آخر الاخبار

مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ...

الحرب تفاقم حالات الانتحار في اليمن

الأربعاء 23 أغسطس-آب 2017 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - غمدان الدقيمي
عدد القراءات 6671

اضطرت أمل سمير (40 عاما)، لمغادرة شقتها السكنية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء إلى منزل بالإيجار، بعدما شعرت أنها لم تعد قادرة على نسيان خيال طفلها ليث (13 عاما)، الذي انتحر قبل نحو أربعة أشهر، بسبب خلافات أسرية على ما يبدو، حسبما ذكرت مصادر من العائلة.

تقول أم عبدالرحمن، وهي سيدة يمنية في نهاية العقد الثالث من العمر، تقطن شقة مجاورة “ما زلنا نتذكر صراخ الأم في تلك الليلة. لم ننس مأساة انتحار الطفل الذي شنق نفسه بحبل في باحة أمام المنزل”.

أضافت لموقع (إرفع صوتك) “كان ليث طفلا مهذبا ومجتهدا في دراسته، ولم يخطر ببالنا أنه سينتحر، الواضح أنه كان معقد بسبب انفصال والديه”.

ورفض أفراد مقربون من الأسرة الإدلاء بمزيد من التفاصيل لمراسل (إرفع صوتك) حول قصة ليث، الذي تم دفنه بعد ساعات من الحادثة دون إبلاغ السلطات الرسمية.

وردا على طلب التعليق، اكتفت والدته بالقول “لا تذكروني بجرحي، الله يحفظكم”.

أضعاف

وتصاعدت حالات الانتحار في اليمن على نحو لافت خلال الفترة الأخيرة، جراء الضغوط المعيشية والنفسية والظروف الإنسانية المأساوية التي أفرزتها الحرب الدامية التي تعصف بالبلاد منذ ثلاثة أعوام.

وتفتقر السلطات الرسمية إلى إحصائيات حديثة حول هذه الظاهرة، غير أن ضابطا رفيعا في وزارة الداخلية بصنعاء، قال إنهم كانوا يستقبلون 300 حالة انتحار سنويا، قبل اندلاع النزاع الدامي الذي دخل منعطفا خطيرا مع انطلاق عمليات التحالف بقيادة السعودية نهاية آذار/مارس 2015.

وتوقع الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه، ارتفاع الأرقام أضعاف مضاعفة في ظل الحرب الدائرة، والتي تسببت بواحدة من “أكبر الأزمات الإنسانية” في العالم، حسب توصيف الأمم المتحدة.

أضاف لموقع (إرفع صوتك) “في ظل الحرب القائمة لا يتم الإبلاغ من المحافظات والمناطق الأمنية وأقسام الشرطة بحالات الانتحار التي تصلهم.. هناك أيضا حالات كثيرة لا توثق نتيجة تكتم أهالي المنتحرين”.

واحتل اليمن المرتبة الرابعة عربيا عام 2014 بنسبة 3.7 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص، وفقا لتقرير أعدته منظمة الصحة العالمية.

وسجلت خلال الأشهر الأخيرة عدة حالات انتحار كان ضحيتها أشخاص فقدوا أعمالهم ومصادر دخلهم بسبب تداعيات الحرب. وعجز سلطات الأطراف المتصارعة عن دفع رواتب نحو مليون و200 ألف موظف حكومي في القطاعين المدني والعسكري منذ نحو عام.

في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء، كان عامر الحسني (35 عاما) يحدث اثنين من أصدقائه عن محاولة صديق آخر لهم الانتحار بقطع وريد يده اليسرى، قائلا “نقلناه إلى المستشفى وأوقفنا النزيف بحمد الله”.

وقال عامر لموقع (إرفع صوتك) إن صديقه ويدعى رشاد (32 عاما)، كان يعمل في شركة بالقطاع الخاص في صنعاء قبل أن تتخلى عنه الشركة بسبب الحرب بداية العام الماضي، حيث أصبح “منذ ذلك الوقت عاطلا عن العمل وتراوده أفكار سلبية، فهو أكبر أشقائه الستة والمعيل الوحيد للأسرة”.
ضحايا
إلى ذلك، يقول ضابط رفيع في وزارة الداخلية إن زميلا له برتبة عقيد في البحث الجنائي أنهى حياته في مايو الماضي بإطلاق رصاصة من مسدسه على رأسه بسبب ضغوط مالية وأسرية تكالبت عليه بعد توقف الرواتب الحكومية.

وفي أعقاب هذه الحادثة، أفادت مصادر اعلامية محلية بعثور الأهالي في محافظة إب وسط البلاد على جثتي شخصين، قالت المصادر إنهما اقدما على الانتحار شنقا نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

ومطلع حزيران/يونيو 2017، انتحرت امرأة (40 عاما) مع طفلتيها في ذات المحافظة بتناول السم بسبب تردي وضعهن المعيشي بعد تخلى رب الأسرة عنهن، حسبما أفاد سكان محليون، فيما سجلت ثلاث حالات انتحار في مناطق مختلفة بمحافظتي تعز ولحج جنوبي غرب البلاد في تموز/يوليو الماضي، لأسباب متعلقة بتردي الأوضاع الأسرية والمعيشية، وفقا لمصادر أمنية.

وفي حديث لموقع (إرفع صوتك)، أرجع الدكتور عبدالخالق خميس، وهو معالج نفسي ونائب مدير مركز الإرشاد النفسي في جامعة صنعاء، تنامي ظاهرة الانتحار في المجتمع اليمني إلى أسباب كثيرة، أهمها الاكتئاب والفقر والبطالة وضعف الوازع الديني.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن