أكد خبير يمني أنه ليس هناك أي بادرة أمل لدى المواطن اليمني بالخروج بنتيجة من مفاوضات الكويت المستمرة منذ شهرين ونصف الشهر حتى الآن دون أي محصلة، متهمًا المبعوث الأممي بالتراخي مع الجانب الحوثي، وأن محاولة الحوثيين إطالة أمد المفاوضات لتحقيق أي انتصار سياسي باتت ألاعيب مكشوفة.

وقال محمد الصالحي، المحلل السياسي والكاتب الصحفي: "لا تزال الجهود الدولية تطلب من الحكومة الشرعية والتحالف العربي وكذلك الأمم المتحدة سرعة تنفيذ القرار الدولي 2216، ولكن هناك قوى معينة لا تزال تتبع هذا القرار، وما زال المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ يتبنى الإطالة والتشتيت من قِبل الحوثيين".

وأضاف بأن الحوثيين يعولون من خلال إطالة أمد المفاوضات على كسب معارك على الأرض، وهو ما حاولوا من خلاله التقدم إلى محافظة لحج، وإسقاط الهدنة فيها، والسيطرة على جبل الجالس الأسبوع الماضي، استمرارًا لنهجهم في الإمعان باستمرار الخروقات، وهذا ما أثبته التحالف العربي من خلال الوثائق والتقارير التي تثبت الخروقات التي تحدث من الجانب الحوثي.

وعلى الجانب الحدودي مع المملكة العربية السعودية هناك سعي حثيث من الحوثيين لتعزيز المناطق الحدودية المحاذية للمملكة مستفيدين من الهدنة المعلنة رغم عدم التزامهم بها، والوقائع تؤكد ذلك، سواء بالاعتداءات بالصواريخ البالستية على حدود السعودية أو على المدنيين في محافظات يمنية عدة، وخصوصًا في تعز ومأرب ولحج، وهذا ما تثبته التقارير الدولية بالخروقات.

وقال: إن الجغرافيا أبت أن تأتي تحت أقدام الحوثيين، لكنهم يحاولون تحقيق أي انتصارات حتى لو كانت مجرد فرقعات إعلامية على غير الواقع، فما حدث في جبل الجالس ليس بذلك الانتصار ذي الأهمية القصوى، ولكن الحوثيين يحاولون إعطاءه زخمًا جديدًا سعيًا لكسب جولة في المعركة السياسية.

وأوضح الصالحي أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني استطاعا صد الحوثيين من التقدم، وكذلك حققا انتصارات مهمة أمس واليوم في الجوف، وفي محافظة صنعاء. أما عن الحل السياسي فليس هناك أي بادرة أمل، وليس لدى المواطن اليمني العادي أي تفاؤل بما يحدث في الكويت، ويعلم أن ما يحدث في الكويت هو عبارة عن استهلاك إعلامي؛ فحتى الآن مر شهران ونصف الشهر ولم تتحقق أي خطوة للأمام.

وأضاف: إن الحوثي وجماعة صالح خلال الحوارات السابقة منذ العام 2003، وعلى مدار 13 سنة، أثبتوا أن الجماعة ليست جادة في أي حل سياسي، وأنهم كلما وقَّعوا على اتفاقية يتم نقضها خلال أيام، وقبل أن يجف حبرها.

وختم: إن الشعب اليمني مصرٌّ على تنفيذ القرار الدولي، وكذلك الحكومة الشرعية والتحالف العربي لديهم استراتيجية مبنية على هذا القرار، وهذا ما أثبته الوفد اليمني الحكومي المشارك حتى الآن بالإصرار على عدم التزحزح والتمسك بالقرار الدولي وتنفيذ بنوده كاملة، وبدون تأخير لأي فقرة منه.