اغتيال الخطباء..حرب المنابر.. معركة إمارتية للسيطرة على عدن

الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2018 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس- مصر العربة
عدد القراءات 3369

أثارت موجة من الاغتيالات بحق خطباء المساجد في اليمن حالة من الفزع والاضطراب في البلاد، ما تسبّب في تقديم عدد من أئمة المساجد استقالاتهم ومغادرة عشرات منهم البلاد، ما فتح بابا واسعا للتساؤل حول الجهة التي تقف خلف تلك الاغتيالات ولماذا؟

 وكان خطباء المساجد في مدينة تعز جنوبي اليمن أغلقوا أفواههم بالأشرطة اللاصقة وذلك مع بدء موعد خطبة الجمعة الماضية، في خطوة احتجاجية على تنامي حالات اغتيال خطباء المساجد.

كما تظاهر مئات الأئمة يوم الجمعة الماضي في مدينة تعز للتنديد باغتيال خطباء المساجد والنشطاء، وطالبوا الأجهزة الأمنية بالقبض على الجناة وكشف من يقف وراءها.
اغتيال الخطباء

وشهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن اغتيال العشرات من خطباء المساجد حيث توجه أصابع الاتهام لمسلحين تلقوا تدريبات في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها حضور كبير في الجنوب اليمني .

وكشفت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية تقريراً عن موجة الاغتيالات في عدن عاصمة اليمن المؤقتة، وأعلنت عن مقتل ما لا يقل عن 25 من رجال الدين والوعاظ وعلماء الدين منذ عام 2016 في عدن والمقاطعات الجنوبية ، حيث قتل أكثر من 15 شخصاً في الأشهر الستة الماضية وحدها.


وقال التقرير إن تلك الموجة الموجهة من اغتيالات رجال الدين والدعاة المسلمين أشعلت حالة من الذعر والخوف في مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن، ما دفع بعض أئمة المساجد إلى الإقلاع عن الخِطابة والخروج إلى المساجد، في وقت فرَّ العشرات من البلاد.

اتهامات

وأضافت الوكالة الأمريكية في تقريرها إلى أن مسؤول أمني كبير في اليمن اتهم الإمارات بالوقوف وراء تلك الحوادث.


وأوضح التقرير أنَّ الإمارات انضمت إلى الحرب كشريك رئيسي في التحالف، وأرسلت قوات إلى جنوب اليمن وتمكنت من إقامة منطقة نفوذ في جميع أنحاء المنطقة.


 وبحسب التقرير فقد أنشأت الإمارات ميليشيات مدججة بالسلاح في تحد للقوات الموالية لهادي، الذي كان في المنفى الاختياري في السعودية طوال معظم العامين الماضيين.


حرب مدمرة 

يذكر أنه منذ مارس 2015، يشهد اليمن قتالاً بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف عربي تقوده السعودية، وبين مسلّحي الحوثي، الذين يسيطرون على عدة محافظات -بينها العاصمة صنعاء- منذ سبتمبر 2014.


وأدّت الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين، وفق تقارير أممية.

ونقلت قناة العربية السعودية عن مصادر في العاصمة صنعاء، قولها إن ميليشيات الحوثي لجأت إلى إلزام خطباء المساجد في العاصمة صنعاء بالدعوة إلى التجنيد، وذلك نظراً للعزوف الشعبي عن التجاوب معهم.

وقالت المصادر إن خطباء المساجد دعوا إلى الإقبال على التجنيد الذي دعت له سلطات الانقلاب، بعد تعميم للميليشيات على كافة المساجد في العاصمة يطالبهم بذلك

غضب شعبي 

وأثارت عمليات الاغتيال الغضب الشعبي ضد دولةالإمارات حيث أظهرت فيديوهات في الآونة الأخيرة شارات على الجدران في عدن تقول “يسقط الاحتلال الإماراتي” .

 

وصدر الثلاثاء الماضي بيان مشترك من 12 حزباً وحركة سياسية أكدوا فيه أن"الأيدي الشريرة وراء الاغتيالات" لرجال الدين.


قتل ممنهج 

وقال وزير الأوقاف الشرعي أحمد عطية إن عمليات القتل "منهجية" وأن أكثر من 50 رجل دين غادروا اليمن حتى الآن، فرارًا إلى دول مثل مصر والأردن.

 

وأضاف عطية في تصريحات صحفية من الرياض أنه في حال استمر الوضع "سنطلب من شيوخ المساجد البقاء في المنازل وعدم الذهاب للمساجد".

 

كما ناشد عطية بذل جهود "لإنقاذ رجال الدين والعلماء والأئمة" في عدن، وقد حذر مكتبه من أن عمليات القتل تجري جنباً إلى جنب مع استبدال رجال الدين المنتمين للإصلاح بآخرين متشددين.

 

حرب نفوذ 

الناشطة الحقوقية اليمنية سبأ عبدالله قالت، إن الاغتيالات يبدو أنها ستتوسع خاصة بعد تطورها من عدن إلى تعز وحصدت روح أحد أهم خطباء تعز وهو الشيخ عمر دوكم إمام وخطيب مسجد العيسائي بتعز الجمعة الماضية.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" إن المسوؤل الأول والأخير عن كل أزمات اليمن ومن ضمنها حوادث اغتيالات دعاة اليمن هما المملكة العربيةالسعودية ودولة الإمارات وهما ضلعين أساسيين فيحرب اليمن.

 

وأوضحت أن هناك كلام كثير عن أن السعوديةوالإمارات الآن يقتتلان على أرض اليمن من أجل الاستحواذ على نفوذ أكثر وبأي ثمن، وأشارت إلى أنها لا تستبعد أن الاغتيالات تحدث بتمويل سعودي وإماراتي من أجل إحداث أكبر قدر من الفوضى بعد إخفاقهم الواضح في بسط الأمن والسيطرة في اليمن.

 

تغذية للصراع 

فيما قال الناشط السياسي اليمني منصور الفقيه، إن الاغتيالات تتم بدقة عالية وتختار أصحاب العقول التنويرية والطرح الجرئ، وهذا قطعاً سيصب في مصلحة أصحاب الأشخاص الأكثر شدة وانغلاقاً وربما يكون ذلك مقصود . 

 

 وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الدعاة هم صفوة المجتمع الذين يحملون التنوير لشباب قد يفقد عقله من الأزمات الحياتية التي تسبب فيها الحرب على مدار 3سنوات من القتل والفقر والجوع.

 

وأوضح أن اغتيال العلماء المقصود منه اغتيال تاريخ وثقافة الشعب اليمني الذي يدفع ثمن صراعات سياسية ليس له ذنب فيها، مؤكداً أن الشعب يوما ما سيقف ويحاسب من أجرم في حقه.


في هذا السياق، طالب رئيس دائرة حزب التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، بعدم توجيه الاتهامات لأي طرف، كون السلطة هي المسؤولة عن أمن المواطن، مؤكدا أنها إذا عجزت عن فعل ذلك، فجدير بها أن تستقيل.
 
وأضاف في صفحته بالفيسبوك "المدينة التي ضحت بكل شيء من أجل كرامتها وسلامة المدنيين داخلها، تكاد تفقد ما ضحت لأجله بأبهى الرجال وأشجع الشباب، وتفقد الأمن والاستقرار الداخلي الذي قاومت الحوثي للحفاظ عليه".