صحيفة لندنية: الحوثيون يواجهون حصارا سياسيا ويحاولون فكه بقوة السلاح
الموضوع: عين على الصحافة

ذكرت العديد من المصادر السياسية أن المسلحين الحوثيين يواجهون حصارا سياسيا من الداخل والخارج، وأنهم يحاولون سد هذه الفجوة عبر الحماسة القتالية والتوسع العسكري المستمر الذي لا يحقق لهم سوى المزيد من الحصار والعزلة السياسية.

وقالت لـ(القدس العربي) «الحوثيون يحققون مكاسب عسكرية عديدة على الأرض بقوة السلاح، لكن بقدر هذه المكاسب المسلحة يخسرون مكاسب سياسية ويدفعون بأنفسهم نحو العزلة السياسية والدبلوماسية على الصعيد المحلي والخارجي».

وأكدت أن جماعة الحوثي «في أمس الحاجة في الوقت الراهن إلى مد يدها للآخرين للجلوس إلى طاولة المفاوضات وتقديمها للتنازلات الكبيرة، لكنها لا زالت تتعامل مع القوى السياسية ومع الآخرين بعقلية استعلائية وبمنطق المنتصر وهو ما لا تقبله القوى السياسية، حيث أصبح موقف القوى السياسية أقوى من ذي قبل وتشعر أن جماعة الحوثي في أمس الحاجة لها والتنازل من أجل المشاركة في المباحثات التي يجريها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بنعمر والذي يحاول انقاذ الوضع التفاوضي والبلد بشكل عام».

مشيرة إلى أن جماعة الحوثي لم تدرك هذا الوضع وتسعى دائما إلى إرباك الجميع بقراراتها المفاجأة كما حصل الجمعة الماضي بقرار الاعلان الذي اعتبرته القوى السياسية انقلابا مكتمل الأركان.

وفي الوقت الذي لم تهدأ النفوس بعد ولم تلتئم عملية المباحثات بعد بشكل طبيعي فاجأ زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي مساء أمس الثلاثاء الجميع بخطابه المتلفز الذي نسف فيه كل جهود بن عمر لرأب الصدع والتقريب بين وجهات النظر بين مختلف الأحزاب السياسية من جهة والحوثيين من جهة أخرى.

وقال عبدالملك الحوثي في خطابه «ان الاعلان الدستوري كان خطوة ضرورية ومهمة ولم يكن هناك من خيار آخر.. وأن الهدف من استقالة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح كانت تهدف إلى تعطيل مؤسسات الدلة».

واتهم القوى السياسية اليمنية بأنهأ «لم تتعامل بمسؤولية حيال حالة الفراغ الدستوري» وقال ان «بعض القوى السياسية كانت تهدف إلى تعقيد الأزمة ودفع الأمور نحو فوضى أكبر».

وفيما تعيش العملية السياسية والدبلوماسية في اليمن حالة طوارئ أعلنت واشنطن عن إغلاق سفارتها بصنعاء ومغادرة سفيرها إلى أجل غيرمسمى، في خطوة تكشف عن وصول الوضع الأمني والسياسي في البلاد إلى طريق مسدود مع إصرار المسلحين الحوثيين على مواصلة السير على خطى الاستحواذ على كل شيء في البلاد وإجبار الآخرين على العمل وفق خططهم وتوجهاتهم. إلى ذلك اعلنت عدد من الكتل البرلمانية اليمنية رفضها لاعلان جماعة الحوثي الموسوم بالدستوري واعتبرته استكمالا للانقلاب على الشرعية الدستورية في البلاد.

وقالت 6 كتل برلمانية إنها ترفض ما أسمي بـ(الإعلان الدستوري) الذي أعلنه المسلحون الحوثيون الجمعة الماضية واعتبروه استكمالا للانقلاب الحوثي المسلح على الشرعية الدستورية والمبادرة الخليجية. وعلى كافة سلطات الدولة. ودعت الكتل البرلمانية لكل من أحزاب التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي اليمني، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، المستقلين، العدالة والبناء و كتلة التضامن في اجتماع مشترك عقدته أمس بصنعاء رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسته ورؤساء جميع الكتل البرلمانية لعقد اجتماع عاجل خارج صنعاء لمناقشة ما يجب عمله تجاه الأحداث الجارية وبأسرع وقت ممكن.

وعلى الصعيد العسكري اجتاح المسلحون الحوثيون عاصمة محافظة البيضاء وبقية مناطق المحافظة المحاذية لمحافظة أبين الجنوبية، وهو ما رفع وتير التوتر والقلق والاستنفار لدى الجنوبيين، مع وصول المسلحين الحوثيين إلى مشارف مناطقهم لأول مرة منذ اجتياحهم للمناطق الشمالية منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقالت مصادر محلية جنوبية ان «المئات من رجال القبائل في محافظة ابين رفعوا من وتيرة الاستنفار ويرابطون حاليا في المناطق الحدودية مع محافظة البيضاء التي اكتسحها المسلحون الحوثيون صباح أمس وسيطروا عليها بمساندة من قوات من الجيش» .

واقرت القبائل الجنوبية في محافظة أبين بحشد رجال القبائل على المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب في اليمن التي كانت معروفة قبل الوحدة اليمنية لعام 1990 للتصدي لأي تقدّم للمسلحين الحوثيين باتجاه مناطق الجنوب سواء في محافظة أبين أو في غيرها من المحافظات الجنوبية».

مأرب برس - القدس العربي
الأربعاء 11 فبراير-شباط 2015

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.com

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.com/news_details.php?sid=107210