عنْ العْلم والتَعليمْ.
بقلم/ أحلام فيصل
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و يومين
الجمعة 29 يونيو-حزيران 2012 07:40 م

تعتبر الموارد البشرية أهم ثروة قومية ,و العلم نور يضيء طريق الأمم نحو التقدم والرقي، حقائق يعلمها الجميع، فالدول المتقدمة في العالم كله لم تصل إلي ما وصلت إليه إلا عن طريق الاهتمام بالتعليم، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة له.

سُأل مهاتير محمد عن سبب نهضة ماليزيا!

فأجاب برد مقتضب.

إصلاح نظام التعليم أساس نهضة ماليزيا .

حيث أرجع سبب تخلف ماليزيا قبل توليه المسئولية فى كتابه «المعضله المالاوية» إلى تراجع مستوى التعليم وغياب الطموح الثقافى والعلمي.ومعا تولّية المسؤولية خصص من ميزانية الدولة أكثر من 20% للإنفاق على التعليم والبحوث والاختراعات.ووضعه فى أهمية الأمن والطعام والشراب وأصر على مجانية التعليم وأن يكون إجباريا لكل طوائف وفئات الشعب الماليزى ورفعت وزارة التعليم الماليزي معا بداية مرحلة التّطور شعار \"التعليم: العمل الفاعل والسريع\".

مثال آخر على دور التعليم الحقيقي والفعلي في تطّور وتقّدم الشعوب\"تايوان\" حيث تحتفظ برابع أكبر احتياطي نقدى فى العالم!.معا أنة بلد بلا موارد طبيعية يعيش عليها، بل إن عليها أن تستورد من الصين الرمل والأسمنت اللازمين للبناء.

يذكر الصحفي والكاتب في صحيفة النيويورك تايمز,ومنظّر العولمة الأمريكية:توماس فريدمان\"

أن تايوان هي أفضل الدول لديه لأنها بلد بلا موارد طبيعية ولكنها تحتفظ برابع أكبر احتياطي نقدي على مستوى العالم ! فهي بدل من أن تحفر في الأرض بحثاً عما في باطنها من ثروات طبيعية، فقد حفرت في استخراج مواهب وطاقات وذكاء شعبها البالغ 23 مليون نسمه من الرجال والنساء , وذكر أيضا أن شعب تايوان هو أسعد شعوب العالم ! لماذا؟ لأنه ليس لديه نفط! ولا حديد خام ولا ثروات طبيعية ولا ذهب ولا ألماس، ولهذا السبب تطورت لدى الشعب ثقافة وعادات شجعت على اكتشاف المواهب والقدرات العقلية والبشرية.ووصل الكاتب إلى خلاصة مفادها,أنك إذا أردت أن تعرف بحق كيف سيتصرف بلد ما فى القرن الحادى والعشرين فلا تحسب احتياطاته من النفط أو الذهب والموارد الأخرى، بل انظر إلى كفاءة مدرسيه العالية، وإيمان آبائه، والتزام طلابه. حيث تعد نتائج التعليم فى مدارس اليوم مؤشرا قويا ينبئ بالثروة والعوائد الاجتماعية التى ستنعم بها البلاد على المدى البعيد\".

في اليمن مهّمة إصلاح التعليم ليست سهلة أبدا فى ظّل هذه الظروف . أعداد التلاميذ كبير، بينما عدد المدارس أقل بكثير من المطلوب، المدارس الموجودة نفسها فى حالة سيئة جدا لا تسمح ولاتقّدم أّىّ علم نهائياً ،المناهج متدنِية, مناطق كثيرة لاتوجد فيها مدارس,وأهم عنصر في العملية التعليمية وهو المدرّس، حالته شديدة السوء. وضعه فى الحقيقة فى معظم الأحيان لا يسمح له حتى بالإشتراك فى مسألة إصلاح الحاضر حتى يساهم من أجل الإعداد للمستقبل ,ومشاكل كثيرة يعاني منها التعليم في بلادنا.

في الحقيقة أنا لست خبيرة تعليم ،فقط مثلي مثل كل المهتمين بالمستقبل بذاكر فيه كثير وأفّكر بشكل مستمر،وأرى إن بداية الحل لمعضلة التعليم العملاقة والتي تحتاج سنين ومليارات ومخلصين كثير يريدون إصلاح نظام التعليم. أقترح القيام بخطوات بسيطة لاتحتاج إلى تمويل كبير ولا إلى وقت طويل.

أولا: نقسّم المدرّسين إلى درجات،ليس حسب الأقدمية ولا بعلاقاتهم بمدير المدرسة أو مدير إدارة أو غيره،نجيب مثلا فى أول الصفوف، المدرسين الذين يعملون دراسات عليا فى طرق التعليم الحديثة وأبحاث فى المسألة التعليمية، سواء في الداخل أو في الخارج،ونختار المدرسين الأحسن ويتم وضعهم فى مدارس للمتفوّقين. كل منطقة يصبح فيها مدرسة واحدة للمتفوّقين؛ نجمع فيها كل المدرّسين المتميّزين من كل المدارس مع كل التلاميذ المتفوّقين،وتكون مبانى المدرسة نفسها والبيئة المدرسية كلّها مبنية بشكل جيد. وتصبح هذة المدارس النموذجية مكان مثالى للناشطين والمهتّمين بتطوير النظام التعليمي وأماكن يستطيع فيها الباحثين فى مجال التعليم وأصحاب الخبرات يجرّبوا فيها طُرقهم الجديدة على الأرض، فيستطيعوا يقيّموها ويقيسوا جدواها وفائدتها، وترفع نتائج هذه الأبحاث أولاً بأول للوزارة من أجل أن تُعمّمها بعد ذلك. وثانيا بعد أن يتم بناء نظام متماسك في هذه المدارس ، يتم تدريب المدرّسين من المدارس الأخرى فيها، أيضا حسب درجاتهم من الأحسن للأسوأ، من رؤساء الأقسام لصغار المدرسّين وهكذا.

أيضا يتم بناء الأكاديميات والمعاهد المتخصصة فى تخريج كل الكوادر التي يحتاجها الوطن فى المستقبل، عملية يجب أن تبدأ اليوم قبل الغد.وبالنسبة للعلوم الغير موجودة لدينا وتحتاج لوقت حتى يتم نقلها، يتم إبتعاث دفعات من الموظّفين الكفاءات، يتم تدريبهم, ويعودوا ينقلوا ما تعلّموا لمن بعدَهُم ويعيّنوا فى المناصب التي تناسب تخصصاتهم من أجل إيقاف العبث نزيف الوقت والموارد التي تذهب هباء بسبب الغباء,

التعليم هو الحل.