخليص الأسر ونشر الحريات ووأد المظالم .... ما اجمل ان نتوحد من اجل أن نحفظ هذا التوحد. لتكن ثورتي سبتمبر واكتوبر راعيتين لتلد الوليدة ثورة اليمن الحالية التي لا إسم لها سوى ان نقول سلمية.

انا بحق أسأل نفسي كل يوم تحتد الامور بين كبار القوم وعليتهم كما يدعون فما عدنا نراهم سوى جوعى لا يشبعهم سوى نهم السلطة ونحن جوعى لا يشبعنا سوى نسائم الحرية فشتان ما بين الاثنين. وأنا هنا أقسم أني أشعر بفخر لا أجد له وصفا وحب لا يفك أسره سجان حينما أسال عما يجري في الشرق الأوسط كيف لا وانا تلك العربية القادمة من ذلك الشرق ثم يمنية يحارب أهلها من اجل حرية طال دربها وثورة موسومة بالسلام وبالعطاء وبالصبر.

ولكني........

 اقولها وبصدق انني أحزن عندما أذكر ان دخول بني الأحمر جوف الثورة افقدها ألقها فتكرست لأجل أغراض شخصية بينهم والذين لا اعتقد يوما أنهم ذاقوا وبال الجوع او حاجة الدواء أو وقفوا يوما تحت اشعة الشمس في انتظار وسيلة مواصلات.واحزاب اللقاء المشترك كل يوم لهم طريقة في حل الأمور وكل حزب يغني لوحته بتفرد والمستمع رضي أو ابى فالمسرح يعج بغيره وكأننا بتنا نلعب لعبة ألكترونية يخسر في النهاية من خسر لأن النتيجة ببساطة ستكون " Game is Over " لصالح الأذكى.

يجب أن يعي هؤلاء المستحوذون على البشر أدعياء حب اليمن باننا "ملينا" ولا بديل عن الحرية إلا الحرية وآن لكل يمني أن يجوب الأرض بهامة مرفوعة وثقة تقوده أينما حل.

 يا شباب اليمن يا أجمل ما ولدت هذه الأرض أيها الثائرون الحازمون لا تحنثوا بيمينكم أبدا امضوا في دربكم مباركين ... أنتم قراءة في روح الفجر وانتماء الى زمن الحب وترنيمة على أفواه الجمال.

ارسموا في كل طريق ابتسامة نصر وعلى باب كل مسجد دعاء بالامان وعند دور العلم اشعلوا شمعة للحب والخلود وعند سقوط النظام سترتفع الهامات وترقص الهمم على طبول النصر..... فقولوا له وداعا من الآن وداعا يا علي ستكتمل اللوحة قريبا لنكون على وعد مع الحرية قريب.

رجاء خاص لكل أصحاب القلم:

لغتنا العربية من أصعب اللغات ولكنها الأجمل على الإطلاق فلا تظلموها بأخطاء باتت مع مرمر الزمن عادة فقد أصبحت الضاد ظاءوالعكس والمرفوع يجر والمنصوب وكأن لا محل له من الإعراب ... احموا اللغة كما هي تحميكم... إنها الأم الرؤؤم التي لا ترغب منكم سوى بالطاعة فأحسنوا الصنعة وأجملوا النصوص.