لماذا اختار الحوثيون «مسجد الصالح» لإحياء ذكرى مقتل سليماني وما علاقة الأخير بتصفية الرئيس السابق؟

مأرب برس

استفز الحوثيون خصومهم ،بصور ومشاهد من قلب العاصمة صنعاء، من احتفالية كبيرة اقامتها الجماعة المدعومة من ايران، احياءا للذكرى الاولى لمقتل القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ولم يخفي الحوثيون منذ مقتل سليماني- مطلع يناير من العام 2020 بضربة امريكية استهدفه بالعراق-غضبهم وتعاطفهم الكبير مع ايران وسبق ان نصبت صور سليماني في لوحات عملاقة في شوارع العاصمة صنعاء.

غير ان الجديد هذه المرة هو اختيارهم لمكان اقامة الفعالية (مسجد الصالح) وهو المسجد الذي بناه الرئيس السابق صالح وسماه بإسمه.

*رسالة لأنصار صالح

وحول اختيار المسجد مكانا لاقامة الفعالية، هناك اكثر من دلالة-بحسب مراقبون- ابرزها تخص انصار صالح الذي قتله الحوثيون في ديسمبر 2017.

وعند الحديث عن مقتل صالح يجدر الاشارة الى ما نشر مؤخرا حول دور سليماني في مقتل الرئيس السابق صالح.

فقد كشف كاتب ايراني معروف يدعى عزيزي ان سليماني هو من أمر بتصفية وقتل صالح في احداث ديسمبر، ومن هنا تأتي احدى دلالات اختيار الحوثيين المسجد لاقامة الفعالية،وهي رسالة رمزية اراد الحوثيون ايصالها لأنصار صالح.

*خوفا من القصف

والتعليل الآخر لسبب اختيار المسجد هو خوفا من التعرض لقصف طيران التحالف، لاسيما وان ابرز الحاضرين سفير ايران لدى الحوثيين حسن ايرلو.

فالحوثيون-بحسب متابعين- ربما تجنبوا اقامة الفعالية في مكان مفتوح ولجأوا للمسجد للإحتماء من اي هجوم متوقع قد يستهدف تجمعهم.

*خلاف سابق

وكان مسجد الصالح الذي غير الحوثيون اسمه نكاية بالرئيس السابق، محل خلاف بين صالح والحوثيين خلال تحالف الطرفين قبل احداث ديسمبر 2017.

فقد حاول الطرفان السيطرة عليه نظرا لقربه من ساحة ميدان السبعين التي كانت تستخدم لاقامة فعالية حزب المؤتمر وكذلك فعاليات الحوثيين.

وفي احدى فعاليات الحوثيين الخاصة بالمولد النبوي ،قبل مقتل صالح، اكتسى المسجد بالالوان الخضراء وشعارات الصرخة الحوثية، في مشهد وصفه انصار صالح آنذاك بالمستفز.

كما منع الحوثيون حليفهم السابق صالح من اقامة فعاليات خاصة بحزب المؤتمر منها ذكرى تأسيس الحزب وقيدوا حركة انصاره داخل العاصمة صنعاء، قبل أن ينفض هذا التحالف باقتتال دام ايام انتهى بمقتل صالح.

* صنعاء عربية

وتعليقا على احياء ذكرى مقتل سليماني في ساحة جامع الصالح، قال العميد طارق صالح،نجل شقيق الرئيس السابق أن من وصفهم بقتلة الزعيم(الحوثيين) يبكون قاسم سليماني في جامع الصالح.

وكتب على حسابه في تويتر: استمر الزعيم شوكة في حلق أتباع إيران، كان رحمه الله يعمل لتقوية صنعاء فيما الحوثي يسابق الزمن لإعلان إخضاعها الكامل لأعداء عروبتنا. 

وتابع متوعدا الحوثيين: سيلحقون سليماني قاتلاً بعد قاتل. وستبقى صنعاء عربية.

وطارق صالح يقود تشكيلات عسكرية غير نظامية في جبهة الساحل الغربي موالية للامارات منذ هروبه من صنعاء في احداث ديسمبر 2017 التي شهدت مقتل عمه.

* الولاء للحوثي

ومن المفارقات العجيبة ان من ضمن من احيى فعالية الحوثيين بمسجد الصالح، قيادات مؤتمرية بارزة ظلت لفترة طويلة احد اركان نظام صالح قبل ان تجد نفسها حبيسة للحوثيين بصنعاء تدين بالولاء للحوثي ،وتفعل ما تفرضه عليها اوامر زعيم الحوثيين وقيادات الجماعة في مناطق سيطرة الحوثي.

* حاكم صنعاء

موقف مناهض لما هو عليه حال قيادات حزب المؤتمر بصنعاء ،هو ما قاله القيادي البارز في حزب المؤتمر المؤيد للشرعية معمر الارياني، وهو احد وزراء الحكومة الجديدة.

ففي سلسلة تغريدات- رصدها مأرب برس ليل الأحد -على حسابه على تويتر، اعتبر الارياني أن "مشهد الضابط في فيلق القدس الإيراني المدعو حسن إيرلو في فعالية أقامتها ميليشيا الحوثي في الذكرى الأولى لهلاك قاسم سليماني متوسطا المنصة، وعلى الهامش ما يسمى رئيس وزراء الانقلاب، رسالة إيرانية للعالم مفادها أنها المتحكم بمقاليد الأمور، وأن إيرلو الحاكم الفعلي للعاصمة المختطفة صنعاء".

كما أضاف أن تصريح إيرلو بأن اليمن يعتبر القلب النابض للمقاومة"، ويقصد بذلك محور الشر الإيراني يعكس الدور الذي تؤديه ميليشيا الحوثي كواحدة من أخطر الميليشيات الطائفية التي زرعها الحرس الثوري الإيراني لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وأنها الأكثر إذعانا وتنفيذا للإملاءات الإيرانية.

إلى ذلك، دعا المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى بالقيام بمسؤولياتها القانونية ووقف التدخلات الإيرانية في اليمن.