قال الشيخ / فيصل أمين أبوراس أن إبقاء الجوف ولسنين طويلة خارج رادار اهتمام الرئيس والحكومة ساهم في مضاعفة أوجاع الناس وزاد من تفاقم الفساد ، و لقد اجمع أهل الجوف ممن يصارعون اليأس بلا جدوى ، أمام جبروت من يغلقون في وجوه المواطنين أبواب الحياة ويفتحون أبواب الموت لدفن الأمل واغتيال القيم ونحر المبادئ، وكل رجاء في الرئيس و الدولة ، والناس لا تجمع على ضلال و قد اجمعوا على أن الفساد سيد الموقف والآمر الناهي في المحافظة والحاكم بأمره ، و كارثة عمت الصحارى والقفار والسهول والوديان والجبال والمدن والقرى والعزل. والى أن يدرك الرئيس حجم الكارثة و يضع أهل الجوف على جدول اهتماماته ويأخذ بأيديهم بصدق وإيمان ويخرجهم من الواقع المرير بكل ألوانه المتخلف بكل صوره و يختار لهم مسؤولين يجيدون البناء لا الهدم .. ستبقى المشاركة في الانتخابات عديمة الجدوى وحقا للتعبير عن مأساة هذه المحافظة التي تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة و باتت لا تمتلك حتى القدرة على الاستمرارية ناهيك بالمشاركة في الانتخابات!! وقال الشيخ فيصل أمين ابوراس انه يجري اتصالات موسّعة و مكثفة مع مشايخ وأعيان محافظة الجوف والشخصيات الاجتماعية والتيارات الحزبية وغير الحزبية في المحافظة ، لبحث جدوى المشاركة في الانتخابات المحلية والرئاسية القادمة المقررة في (سبتمبر) المقبل، مشيراً إلى انه وصل إلى قناعة شخصية بان محافظة الجوف تصور تراجيدية إنسانية لأبشع أوجه الفساد وأسوأ صور الاستغلال للسلطة والتلاعب بالمال العام "حد تعبيره". وأضاف ابوراس الذي قدم استقالته من مجلس النواب في (سبتمبر) العام الماضي أن أكثر من نصف مليون نسمة من سكان اليمن هم ضحايا فساد إداري ومالي استفحل واستشرى وتمادى في كتم أنفاس الناس وألحق الأذى بالبقية الباقية من رمق الحياة نتيجة الاستهتار بالدستور ومخالفة القوانين والوعود الكاذبة، مشيراً إلى انه لا جدوى في انتخاب مجالس محلية شكلية لم تعط لها صلاحياتها. وتساءل النائب المستقيل الذي لم يبت في استقالته إلى اليوم "ما جدوى رئيس طاف العالم وجميع المحافظات وافتتح المشاريع التنموية الواحد تلو الآخر وتوقف وكرمه على عتبات الجوف "الأجوف" ، رئيس تسري توجيهاته وقراراته إلا أنها في الجوف تصبح عديمة الفعالية ، فلقد شكلت اللجنة تلو اللجنة لإنهاء معاناة هذه المحافظة و حل مشاكلها إلا أن كل ما تمخض عنها و أوصي به وأقر لا يساوي قيمة الحبر الذي كتبت به والحصيلة قرارات وحلول نظرية بمثابة مسكنات لأوجاع محافظة مترامية الأطراف تسير في اتجاه الهاوية. وقال : ما جدوى المشاركة في انتخاب رئيس يدرك حجم المأساة ولا يحرك ساكنا ويعلم أن مشاريع الصحة والتعليم والطرقات تباع ويتم الاتجار بها وبالدرجات الوظيفية والمنح الدراسية وتزور الشهادات وتنهب النفقات المختلفة وكل شيء جميل وتنموي ، الرئيس يدرك حجم الكارثة إلا انه يغض عنها. وأشار الدبلوماسي فيصل ابوراس إلى ان لا سلطة تعلو فوق سلطة الفساد والإفساد في محافظة الجوف ، منوهاً بأن الفساد أصبح نمط حياة يتحكم في سلوك المسؤولين ممن يستبيحون موارد الخير وممن جعلوا لكل شيء ثمناً، ثمناً للقيام بالواجب وثمناً للتوظيف وثمناً للمعاملة و ثمناً للتعامل مع إدارات الدولة و ثمناً للمشاريع العامة وحتى حكم القانون أصبح له ثمن !