تجارة الحطب تنتعش في عهد الحوثيين

الخميس 08 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - العربية
عدد القراءات 1837

في مشهد لم تألفه المدن اليمنية وخصوصاً العاصمة صنعاء منذ أكثر من نصف قرن وتحديداً منذ قيام ثورة 26 سبتمبر1962، تحول الكثير من الأهالي إلى استخدام الحطب بدلاً عن الغاز المنزلي الذي لم يعد في متناول الغالبية العظمى جراء ممارسات الانقلابيين الذين خلقوا سوقاً سوداء يباع فيه الغاز بأثمان باهظة.

سكان صنعاء والمدن الأخرى باتوا يعتمدون في إعداد الخبز والأطعمة على إيقاد الأخشاب التي يزودهم بها أقارب لهم في الأرياف أو يشترونها من باعة ريفيين يأتون بها إلى الأسواق للحصول على مقابل مادي يتفاوت بحكم الكميات المباعة.

ومنذ أشهر عدة انتعشت السوق السوداء الخاصة بالمشتقات النفطية، والغاز المنزلي، في الوقت الذي يعيش سكان العاصمة صنعاء في الظلام منذ أكثر من 7 أشهر بسبب الحروب العبثية التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.

ويقول الباحث محمد هزبر إنه "بعد وصول أزمة الغاز المنزلي، إلى ذروتها في العاصمة صنعاء، بحيث وصل سعر الأسطوانة الواحدة إلى 12 ألف ريال ما يعادل 60 دولارا أميركيا ظهرت في مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء، ظاهرة بيع الحطب، كبديل للغاز المنزلي".

ويشير هزبر إلى أنه "بطبيعة الحال فإن غالبية السكان في العاصمة لا يملكون القدرة على التعامل مع استخدام الحطب في الطبخ وتجهيز الخبز، لأن هذه الظاهرة مناقضة للحياة العصرية، وكانت مرتبطة أكثر بحياة البداوة والحياة الريفية البائسة، خصوصاً خلال عقود ما قبل السبعينيات. لكن الضرورة والحاجة جعلتهم يلجأون إلى هذا الأمر حتى لا يموتون جوعاً وهم يتفرجون على الجماعة المتمردة التي ترى في احتكار سلعة الغاز المنزلي وبيعها بأسعار خيالية في السوق السوداء سبيلاً للحصول على أموال إضافية لتمويل ما يعتبرونه المجهود الحربي. ورغم أن شركة النفط أعلنت أخيراً عن وصول قاطرات غاز كانت محتجزة في مأرب وأنه سيتم بيعها بالسعر الرسمي عن طريق التسجيل في كشوفات لدى عقال الحارات، إلا أن شهادات للعديد من أرباب الأسر كشفت عن أن ما تقوله شركة النفط هو فقط للاستهلاك الإعلامي.

أما على أرض الواقع فإن بعض تلك الكميات تذهب إلى السوق السوداء، وبعضها يباع فقط بالسعر الرسمي للعائلات الحوثية وللموالين جداً للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح".

ويرى المراقبون أن تاريخ اليمن الحديث لم يشهد هذا المستوى من التدهور والانهيار في كل المجالات ذات العلاقة بحياة المواطن اليمني، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى القول بأن الحوثيين، عملياً، أعادوا اليمنيين إلى الوراء عقود عدة.