توقع فوز المعارضة في الانتخابات الرئاسية اليمنية بنسبة 70بالمائة

الأحد 03 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس / اليوم
عدد القراءات 2641

قال مرشح المعارضة في تكتل اللقاء المشترك للانتخابات الرئاسية اليمنية: إن أحزاب المعارضة ستخوض معترك الانتخابات الرئاسية من أجل التغيير وأن التوقعات تشير إلى إمكانية فوزها بنسبة 70 بالمئة اعتمادا على قاعدتها الانتخابية ورغبة الناس بالتغيير .

أوضح المرشح فيصل بن شملان في حوار اجرته معه«اليوم « أنه سيخوض المنافسة الانتخابية حاملا مشروعا للإصلاح يسعى إلى تغيير هيكل النظام السياسي الذي قال إنه يمثل جوهر المشكلة اليمنية مشيرا إلى أن الانتقال من النظام الرئاسي إلى البرلماني سيكون مقدمة لمعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية» التي عجز حزب المؤتمر الحاكم عن حلها»خلال الفترة الماضية.

وأكد المرشح الرئاسي الأبرز في سباق الرئاسة اليمنية ان التغيير قادم لا محالة في الانتخابات التي ستشهدها اليمن في 20 سبتمبر الجاري مشيرا إلى أن قرار أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك خوض المنافسة الانتخابية «رغم وجود سجل انتخابي مزور» كان ضرورة وطنية لإحداث التغيير المطلوب .

وفيما تعيش الساحة السياسية اليمنية حال غليان مع اقتراب موعد الانتخابات واشتعال حرب البيانات وتنامي حدة الاتهامات بين الأحزاب وصف المرشح بن شملان الاتهامات التي توجه إليه من الحزب الحاكم «بالثرثرة» مضيفا أن حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس صالح يشعر حاليا بالقلق لإدراكه برغبة الجميع بالتغيير فضلا عن شعوره بالخوف من طروحات أحزاب اللقاء المشترك بشأن الإصلاح..فيما يلي نص الحوار ..

قراءة التفاعلات على الساحة

*كيف تقرأون التفاعلات في الساحة وهل تعتقدون أن تغييرا ما سيأتي ؟

ـ التفاعلات الحاصلة في الساحة اليمنية ستأتي بالتغيير بلا شك.. فهذه التفاعلات المقصود منها هو إحداث التغيير الذي ننشده ..ونعتقد أن المدخل لذلك يكمن في تبديل النظام السياسي من النظام الفردي إلى النظام المؤسسي الذي تنتهي فيه سلطة الفرد .. وهذا هو الوسيلة المثلى لمعالجة القضايا والمشكلات التي يعانيها اليمن في المجالات الاقتصادية والسياسية والتشريعية والقانونية والحقوقية وغيرها .

*الا يمكن احداث التغيير من دون تغيير في تركيبة النظام السياسي ؟

ـ في ظل النظام الحالي لا يمكن احداث تغيير ولا يمكن معالجة أية مشكلة .لان السلطة متركزة في منصب رئيس الجمهورية. وهو غير مساءل .

وكما ترى الفساد القائم لا يمكن إزالته أو محاسبة منفذيه لأن كل أجهزة الدولة بدءا من مجلس الوزراء إلى مجلس نواب إلى مجلس شورى إلى مجلس أعلى للقضاء إلى جهاز الأمن كلها لديها مسؤوليات لكن ليس لديها أية سلطة لأن النظام الفردي يركز السلطة بيد رئيس الجمهورية ما جعله متحكما في كل شيء ولا أحد يستطيع محاسبته. وهذا خلل يجب أن يعالج بالانتقال إلى النظام البرلماني الذي يتيح توزيع السلطات ويتيح المحاسبة والشفافية والرقابة.

ما تريده المعارضة

*ما الذي تريده المعارضة تحديدا في هذه القضية ؟

ـ نريد فصلا للسلطات .ونريد تركيز ثقل السلطة في مجلس الوزراء ومجلس النواب المنتخب وفي مجلس القضاء الأعلى وفي الأجهزة الأمنية حتى يمكننا محاسبتها.

أما في ظل النظام الحالي فلا أحد يستطيع محاسبة هذه الأجهزة ما أدخل اليمن في نفق من المشاكل.وحتى مجلس النواب يعرف الجميع كيف جاء .. تشكل المجلس بسيف المعز وذهب المعز..و نحن نريد مجلس نواب يأتي من غير سلطة ومال الدولة وكذلك مجلس الشورى .

*يقال إن توجهات المعارضة لتغيير النظام السياسي تستهدف الرئيس صالح ؟

ـ من قال ذلك.. هذا الأمر مرتبط باليمن ومستقبلة وليس له علاقة بالأشخاص ..نحن نقول إن النظام الحالي كرس سلطة الفرد وكرس الفساد وكل المشاكل في البلاد تتفاقم من دون أن يستطيع أحد مواجهتها .

في إحدى المرات عندما ضج الناس ومجلس النواب بشأن قضية تهريب الديزل والكميات المستهلكة في السوق وما تتكبده الخزينة العامة من خسائر جاء رئيس الوزراء ووزير الداخلية إلى البرلمان وقالوا نحن نعرف أن هناك تهريب للديزل ولدينا أسماء المهربين والكميات الكبيرة منه تهرب إلى الخارج وتفقد خزينة الدولة المليارات ..ولكن لا نستطيع أن نفعل لهم شيئا .

هذا نموذج من الفساد الحاصل في البلاد ..ماذا نقول بعد هذا سوى أن النظام يجب أن يتغير لأننا نعلم أن المسؤولين في الحكومة ليس لديهم السلطة التي تمكنهم من ممارسة وظائفهم .. وقبل أن نحاسب أي مسؤول يجب أولا أن نعطيه السلطة لأداء وظيفته..لن نستطيع أن نعالج مشاكل الفقر والبطالة والفساد أو الحريات العامة دن أن نعيد هيكلة نظام الدولة وفصل السلطات .

الوعود وتغيير التركيبة

*يقال أن المرشح بن شملان يعد بالمستحيل في حديثه عن مشكلات البلاد ؟

ـ هذا تبسيط للأمور وتهويل من ناحية أخرى .. الإطار العام لمشروع الإصلاح السياسي لأحزاب اللقاء المشترك يسعى إلى تغيير التركيبة القانونية أولا والعلاقات بين الأجهزة وكل التجارب في العالم تدل على انه عندما يحدث التغيير في النظام السياسي تنهار مراكز الفساد باختفاء سندها . والتهويل يأتي من اعتبار أن الفساد قد تمكن من كل شيء ويستحيل معه عمل شيء والهدف من ذلك إشاعة اليأس لدى الناس وصرف الناس عن المشاركة في الانتخابات كي لا يحدث التغيير ولكن التغيير قادم قادم .

*حزب المؤتمر أعلن عن خطة إصلاحات سياسية كيف تنظرون اليها في المعارضة ؟

ـ سئم الناس من الوعود التي لا تنفذ .. هذا الكلام قيل منذ زمن وحزب المؤتمر يعد بهذا منذ زمن طويل ولم يحدث شيء ولم يعد الناس يصدقون هذه الوعود لان الحكم أخذ فترة كافية ولم يعمل شيء ..والفرصة الآن فاتته ولم يعد أحد يصدقه

* ماهو تفسيركم لاتهامات التي توجه اليكم بين الحين والآخر ؟

ـ الكلام الذي قيل في محصلته عبارة عن سب وشتم شخصي وليس له علاقة ببرامج انتخابية ونحن نفسر هذا بأنه عكس شعور الحزب الحاكم بعجزه أمام طروحات أحزاب اللقاء المشترك بالتغيير وخوفه منها وعجزه عن تقديم بديل.

* كيف ترون وصف الرئيس صالح لكم في مهرجانه الانتخابي بالمستأجر ؟

ـ لا يعني هذا الكلام شيئا .. ولو جاء هذا الكلام من غير الأخ علي عبدالله صالح لكان جوابي ان هذا مجرد ثرثرة لا معنى لها.

قلق ومشروع اصلاح

* هل تعتقدون أن الحزب الحاكم خائف فعلا من تحالف اللقاء المشترك؟

ـ الحزب الحاكم قلق جدا لأنه يشعر أن التغيير قادم وأن هذا ما يريده المواطن اليمني .واللقاء المشترك قدم مشروعا للإصلاح السياسي والوطني الشامل ووضعه للتنافس من دون سيف المعز أو ذهبه وهذا الذي يخيف الحكم لأنه يشعر أن هذا المشروع حدد جوهر المشكلة وجاء بوسيلة الخروج من الحكم الفردي إلى الحكم المؤسسي المسؤول بصلاحياته ومسؤولياته وسلطاته .. هذا ما يخافون منه .

* لكن المواطن اليمني لا يرشح برامج بل أشخاص ؟

ـ لماذا هذا الحكم على الشعب اليمني ألا يستفيد الناس من تجاربهم .. اليوم تغيرت الأمور هناك فضائيات وانترنت ووسائل إعلام والمقارنات بين اتجاهات الشارع في السابق وفي الوقت الراهن من دون الأخذ بالمتغيرات الحاصلة ناقصة..لا يمكن القول أن الشعوب جامدة .. واليمنيون اليوم لديهم من الذكاء والمعرفة ما يكفي لأن يميزوا بين الخبيث والطيب .

الإصلاح السياسي

 برأيك لماذا يرفض حزب المؤتمر مشاريع الإصلاح السياسي ؟

ـ هم يريدون نظاما فرديا مثل النظام القائم يرتع فيه الجميع بدون محاسبة ويعلق كل الخطايا على منصب واحد هو رئيس الجمهورية وهذا المنصب غير قابل للمسائلة وهذا كان مريحا لكل رموز الفساد .. وبقاء النظام على ماهو عليه سيجعل مستقبل اليمن مجهولا ومرعبا.

والفساد وصل إلى حد خطير ويلتهم كل الموارد.. واليمن تعتمد على النفط كمورد أساسي وهو يشكل 32 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي والنفط مادة ناضبة والرئيس علي عبدالله صالح قال مرة إن النفط سينتهي في العام 2012 .. ما يعني إننا نفقد موردنا الأساسي ونضيع فرصة الاستفادة منه في إيجاد اقتصاد موازي للقطاعات غير النفطية..أين مستقبلنا إذا وأين سنتجه ؟إن التغيير القادم ربما يوفر لنا فرصة لان نفيق في السنوات القادمة لبناء اقتصاد موازي .

سجل انتخابي مزور

*هل لكم ملاحظات بشأن السجل الانتخابي المعتمد في هذه الانتخابات ؟

ـ السجل الانتخابي مزور بمعنى أنه ليس سليما 100 بالمئة فهناك أناس مسجلون وقد غيبهم الموت وهناك صغار سن وأسماء مكررة وعيوب كثيرة في هذا السجل وهذا بلا شك سيؤثر على نتائج الانتخابات لمصلحة الحزب الحاكم.

*ألن تكون مغامرة بالنسبة لأحزاب المعارضة خوض الانتخابات بسجل انتخابي مزور؟

ـ خوض أحزاب اللقاء المشترك الانتخابات بسجل انتخابي مزور مسألة وطنية بحته ونحن نرى أن هناك مسؤولية وطنية على أحزاب اللقاء المشترك لخوض هذه الانتخابات مهما كانت الصعاب والعوائق لأن الإقدام على غير هذا يعني التسليم بالأوضاع الحالية للبلد .

*تتهم أحزاب المعارضة بالهروب في عدم تقديمها مرشحا من قياداتها كيف ترون ذلك؟

ـ الإطار العام لمشروع اللقاء المشترك للإصلاح السياسي لا يمكن معه لأي قيادي في الأحزاب المنضوية في إطاره الترشح إلى منصب رئيس الجمهورية لأن هذا المشروع لم يكن برنامجا سياسيا لأي حزب من الأحزاب المنضوية في اللقاء المشترك كما أنه ليس برنامجا للوصول إلى الحكم بل رؤية للإصلاح السياسي وإطار عام ثم تأتي الأحزاب لتتنافس من أجل انتشال اليمن من هذه الأوضاع .

* هل هناك اتصالات بينكم والرئيس صالح ؟

ـ ليس هناك أية اتصالات ولم نتواصل ولكن اللقاء المشترك يتواصل بشكل دائم مع الرئيس وكل أحزاب المعارضة كان لها علاقات مع الرئيس ومع الحزب الحاكم ولكنها في السنوات الأخيرة رأت أنه لن يستجيب لأية مبادرات لإصلاح الوضع وأسسوا لذلك تكتل اللقاء المشترك وهو إطار عام يجمع الوان الطيف السياسي وليس حزبا سياسيا .

* ماذا يقول لكم الأوروبيون والأمريكيون عند لقاءاتكم معهم ؟

ـ يقولون استمروا في الانتخابات مهما كانت العوائق.. هذه رسالتكم .

* هل تلقيتم وعودا بدعمكم في المعركة الانتخابية ؟

ـ لم يعدوننا بشيء ولم نطلب منهم شيئا .

توقع فوز المعارضة

* إلى أي مدى ستحقق المعارضة فوزا في هذه الانتخابات ومن سيكون الرئيس القادم ؟

ـ نتوقع فوز اللقاء المشترك في الانتخابات بنسبة 60 ـ 70 بالمئة..معتمدا على على قاعدته الانتخابية الكبيرة.. وسيفوز في هذه الانتخابات رؤية اللقاء المشترك للإصلاح السياسي ورغبة المواطن اليمني بالتغيير.. لن يكون الفائز بن شملان والخاسر علي عبدالله صالح .

*في حال فوزكم في الانتخابات ماذا تتوقعون أن يحدث ؟

ـ هناك دستور وهناك قوانين وأجهزة قائمة وسوف تتخذ الإجراءات القانونية عن طريق مجلس النواب ..ومعروف أنه عندما تتبدل الرئاسة ،تستقيل الحكومة الرئيس الجديد يختار رئيس وزراء جديد ويقدم برنامجه إلى البرلمان لنيل الثقة .

*وإذا رفض البرلمان ذلك ؟

ـ هذا افتراض مستبعد لأن كل التجارب في العالم تدل على غير ذلك ونحن على ثقة أن عددا كبيرا من أعضاء مجلس النواب الحالي وحتى من أعضاء الحزب الحاكم في الأجهزة الأخرى يرون أن التغيير واجب وسيوافقون عليه..وإذا حدث ورفض البرلمان سوف يحل وتبدأ ترتيبات انتخابات برلمان جديد لكن من دون مال من الدولة ولا سيف .

* هل تعتقدون أن التغيير قادم ؟

ـ نعتقد أن التغيير قادم وسيأتي لا محالة في هذهالانتخابات .. لان الحياة متغيرة والإنسان هو الذي يقود زمام التغيير ويصرفه إلى ما يريد .. وكل ما هنالك أن الأقوياء يريدون التغييرات لصالحهم والضعفاء يجاهدون لقلب الموازين لتوجيه التغيير لصالحهم .

*تتهمون بتلقي دعومات من جهات خارجية ومجهولة ؟

ـ لو كان لدى الحزب الحاكم معلومات على ذلك لنشرها في وسائل إعلامه ولقال كم المبالغ التي جاءت وحساباتها .. السلطة بيد الحزب الحاكم وهو يعرف كل كلمة تقال وكل مكالمة هاتفية ترد وتخرج من اليمن .

نحن نواجه الدولة بمواردنا المحدودة التي هي 25 مليون ريال من خزينة الدولة وبعض التبرعات الذاتية في أحزاب اللقاء المشترك .. ولو كان ذلك حقيقة لأقام الحزب الحاكم الدنيا ولم يقعدها ولكنه لم يفعل شيئا من هذا لانها كاذبة ولا وجود لها