إجراءات تعسفية تمارسها المليشيات ضد شركات الصرافة وقيادات حوثية تهرب أموالا للخارج

الأربعاء 28 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-صنعاء.
عدد القراءات 2821


لجأت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء، إلى إغلاق عشرات محلات الصرافة على مدار اليومين الماضيين، بعدما سجل الريال اليمني أدنى مستواه، أمام الدولار الأميركي في سوق الصرف المحلية، منذ مارس/آذار الماضي، حيث سجل أمس نحو 270 ريال للدولار الواحد، مقابل 243 في سبتمبر/أيلول و240 خلال أغسطس.


وأغلقت جميع محلات الصرافة أبوابها في صنعاء، منذ ظهر أول أمس الاثنين، في إضراب غير معلن، في ظل استمرار امتناع البنوك الحكومية عن صرف الدولار واليورو.

 

وحبست جماعة الحوثي، عشرات الصرّافين وصادرت أموالهم، في محاولة لإخضاعهم للالتزام بالتسعيرة التي تحددها، بحسب إفادات عاملين في تلك الشركات.

وقال صرافون لـ "العربي الجديد": إن إغلاق محلاتهم جاء احتجاجاً على الإجراءات الحوثية لمعالجة انهيار الريال والتي تمثلت في ملاحقة الصرافين وإغلاق شركات ومحلات الصرافة وتغريمها.

وأكد مديرو شركات صرافة لـ "العربي الجديد"، أن جماعة الحوثي فرضت غرامة قدرها نصف مليون ريال على أي محل لا يتعامل بالأسعار الرسمية للدولار.

 

واعتبر الصرافون أن الإجراءات التي يقوم بها الحوثيون تعسفية، ولا يمكن أن تضع حداً لتدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، والمفروض اتخاذ إجراءات مالية سليمة بإلزام البنوك بتوفير العملات للتجار والمواطنين التي توقفت منذ أكثر من ثمانية أشهر، وكذلك البنك المركزي اليمني الذي توقف عن بيع الدولار للسوق.

   

ومنعت السلطات المالية التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثيين، دفع الحوالات من الخارج بالنقد الأجنبي والاكتفاء بدفعها بالريال اليمني وبالسعر الرسمي.

ولا يزال سعر الصرف الرسمي في البنوك التجارية للدولار 215.114 ريالاً، لكن لا يتم تداوله.

   

وعزا صرافون ومديرو شركات صرافة في صنعاء، التدهور المستمر للريال إلى إحجام البنك المركزي عن تغطية حاجة السوق من النقد الأجنبي، ورفضه تغطية اعتمادات التجار المستوردين من الخارج، مما أدى إلى زيادة الطلب على النقد الأجنبي من السوق المحلية وارتفاع سعره.

وأوضح صرافون، أن البنك المركزي متوقف عن تغطية السوق بالنقد الأجنبي منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

 

وقال البنك المركزي، في تعميم للبنوك، إنه نظراً لقيام العملاء بسحب مدخراتهم بالعملة الصعبة، مع بدء عمليات "عاصفة الحزم"، فإنه يجب عدم التعامل بالنقد الأجنبي، في محاولة للحفاظ على سعر العملة اليمنية من الانهيار.


وشنّ المتمردون حملة اعتقالات طالت عشرات الصرّافين في صنعاء لإرغامهم على بيع الدولار بالسعر الرسمي، وسط حركة كبيرة لتهريب الأموال من قادة الحوثيين خوفاً من معركة صنعاء.

 

وأغلقت شركات الصرافة في صنعاء أبوابها بالكامل في حين اعتقل جهاز الأمن القومي العشرات من الصرافين وأودعهم السجن لإجبارهم على بيع الدولار بسعر 215 ريالا.

 

وقال صرافون إن إغلاق محالهم جاء احتجاجا على الإجراءات التي اتخذها المسؤولون لمعالجة انهيار الريال، والتي تمثلت في ملاحقة الصرافين وإغلاق شركات ومحال الصرافة وتغريمها.

 

هذا الانهيار جاء مع استمرار انعدام المشتقات النفطية وقيام الانقلابيين ببيعها في السوق بسعر عشرة آلاف ريال بعبوة 20 لتراً في حين أن سعرها الرسمي 3500 ريال، وكذلك الحال مع الغاز المنزلي حيث يبيعون الأسطوانة بثمانية آلاف ريال في حين أن سعرها لا يزيد على 1500 ريال.

 

تهريب أموال

 

وكشفت مصادر للبيان الاماراتية أن مسؤولين وقادة في جماعة الحوثي يمارسون عمليات تهريب الأموال؛ خوفاً من معركة صنعاء، حيث يخشى قادة الحوثي بقاء مبالغ ضخمة داخل اليمن، وخاصة تلك التي اكتسبوها خلال العام الحالي من السوق السوداء للمشتقات النفطية والغاز.

 

وذكرت تقارير أن قادة الحوثي يواجهون خطر مصادرة الأموال في حال سيطرة الحكومة الشرعية على العاصمة صنعاء. وأضافت المصادر إن عمليات التهريب تأتي تحضيراً لهروب العديد من قادة الحوثيين من اليمن بشكل نهائي. ويتخوف العديد من رجال الأعمال والتجار من تردي الأوضاع واقتراب المعارك من صنعاء، مما دفعهم إلى نقل أموالهم إلى الخارج.

 

وكان قرار دعم المشتقات النفطية والسماح باستيرادها أدى إلى تهافت رجال الأعمال على العملة الصعبة من أجل استيراد المشتقات النفطية والمتاجرة بها، مما تسبب في انهيار سعر صرف الريال اليمني.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن