آخر الاخبار

حجة: ألوان من العادات الشعبية تنعكس في الشهر الكريم

الخميس 09 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 02 صباحاً / حجة- مأرب برس- علي حسن:
عدد القراءات 7190

بالرحمة وطيب النفوس وغياب الأحقاد والمشاحنات بين أفراد المجتمع, يأتي رمضان بالتراحم والتكافل الاجتماعي والعطف على الفقراء والمساكين تحل البركة وتفوح رياحين الإنسانية والرسالة السامية التي جاء بها الإسلام ونبي الإسلام عليه السلام.

هكذا هو رمضان لدى أبناء محافظة حجة.. كما ان لليالي والأيام في هذا الشهر الفضيل نفحات مميزة رغم قسوة الظروف الاقتصادية التي لامست معظم الأسر إلا أن بركة رمضان تحل في كل منزل، وتشع أنوارها في كل قلب.

لـ(رمضان) طقوس وألوان من العادات الشعبية المتنوعة لدى أبناء محافظ حجة، في شتى الاتجاهات ربما تشترك مع عدد من المحافظات في بعضها غير أن هناك ما تتميز به المحافظة في قضائها لأوقات هذا الشهر المبارك.

"مأرب برس" وقف أمام هذه العادات والتقاليد, وطل على أبرزها من خلال عدد من أبنائها وخرج بهذه الحصيلة.

حياة القرآن

بما أن رمضان شهر القرآن فإن وسائل عدة لتدارسه بشكل يومي فرادى وجماعات، فكما يقول الحاج حسين محمد أبو راجح "70عاما", أحد سكان مديرية المحابشة, بأن دوواين القرى المختلفة تجمع أبناء الحي او القرية إن كانت صغيرة ممن يجيدون القراءة بعد صلاة العشاء والتراويح لتدارس القرآن وغالبا يتم قراءة جزأين كل يوم، ومن فوائد هذا التدارس كما يقول الحاج حسين بأنها تعلم من لا يجيد قراءة القرآن وتصحح بعض الأخطاء التي قد يقع في البعض وغيرها من الفوائد المختلفة.

وتجري هذه العادة في معظم مناطق المحافظة, خاصة الريفية منها، أما في مركز المحافظة والمدن الثانوية التي دخلت عليها مظاهر المدنية فقد تلاشت هذه العادة بعد أن كانت متداولة بين الناس, فكما يقول حسن محسن الهاتف, وهو تربوي بمدينة حجة, بأن تدارس القرآن بين أبناء المدينة وأحيائها "غاب شيئا فشيئا وانشغل معظم الشباب بالأسمار التي لا فائدة منها ومتابعة المسلسلات بينما غابت مثل هذه المجالس الطيبة والتي تمنى أن تعود لما لها من فوائد عظيمة".

الأكلات وأنواعها

وفيما يتعلق بألوان المأكولات التي تشتهر وترتبط بشهر رمضان فتتنوع من منطقة لأخرى نظرا لأن المحافظة تضم السهل والجبل والساحل والوادي، غير أن الغالبية يوجد في مائدته وجبة "الشفوت" التي تقدم مع موائد رمضان، كما يتم في مناطق الشرفين تقديم "الحلبة الممزوجة بالخل".

كما تمتاز بعض المناطق بوجبة تسمى "مجموز" وهي عبارة عن فطيرة خبز من حب الدخن أو الذرة يتم خلطها مع قليل من السمن البلدي وتضغط بقبضة اليد ليأكلها الصائم بعد التمرة ومع كوب من القهوة كما يقول عنها عبد الرحمن الرحوي من مديرية كحلان الشرف.

وفيما يتعلق بالمدينة, فقد طغت "السنبوسة" على باقي الأكلات التي تقدم على الإفطار إلى جانب تقديم العصائر على العشاء.

يقول علي جلاجل إن الشفوت والسلطة من أهم الأكلات إلى جانب ختام الإفطار بحرضة السلتة، ومما يلفت الانتباه في هذه الشهر الكريم ظهور السخاء والتكافل والتعاطف بين الناس حتى في المدينة فيما بين الجيران, وهذه –كما يشير جلاجل- من السمات والخصال التي دعا لها الدين الإسلامي الحنيف والتي ما زال مجتمعنا بحمد الله محافظا عليها.

تنوع الأنشطة

ومما يمكن أن يشار إليه بروز أنشطة ثقافية ودينية توعوية مختلفة تنفذها عدد من الجهات المؤسسات خاصة من منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالأنشطة الدينية كتحفيظ القرآن وغيره.

يصف عدنان القحمي- مدرس تحفيظ قرآن وناشط في منظمات مدنية, ما تقوم به بعض الجهات من خواطر رمضانية في المساجد أو ندوات فكرية في الأماكن العام والنوادي المختلفة خاصة في مركز المحافظة "تعد ظاهرة جيدة بحاجة إلى أن نشجعها ونلتف حولها على اعتبار أنها من وسائل تزويدنا بثقافة دينية كبيرة نستفيد منها خلال العام في مختلف جوانب الحياة"، فيما يدعوا علي ناصر إلى مزيد من تنظيم وترتيب أوقات هذه الفعاليات بما يكفل زيادة عدد المستفيدين منها خاصة ان معظمها يقدم في أوقات يكون غالبية الناس لاهين عنها مثل وقت ما قبل صلاة العشاء، كما يتساءل لماذا لا تنتشر في مقايل الناس قراءة بعض الكتب الدينية والثقافية التي منها فائدة إلى جانب قراءة وتدارس القرآن لتعم الفائدة في زمن أصبح للقنوات الفضائية النصيب الأكبر من أوقاتنا.

لقاء مع الأحبة والأهل

ومن أجمل ما يأتي به شهر رمضان المبارك كما يقول فهد مهدي بأن "يتيح لنا فرصة كبيرة لقضاء أوقات أسرية رائعة سواء للحديث مع بعضنا أن الأكل بشكل جماعي لكل أفراد الأسرة وغيرها إلى جانب أن شعورا من الألفة والراحة النفسية ينساب في نفوسنا كمجتمع"، ويشاركه الرأي أحمد القيلي بأن صفاء النفوس ولطف الطباع بين أفراد المجتمع تكاد تكون السمة الغالبة عليهم ذلك لأن رمضان يهذب النفوس ويقوي دوافع الخير ويقلل من نوازع الشر عند الناس.

ويواصل حديثه بالقول "أصبح المجتمع في السنوات الأخيرة أكثر استفادة من معاني الخير الرمضانية؛ نظرا لتوسع قاعدة المتعلمين في المجتمع إلى جانب زيادة منسوب الوعي بينهم بالمقاصد الربانية من رمضان، منوها إلى أن من أهم مظاهر هذا الشهر في معظم مناطق المحافظة لقاء الأهل بشكل جماعي في أوقات متعددة والذي تعزز به أواصر القربى والمحبة بينهم".

السياحة.. لون آخر

تعد طبيعة محافظة حجة بخضرتها الخلابة خاصة مع نزول الأمطار عليها من أجمل مناطق الجمهورية حيث تكسوها حلة خضراء تسر الناظر إليها، حيث تجد ألوانا من التجوال بين جنبات الوديان والهضاب، فكما يقول محمد الهاتف "مع وقت العصر في رمضان تحلوا لنا زيارة (عين علي) حيث شلال الماء فيها وخضرتها الجميلة لتجد فيها راحة النفس وهدوء البال"، ويشاطره الرأي المواطن عمار السندي بأن لمناطق مبين وكحلان عفار وغيرها من المناطق الزراعية "وقع في النفوس لما حباها الباري من جمال لطبيعتها بعد أن منّ الله علينا هذا العام بالأمطار الوافرة التي سقت الزرع وسقت النفوس بالرحمة وراحة البال.

ويبقى الأثر

ومع مرور أيام هذا الشهر الفضيل ولياليه يعيش المواطن بمحافظة حجة وغيرها من المحافظات أجواء إيمانية ولحظات إخاء وتكاتف وتراحم تقول بلسان الحال ليت أيام السنة كلها كرمضان لما لهذا الشهر من فضائل ومزايا ليست فيما سواه. وتبقى العبرة والعظة في التزود من معاني شهر رمضان المبارك التي هدفت الشريعة الاسلامية لنشرها بين المجتمع لكي تصاحبنا في باقي أيام السنة من عطف على الفقير والمسكين، وعفو عن المسيء، وتقوية لأواصر المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع وغيرها.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة