المجتمع اليمني ينظر إلى الإعلامية كـ "فتنة تمشي على قدمين"

الثلاثاء 24 يناير-كانون الثاني 2006 الساعة 12 مساءً / مأرب برس / خاص / صنعاء / فهد العامري
عدد القراءات 6632

اعتبر عبد الباري طاهر نقيب الصحافيين اليمنيين السابق في دراسة قدمها خلال ورشة خاصة حول عمل الاعلاميات اليمنيات ان »المأساة ان تسهم الدولة ¯ ولو بالتعارض ¯ في ترويع الفتيات وكسر شوكة التحدي لدى اصرارهن المقيت على التشريعات المتخلفة والممارسات القامعة لمشاركة حقيقية للنساء وقال أن المجتمع اليمني الى المرأة الاعلامية على انها »فتنة تمشي على قدمين«, معتبرا ان الحملات الموجهة ضد الإعلاميات اللاتي يتحدين الحملات غالبا ما تمتد آثارها الى اعلاميات اخريات وقال أن العوائق كثيرة والتي تحاصر المرأة اليمنية وخصوصا الاعلامية, منها ما يتعلق بالتركيبة الاجتماعية والبنية القبلية المتخلفة وبعضها ذاتي يتعلق بالارث الثقافي البالي والتشريعات المتخلفة والعادات والقيم الشعبية الآتية من عصور ما قبل الحداثة.وبحسب الدراسة, التي قدمها طاهر لورشة العمل الخاصة بعرض نتائج المسح الميداني الاول لاوضاع الاعلاميات اليمنيات التي اقيمت  بصنعاء فإن هناك عشرات الامثال الشعبية والاشعار التي تحقر المرأة وتعتبرها عارا وهي الى جانب التشريعات والممارسات القامعة مسؤولة عن تغييب المرأة وتخلفها وبالاخص العاملات في وسائل الاعلام.وقال »الرؤية المجتمعية للعمل في الصحافة لا تزال سلبية كما ان عمل المرأة في هذا المجال يكون اكثر صعوبة وتعقيدا, فغالبية العمل في الاذاعة والتلفزيون يكون في الليل وهو ما يحد من القدرة على استيعاب المرأة فيهما . اما في الصحافة الرسمية الحزبية والاهلية فإن العمل فيها مرتبط بمقايل القات وهو ما يستحيل على المرأة العمل في هذا الجو.وتوصلت الدراسة الى ان وضع المرأة في المؤسسات الاعلامية والصحافة اليمنية فاجع وشاهد زائف على الدعاوى الطويلة العريضة عن حضور المرأة ومشاركتها وطبيعة العمل الاعلامي والصحافي طارد للمرأة سلفا سواء من ناحية الزمان او المكان.من جانبها, طالبت مها البريهي ¯ مذيعة في الفضائية اليمنية¯ بالمساواة في الحقوق والواجبات مع زملائها الذكور وطالبت في ورقتها المقدمة في الورشة تحت عنوان »المشكلات التي تواجه الاعلاميات في المؤسسات الاعلامية« الاعلاميات اليمنيات بالصبر والمثابرة محفزا لاثبات قدراتهن على التصدي للعقبات التي تعترض طريقهن طالما وانه لا يوجد قانون يحميهن.واستعرضت البريهي الصعوبات التي تواجه الاعلاميات والتي منها صعوبات تتعلق بمدى وجودها في مراكز صنع القرار والمراكز التنفيذية والصعوبات الاجتماعية, واكدت ان تجربتها اوصلتها الى الاعتقاد الجازم بأن المجتمع ليس هو العائق الوحيد امام عمل الاعلامية, وارجعت ذلك الى ان النشاط الاجتماعي لابد ان يتأثر بالبيئة الثقافية التي يعمل فيها فهناك تأثير ايجابي متوسط للاعراف والتقاليد على نشاط الاعلامية ويزداد التأثير السلبي اذا تعارض النشاط مع الاعراف والتقاليد.ومن ابرز الصعوبات التي تواجهها الاعلامية بحسب ورقة البريهي, ما يرتبط بالمؤسسات التي تعمل فيها ومن ضمنها عدم الانصاف في الفرص والترقي في الاجور والحوافز والمكافآت اضافة الى احتكار مشاركة الذكور خصوصا القيادات منهم في المشاركات الخارجية والدورات