آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الشيخ القرضاوي: تزوير الانتخابات وتقييد الحريات من أكبر الكبائر

الجمعة 01 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس / إخوان أون لاين
عدد القراءات 2833

اختتم فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي زيارته للمغرب بدعوة من المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وقد لقي الشيخ الجليل الحفاوة البالغة في الاستقبال من محبيه في المغرب أينما حلَّ، وكان في استقباله بمطار طنجة الدولي علماء المدينة، يتقدمهم محمد التلمساني، ومحمد الحضري عضو المجلس العلمي بطنجة، والمهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الناصر التيجاني منسق مجلس شورى الحركة، وبعض النواب البرلمانيين عن مدينة طنجة (محمد نجيب بوليف، وعبد الله أشبابو، وفاطمة بلحسن)، ورئيس جمعية العون والإغاثة نور الدين بن صبيح، ورئيس جمعية كرامة لتنمية المرأة وفاء بن عبد القادر، وأعيان المدينة ومحبو الشيخ القرضاوي.

وبمدينة مكناس كان حفل تكريم العالم الرباني؛ إذ عبر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي عن سعادته البالغة بوجوده في المغرب الذي وصفه بـ"البلد العريق والعزيز"، وقال في كلمة مقتضبة خلال الحفل: "إن أعظم هدية هو اللقاء بكم، وأن نرى هذا الشباب المسلم المعتز بدينه وبرسالته وبأمته"، مؤكدًا أن "الأمة الإسلامية بخير" لافتًا إلى "أن الذين يريدون إلغاء شخصية هذه الأمة لن يستطيعوا، فهم كمن يريد أن يطفئ الشمس بنفخة فم" وذكر قوله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).

إلى ذلك قال العلامة القرضاوي في الحفل: أنا مستبشر بغد هذه الأمة" مؤكدًا أن "المستقبل لهذا الدين" مطالبًا القادة والعلماء والإعلاميين والمفكرين بالعمل على تجميع هذه الأمة على أساس رباني ومحمدي.

وفي أول لقاء جماهيري له أثناء هذه الزيارة ألقى الشيخ أمام حشد كبير من الحاضرين محاضرةً بالدار البيضاء، تحدث في مستهلها عن نعمة الإيمان بالله عز وجل، التي وصفها بأنها أعظم من نعمة الخلق والإيجاد نفسها، موضحًا أنه لا معنى لأن تُخلق ثم تضِل الطريق وتضل الغاية، كما استرسل في الحديث عن موضوع المحاضرة التي تحمل عنوان (الأمة في مواجهة التحديات)؛ حيث قام فضيلته بتشخيص مواطن الخلل التي أقعدت الأمة الإسلامية عن الفعل الحضاري المتميز، ونكوصها إلى الخلف مهزومةً ومتخلفةً ومريضةً، رغم أنها تمتلك أسباب النهوض والإقلاع والعلاج، معددًا بعض مظاهر وتجليات تخلف الأمة التي باتت تقتات على ما يهيئه الآخرون في مطبخ العلوم والصناعات والتقنيات، وواصفًا أمةَ سورة الحديد بأنها لم تتعلم صناعة الحديد، وأمة العمل التي لا تعمل، منبهًا في النهاية إلى أن الأمة المتخلفة لا تستطيع محاربة أعدائها.

وخلص فضيلته إلى أنه إذا أردنا أن نصنع الأمة فالمطلوب أن نغيرها من الداخل، معتبرًا أنها ليست أنعامًا تقاد من آذانها أو من أعناقها، ومشددًا على أنها تقاد من ضمائرها ومن عقولها، وتُقاد من الداخل لا من الخارج، وتغيَّر من الباطن لا من الظاهر وفق قاعدة اجتماعية ونفسية وقرآنية، وقال فضيلته في هذا الصدد: إذا أردت أن تصنع الأمة فرُدَّها إلى جذورها وأصولها، وهذا هو الإيمان المطلوب، فحينما أراد النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يغير الأمة صبَّ في عروقها الإيمان الذي أخرجها من الشرك إلى التوحيد، ومن الجاهلية الجهلاء إلى هذا الإسلام.. إلى النور الإلهي.. والإيمان هو الذي أعاد خلق الأمة، فتغيرت من حال إلى حال أفضل منه، فتغير العقل وتغيرت العاطفة.

كما شدد فضيلته على أن الأمة لكي تقوَى وتنتصر لا بد أن ترجع إلى دينها، وقال إن أمتنا هذه أمة دينية ولا يحركها إلا الدين مهما حاول البعض أن يحركها بغيره.

رسالة إلى الشباب المسلم

وفي ظهوره الثاني أمام الجمهور المغربي بمدينة مكناس أمام جمع غفير من المواطنين ألقى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي محاضرةً في موضوع (رسالة إلى الشباب المسلم) التي ألقاها ضمن فعاليات الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية، وحضر المحاضرة شخصيات علمية ودينية وسياسية معروفة، على رأسها رئيس حركة التوحيد والإصلاح المهندس محمد الحمدواي.

ولم يخب ظن من تحملوا المشاق لسماع صوت أو رؤية شيخ المجدِّدين وإمام منهج الوسطية والاعتدال في التاريخ المعاصر، ولم يضِع وقتُهم سدًى؛ حيث تمتع الجميع بلحظات ممتعة اجتمعت فيها الكلمة الصادقة المعبرة والمدافعة عن قضايا الأمة مع الموعظة الحسنة لفئات الشباب، الذين يتطلعون إلى أن يكونوا في الصفوف الأمامية لركب هذه الأمة التواقة إلى التقدم والتحرر.

وقال الشيخ القرضاوي: إن هذه الحشود الذي يجدها أينما حل وارتحل لم تأت من أجل شخص القرضاوي نفسه، ولكنها تواقة إلى منهج الوسطية والاعتدال ومحاربة الجحود والغلو، المنهج الذي يقدم وجه الإسلام باسمًا غير عبوس، في صورة الحب لا في صورة البغض، في صورة الأخوَّة لا في صورة التشاحن، في صورة التعاون على البناء والتقوى لا في صورة الاختلاف والعدوان، يتبنَّى التحول في الوسائل والثبات في الغايات.

وعبَّر العالم الجليل عن سعادته العميقة؛ لأن هؤلاء الشباب لم يجتمعوا على دنيا، ولكن ليستمعوا كلمة الله في أرض المغرب الحبيب، تدلنا هذه الأمور أن هذه الأمة بخير ومؤمنة بدينها وقرآنها، وأن الذين يقولون إن هؤلاء أمة كافرة هو واهمون، المغرب مسلم، المغرب مؤمن، هذه الأمة لن تموت أبدًا ما دام القرآن في يدها وما ما دام محمدٌ صلى الله عليه وسلم في قلوبها، إن هذه الأمة تحب العلماء وتجل العلماء الذين يؤتمنون على ديننا.

وكانت أبرز اللحظات التي شدت انتباه الجمهور ونزعت تصفيقاتهم تلك العبارة المعبرة التي صحَّح الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي من خلالها مفهوم الكبائر لما دعا الشباب المسلم إلى الالتزام بالفرائض واجتناب الكبائر، قائلاً إنها الأخيرة لا تقتصر فقط على الزنا وشرب والخمر وأكل لحم الخنزير وغيرها من الموبقات بل يتعدَّى مفهوم الكبيرة إلى ما هو أبعد، معتبرًا أن تزوير الانتخابات وتقييد الحريات وكبت الشعوب وتقرير مصيرها وعدم محاربة الأمية والتخلف من أكبر الكبائر أيضًا.

وذكر الشيخ القرضاوي في رسالته إلى الشباب المسلم أربعة أمور هي فهم غايته من الوجود والعمل للإسلام والطموح في تحصيل العلم، والعمل في جماعة؛ لأن الجماعة قوة على الطاعة.

وبدأ بأن فئة الشباب لا تقتصر على تلك الفئة المعروفة من سن الخامسة عشرة إلى سن الخامسة والأربعين، بل تتعدى ذلك إلى كل من يملك قلب الشباب وإن تجاوز الثمانين، مصداقًا لقول أحد الشعراء: جسمي إلى التسعين وروحي في العشرين.

وأضاف أن الشباب المسلم بقدر ما ينتظر منا رسالة ينتظر منا أن نستقبل رسالته أيضًا، وذكر أن الشباب هو مرحلة الوسط في العمر، وخير الأمور أواسطها، والشباب خير هذا العمر، وهو جاء بين مرحلتين من الضعف، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، لذلك كان على الشباب مسئولية أكثر ما على الأطفال والشيوخ؛ لأن ما يجب على القوي أكثر مما يجب على الضعيف، وما يجب على الصحيح أكثر ما يجب على المريض، وذكر رسالة الأستاذ الشهيد حسن البنا الذي قال إن الذين قاموا بالدعوات والحضارات هم الشباب.

وقال الشيخ القرضاوي للشباب: "بدل أن تقلدوا شباب الغرب الضائع، قلدوا الشباب المسلم" مقدمًا النماذج الذي ضرب الله به الأمثال من الشباب الملتزم بدينه، أولهم سيدنا إبراهيم الذي حطم الأصنام، وسيدنا إسماعيل الذي امتثل لأمر الله وقال لأبيه يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، وكذلك فتية أهل الكهف الذي آمنوا بربهم وزادهم هدًى، وسيدنا يوسف الذي تعرض لكيد إخوته وفتنة النساء، وبقي صابرًا محتسبًا قائلاً معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي، إنه لا يفلح القوم الظالمون.. والإنسان مسئول عن عمره عامة وعن شبابه خاصة، مصداقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد حتى يسال عن أربع منها عن شبابه فيما أفناه".

وأوضح د. القرضاوي أن على الشباب أن يعيش لغاية وأن يكون إنسانًا يفكر وليس كالأنعام أو أضل، غافلاً عن الدين وعن سر حياته ووجوده، موضحًا أن الأنعام خلقت لغايات تؤديها، ذلك أنه لن تجد بقرة رفضت أن تُحلب ولا حمارًا أن يُركب ، أما غاية المسلم في الخلق فهو أن يعرف الله تعالى، وأن نعبده، ونؤدي حقه في العبادة، وأن نخلفه في الأرض، ولعمارة الأرض؛ مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم.

حث الشباب المسلم على التسلح بالعلم، خاصة فقه مراتب الأعمال؛ لأن هناك من شغلوا الناس بقضايا خلافية وضيعوا الأوقات فيها، ينكرون المذاهب ويجعلون مذهبهم المذهب الوحيد.. إن الشباب المسلم يجب أن يأخذ علمه عن العلماء الأتقياء، دون ترك القراءة العميقة التي تفضي إلى تحكيم العقل وفهم المقاصد والإسلام الحقيقي، كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكما فهمه الصحابة، وعلى الشاب بعد أن يفهم غايتهأن يعمل للإسلام، وأن يحسن فهم دينه ويحسن تطبيقه، وأن يستقيم على الصراط المستقيم، وأن يطمح إلى المعالي، وبهذا تتفتح له الأبواب والآمال.

كما ضرب د. القرضاوي أمثلة بشباب مسلم قاد الفتوحات في شرق البلاد وغربها، بدءًا من محمد بن القاسم ذو السبعة عشر ربيعًا والذي فتح الهند، وانتهاءً بموسى بن زيد وطارق بن زياد الذي فتح الأندلس، وضرب أيضًا مثلاً بأئمة المسلمين، بدءًا من مالك والشافعي وغيرهما.

وأضاف: يجب أن نعمل بهذا الدين ونؤدي ما أمر الله يه ونبتعد عما نهى الله عنه، وحينما نؤدي الفرائض التي تقربنا إلى الله، ونصل درجة القرب، ساعتها نسعى ونصبو إلى الرقي ونطمح أن نصل إلى درجة الحب بالتقرب إلى الله بالنوافل، فالقرآن يقول: (أحسن عملاً)، فالتمايز ليس بين الحسن والسيئ ولكن بين الحسن والأحسن، مذكرًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الجنة فاسألوا الفردوس"، ولماذا تقبل بدرجة مقبول ولا تسعى إلى درجة جيد أو جيدًا جدًا أو ممتاز ما دامت عندك المؤهلات.

وأكد العلامة القرضاوي ضرورة أن يعمل الشباب في جماعة؛ لأن الجماعة قوة على الطاعة، ضاربًا المثل بالشاة التي تتيه عن القطيع فتكون فريسةً للذئاب، كما أن الشيطان أقرب على الواحد منه إلى الاثنين، وأبعد منه كلما اجتمع مع آخرين، كما أن نهضة الإسلام لا تكون إلا بأعمال جماعية؛ لأن اليد الواحدة لا تصفق، ولا نستطيع أن ندخل عصر التكنولوجيا المتطورة وأن نجابه العدو الصهيوني ولا أن ننتشل أمتنا من ضعف إلا إذا توحدت الجهود.

وقال: إن كل تلك التوجهات ليست للشباب الذكور فقط وإنما هي أيضًا للشابات اللائي يمثلن أكثر من نصف المجتمع في حمل الرسالة وتأثيرها على زوجها وأبنائها، وإن كانت كما يقولون هي نصف المجتمع، ودعا الأسرة المسلمة إلى مساعدة أبنائها وبناتها إن أرادوا الالتزام بالدين والسير في الطريق المستقيم، ضاربًا أمثلةً مرةً من الواقع؛ حيث تمنع المرأة بنتها من لبس الخمار مخافةَ أن "تبور"، لكن الواقع يقول إنه كلما ارتدت فتاة حجابها ازداد طلاَّب يدها وحتى الذين لا يلتزمون بالدين كما يجب أصبحوا يفضلون ذات الدين لأنهم مطمئنون على أفعاله 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن