إشهار رابطة صُنّاع الرأي – أول كيان إعلامي يجمع الإعلاميين والناشطين بمحافظة مأرب
نصائح لتجنب الصداع و الإعياء في الأيام الأولى في شهر رمضان
عاجل :مقاومة صنعاء تدعو المجلس الرئاسي الى إعلان معركة الحسم والخلاص
اليمن تفوز بعضوية المكتب التنفيذي للجمعية العامة لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية
سفراء الإتحاد الأوروبي يختتمون زيارة الى حضرموت وعدن
مدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب يستعرض مع المبعوث الأممي أبرز الاحتياجات الإنسانية والإغاثية للنازحين
أمير سعودي يدعو لإنشاء اتحاد خليجي أو جزيري جديد وضم اليمن إليه
أقدم أسير بالعالم.. البرغوثي يعانق الحرية بعد 4 عقود في سجون الاحتلال
أمريكا تحسم موقفها من اليمن.. ومصادر تكشف عن نقاشات مكثفة في واشنطن بشأن التعاطي مع الحوثيين
تصعيد إسرائيلي جديد وخطير ضد العرب المتضامنين مع غزة
ما أحوجنا اليوم إلى دور متعاظم للمصلحين الاجتماعيين ، خصوصاً ونحن نعاني من كثرة الصراعات والنزاعات المتنوعة في ظل خمول سلطة الدولة وتجاهلها العمل الجاد من أجل حل قضايا الناس التي يعانون منها أشد المعاناة ، الأمر الذي أبرز قيادات اجتماعية هامة كان لها أثر فعال ودور ظاهر في حل كثير من الخلافات وبأسهل وأيسر الطرق وألين الأساليب ، فكان من هذه النوعية الشيخ محمد بن صالح العلم الحارثي الذي وافته المنية في الأيام القليلة الماضية أثر مرض ألم به ، مخلفاً وراءه فجوة كبيرة في مجال إصلاح ذات البين وفض النزاعات ، نرجو من الله عز وجل أن يقيض لهذه الفجوة من يسدها .
العلم ذلك الرجل الفرد المتواضع في نظرته إلى نفسه ولكننا نراه في مقام شيخ المشايخ في دوره وقدرته على فرض الحلول الصائبة والمناسبة عند تدخله بين أطراف النزاع ، وهو رجل كبير الهامة عند تعامله مع قضايا ذات وزن ثقيل ، لا يعبأ بها مهما تكن مصادرها وتعقيد أطراف حلولها، وهو رجل يرى بنظرة ثاقبة لما وراء الأفق الاجتماعي والسياسي ، ولذلك عرفه السياسيون والعسكريون والعلماء والدعاة والتجار ، فكان له في كل فئة من هذه الفئات صولة وجولة برغم التواضع الذي يحيط به من كل جانب، ولهذا كله أحبه الناس جميعاً إلاّ أن كل ذي نعمة محسود ، ومما لا شك فيه أن الوجاهة الاجتماعية من أهم المجالات التي يتحاسد عليها الناس فكان ـ رحمه الله ـ عرضة لحسد بعض ضعفاء النفوس الذين لا يهمهم إلاّ ذواتهم المطموسة بطلاء الكبر والحسد والأنانية فيذهبون كل مذهب للشماتة بالآخرين والتقليل من شأنهم لا لشئ إلاّ لأنهم حسّاد .
ذهب العلم وترك لنا مآثر عظمة خلّدت ذكره في نفوسنا وأرغمتنا على إحاطته بالدعاء له بالشفاء طوال فترة المعاناة التي مرّ بها وهو يصارع آلام مرض السرطان الدماغي ، وسترغمنا بمواصلة الدعاء له بالمغفرة والرحمة والرضوان بعد أن فارقنا ورحل إلى الدار الآخرة .
ذهب العلم وترك فينا ذكريات عظيمة وخطوات جبارة لم يخطوها أحد قبله ، وخاصة في منطقته ((وادي بلحارث)) فهو الرجل الوحيد الذي يختار أزواج بناته ويرفض التعامل في هذا الجانب على أساس المبدأ الذي تعارف عليه الناس ((خذ وهات)) ولكنه طبق مبدأ ((العطاء بدون مقابل)) وأنا أشهد له بذلك عند الناس ، أما عند الله فليس له حاجة إلى شهادتي لأن الله خير الشاهدين ولكنني أزكيه في هذا الجانب بحكم علمي اليقيني بذلك ، لكي يكون مثالاً يقتدى به في هذه الخصلة الجميلة التي تنكر لها الكثير من الناس في ظل مغريات المادة وطمع النفوس في كسب المال على حساب الدين والأخلاق .
فإننا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف بخير منها !!