تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
مأرب برس - خاص
ما من شك أن الحروب هي مصدر التعاسة والأحزان لبني البشر وجلبت عليهم الكوارث بشتى صنوفها، وتظل الدماء والضحايا والدمار هي القاسم المشترك في كل الحروب وعلى مر التاريخ. أكثر من ذلك أن الحرب دائما يكون فيها خسران ومنتصر ولكل حرب مسببات قد تكون مباشرة أو غير مباشرة. والحروب عرفها الأنسان منذ الأزل وتمثل دائما محور الصراع بين الخير والشر وكان أول تجسيد لهذا الصراع الأزلي قتل قابيل لإخيه هابيل، بعد أن تمللك الأول الشيطان وأوعز له بقتل أخيه.
وطالما عرف السبب بطل العجب، كما يقولون، فحرب صعدة التي دامت لثلاث سنوات وبفترات متقطعة لم يعرف لها سبب حقيقي وإن بدا ظاهريا أنها حرب مذهبية تستهدف بالدرجة الأولى أناس حادوا عن الدرب وخرجوا على السلطان، بل وعلى إجماع الأمة. يظل السؤال لماذا ذلك التوقيت للحرب مع العلم أنهم موجودن في الساحة ومنذ مدة طويلة. كان الحوثيون مقدمون وطلباتهم مجابة في مراكز صنع القرار. يعتقد أن السلطة تنكرت للحوثية بعد أن بدأت تستشعر خطرهم الذي لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالمد السلفي أو الوهابي. فعلى الرغم من أن السلطة قصدت بدعمها للحوثية حفظ التوازن، الأ انها غفلت أو تغافلت عن عمد الدور الخفي الذي سير ويسير الحوثيون ويرسم لهم آدوارهم الخفية ليتم تنفيذها على حساب الوطن والمواطنين.
لست هنا بصدد تبرير الحرب التي يقوم بها النظام بين الحين والأخر أو بصدد عرض العلاقة التي جمعت السلطة بالحوثيين ولا بتنكر الاول للإخير، لكني أود التركيز على نقطة في غاية الأهمية: وهي لماذا شن النظام الحرب على الحوثيون ولماذا قبل في النهاية الصلح؟ الأراء تتباين في هاذين الموضوعين بالذات ويعتقد الكثيرون أن هناك أياد خفية تسعى من أجل جعل الحرب مستمرة إلى مالا نهاية خدمة مصالحها الأنانية الضيقة والوضيعة. ويقال أيضا أن الحرب شنت من قبل النظام نيابة عن أطراف أخرى ممن يخافون تزايد المد الشيعي في المنطقة ومستعدون لدفع فاتورة الحرب مهما كانت ثقيلة، خاصة وأنهم يخافون مطالبتهم المستفبلية بدولة مستقلة على غرار ما هو حاصل بالنسبة للأكراد الموزعين بين العراق وتركيا وإيران وسوريا. هنا قد يقول قائل أن السلطة قبلت الصلح من أجل الحفاظ على ماء وجهها، وخاصة في ظل المقاومة الشرسة التي أبداها أعوان الحوثي وكذا الخسائر الجسيمة، سواء كانت مادية أو بشرية، التي تكبدها الجيش.
عموما كان الأليق بالدولة من وجهة نظري المتواضعة أن تسعى للصلح منذ البداية وليس الآن، فحرب الشهور الخمسة والتي قد تزيد قليلا قد كلفت الوطن الكثير وتركت مئات الثكالى والأرامل والأيتام وهذا كله بصرف النظر عن الأثار المستقبلية أو عدم القبول بأي وساطة والمضي قدما في الحرب وحتى النهاية. فالصلح الأخير فتح وسيفتح أبواب جهنم على السلطة وسيزيد من مشاكلها.
عموما يبدو أن السلطة عاجزة عن إيجاد حلول جذرية لكل المشاكل التي تواجهها وتتلخص حلولها في الهروب للأمام، لكن هكذا سياسة لا تسمن ولا تغني من جوع، كما أنها تفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من الطامعين والفاسدين ليحذو حذو الحوثيين وسيغري الكثير من الحاقدين في كل بقاع الوطن من القيام بحركات مماثلة طالما أن القصة ليست سوى حرب لأيام أو شهور معدودة ومن بعدها وساطة تتدخل من أجل أنهاء الخلاف وترحيل قادة التمرد إلى دول ما كانوا ليحلموا بالوصول اليها حتى في منامهم.
ولن يكون غريبا أن تسمع صوتا هناك ينادي بحقه في الهواء، والماء والنفط. فهذه وإن كانت مطالب مشروعة، فأني أقصد أن يطلب زيادة على ما يحصل عليه أي شخص أخر، وأكثر من ذلك أن الكثير سيلجأ للسلاح حتى مع أتفة المشاكل أو لتسوية حسابات قديمة من خلال مطالب حق يراد بها باطل. وليس مستبعدا أن نسمع عن مئات الحوثيين وعشرات الشحتوريين يشهرون السلاح في كل مناسبة وفي الفاضي والمليان من أجل مكاسب رخيصة وعلى حساب الوطن.
أقول ليس عيبا أن نختلف لكن العيب أن يكون أختلافنا لأسباب تافهة ولا تستدعي الخلاف والعيب كل العيب أن نلجأ للسلاح أو أن نساوم على منجزات وطنية كالوحدة التي هي منجز غالي وينبغي أن نحافظ عليه بأنفسنا ودمائنا وأموالنا والكل سيذهب كما ذهب الأولون وستبقى الوحدة وللأبد. ويحضرني في هذا المقام مقولة كاتب مشهور حين يقول بأني قد أختلف معك لكني على أستعداد لبذل دمي من أجل رأيك.
جل ما أخافه هنا هو أن يكون سلام صعدة مقدمة لحركات تمرد مماثلة في أماكن أخرى من الوطن، وان يكون نهاية البداية لعصر مختلف ملئ بالمشاكل والصعوبات. اللهم أحفظ لنا بلادنا وإدم علينا أمننا، آمين.