نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي
لاشك أن الانفتاح السياسي للتيارات الإسلامية في دول الربيع العربي اثبت أن رؤيتها في المشاركة السياسية السابقة لم تكن رؤية عقدية وإنما كانت محددة بالمصالح والمفاسد فقد كان التفكير في إنشاء أحزاب يعد خطأً كبيراُ في نظر عدد كبير من مفكري و قادة الحركات الإسلامية إذ نظروا إلى هذه الأحزاب على أنها نوع من تمزق الأمة إلى طوائف متناحرة يقتل بعضها بعضاً لمصلحة أعدائها ومن أولئك الأمام حسن البناء وكذلك فعل أبو الأعلى المودودي الذين ركزوا على الدعوة الإصلاحية للمجتمع ودعوة الناس للعودة إلي الدين ,.
ولكن سرعان ما تلاشت تلك المخاوف تأثراً بالنجاحات التي حققته الأحزاب في الدول المتقدمة من تقديم برامج منافسة في خدمة المجتمع وانتقالاً للسلطة بشكلً سلسل وآمن, إضافة إلى المتغيرات التي ظهرت بعد خروج الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي من الدول العربية الأمر الذي دفع كثير من القيادات الإسلامية إلى تغيير مواقفها من موضوع الأحزاب وبدأنا نرى كثير من الآراء والفتاوى تبيح الأحزاب وتدافع عنها وتعدها ضرورية لحياة سياسية سليمة , ولذلك شهدنا في الآونة الأخيرة ظهور كثير من الأحزاب والائتلافات الإسلامية بعد أن كانت مشاركتها السياسية في ظل ديكتاتوريات وأنظمة مستبدة تحدد نتائج الانتخابات مسبقاٌ ضرب من المستحيل , .
لذلك فإن قبول التيارات الإسلامية بالتعددية الحزبية بمفهوم سياسي معاصر خطوة سليمة في الاتجاه الصحيح لأن ذلك يعني القبول بالأخر فكراً وسلوكاً, وهو جوهر ماحصل في الانتخابات الأخيرة في مصر فقد قبلت الحركات الإسلامية الاحتكام إلى الجمهور والمراهنة على البرامج الانتخابية والتي أفضت إلى نجاحٍ واسعٍ فاجأت الجميع حتى السلفيين أنفسهم مما يدل على زيادة الوعي الذاتي للفكر السياسي الإسلامي المعاصر, وتبقى مسألة التنوع وتعدد الأحزاب الإسلامية في إطار الدولة محل جدل ويرى بعض المفكرين انه لا مانع من تعدد الاحزاب الإسلامية ومنهم الدكتور يوسف القرضاوي إذ يقول :( لا يوجد مانع شرعي من وجود أكثر من حزب سياسي داخل الدولة الاسلامية إذا المنع الشرعي يحتاج إلى نص ولا نص, بل أن هذا التعدد قد يكون ضرورة وصمام أمان من استبداد فرد أو فئة معينة بالحكم ), ولم تكن اليمن بعيدة أيضا عن هذا التطور فبعد ثلاثة أشهر من المؤتمر السلفي العام أعلن الشيخ عبد الوهاب الحميقاني في تصريح لوسائل الإعلام أن حزب اتحاد الرشاد اليمني قد أصبح مرخصاً و حائزاً على صفة الحزب بعد مرور 45 يوما ًعلى إنشائه بموجب قانون الأحزاب اليمنية في تطور لافت للفكر السلفي الذي كان يرفض العمل في الإطار السياسي, ظهرت بعدها ردود فعل متباينة , ولا يعيب أن تظهر تباينات في الرؤى والمواقف من داخل المكون السلفي تجاه الحزب ومشروعه السياسي فالاتجاهات السلفية في اليمن تتنوع بين أتباع الشيخ مقبل بن هادي الوادعي وهؤلاء لم يتغير موقفهم بعد من المشاركة السياسية فلا يزال الكثير منهم ينظر على أن الحزبية والمشاركة السياسية كفر وتحكيم لغير شرع الله وتقييد الولاء من الدين إلى الحزب وهناك تيار الحكمة الذين يتوافقون مع تيار الإحسان على ضرورة إنشاء كيان سياسي ولا مانع عند هؤلاء من المشاركة السياسية والاختلاف في آلية إدارة التنظيم, .
ولعل القصور في الخبرة السياسية وإبداء الرأي والقبول بالرأي الأخر لم تكتمل بعد, ومهما كانت أوجه النظر متعددة إلا أنها ظاهرة صحية , مع ذلك فالمرحلة القادمة تحتم على سلفيي اليمن الاتحاد والبحث عن أدنى العوامل المشتركة بين كل التكتلات السلفية والقبول بالأخر مهما كان ,لاسيما في ظل تزايد متسارع لأحزاب متعددة المشارب الفكرية والسياسية والمذهبية وبات من الضروري الترفع عن سفاسف الأمور لمصلحة اليمن والحضور بفاعلية والمشاركة في رسم وتشكيل الخارطة السياسية لليمن .
ويعتبر اتحاد الرشاد السلفي نوعية إضافية إلى الحياة السياسية اليمنية ويفتح أفاق جديدة للعمل السياسي الإسلامي وسيشهر يوم الأحد القادم, يفترض أن يفسح المجال للدماء الشابة بالعمل مع الاستفادة من سلبيات وأخطاء الأحزاب الأخرى ويتطلع إليه المواطن اليمني بمزيد من الاهتمام, عله يقدم برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية منافسة تهدف لبناء يمن جديد بعيداً عن آلية الأحزاب الروتينية وأحزاب الظل التي أصبحت كغثاء السيل.