مساجد الزيدية والبهرة .. هل هي في مرمى الحوثي أم تحت حمايته؟! (تحليل)

الخميس 30 يوليو-تموز 2015 الساعة 06 مساءً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 3383

استهدف انفجار عنيف أمس الاربعاء حيا سكنيا لطائفة "البهرة الاسماعيلية" خلف مستشفى الثورة بصنعاء.


 وقال سكان محليون إن سيارة مفخخة انفجرت قرب "الفيض الحاتمي"، مخلفا قتلى وجرحى. وكالعادة صدر بيان يتبنى الحادثة قال إنه على مسئولية داعش.

  

مفخخات المساجد بدأت أولى سلسلتها في 20 مارس الماضي بتفجير مسجدي بدر والحشوش بصنعاء اللذين يؤمهما ويخطب فيهما د. المرتضى المحطوري (كان على خلاف مؤسس الجماعة حسين الحوثي)، ود. طه المتوكل وهما على الترتيب من أهم المراجع الزيدية في اليمن. قتل الأول وأصيب الثاني، بالإضافة إلى إصابة خالد المداني أحد القيادات المحسوبة على جماعة الحوثي.

  

خبر مقتل المحطوري وأكثر من 100 من المصلين والمارة، ومئات الجرحى في المسجدين، طغى على خبر قصف طائرات الحوثي مقر إقامة الرئيس هادي في قصر المعاشيق بعدن، بعد كسره حصارا حوثيا داخل منزله بصنعاء. بالإضافة إلى انقلاب قائد القوات الخاصة بعدن عبدالحافظ السقاف..

  

حصيلة الانفجارات التي استهدفت أحياء ومساجد يقيم فيها مراجع وعلماء المذهب الزيدي في اليمن، أنها كانت تتزامن أو تسبق أحداثا مهمة، تسعى الجهة المنفذة إلى الاستفادة منها للحصول على مكاسب وأوراق ضغط، استبعد محللون سياسيون ومراقبون أن تحمل بصمات القاعدة أو أي استخبارات أجنبية نظرا لتقارب أحداثها وتشابه طريقة تنفيذها وأماكنها.

  

وبالتزامن مع بدء مؤتمر جنيف، عشية أول ليلة من شهر رمضان (17 يونيو)، انفجرت أربع سيارات ملغومة بالقرب من مساجد (القبة الخضراء ش هايل والحشوش وقطينة بالجراف، والكبسي بحي الزراعة)، يسيطر عليها الحوثيون وتقع بالقرب من مقرات للجماعة..

  

وعليه فقد تعرض مسجد الحشوش (يخطب فيه د. طه المتوكل)، لتفجيرين، أما مسجد القبة الخضراء فتعرض لثلاثة تفجيرات بالقرب من منزل الوزير المستقيل من حكومة الوفاق حسن أحمد شرف الدين، الذي اغتيل والده صبيحة اختتام مؤتمر الحوار.

  

بعد ظهر 20 يونيو (4 رمضان)، انفجرت مفخخة داخل صنعاء القديمة (تشهد تململا كبيرا جراء سيطرة الحوثيين المتشددين مذهبيا عليها)، وتحديدا أمام جامع قبة المهدي الأثرية التاريخية، وهو ما أثار في وقته تساؤلا عن سبب استهداف المساجد الزيدية، في ظل سيطرة الحوثي على كافة الأجهزة الأمنية..

  

وانفجرت عبوة ناسفة بعدها بأيام (27 يونيو) في سوق عنقاد بالقرب من مسجد الوزير منطقة التحرير مخلفة أربعة جرحى، ولم تتبن أي جهة مسئوليتها عن الحادث. و"الوزير" هو مسجد ومركز علمي زيدي شهير يتبع العلامة الزيدي إبراهيم الوزير الذي تصدر عنه صحيفة البلاغ التي تبنت نهج الحركة الحوثية مؤخرا، ووالد الدكتور إسماعيل الوزير الذي تعرض لمحاولة اغتيال شبيهة بتلك التي تعرض لها د.عبدالكريم جدبان ود.أحمد شرف الدين ود.محمد عبدالملك المتوكل، وأخير الصحفي عبدالكريم الخيواني.

  

إلى ذلك انفجرت عبوة ناسفة في 20 يوليو الجاري استهدفت منزل القيادي الحوثي عبدالكريم الكحلاني بالقرب من مسجد المؤيد بالجراف. الانفجار الذي قتل فيه الكحلاني وضع النقاط على الحروف عند مراقبين جزموا بوجود خلاف كبير بين رؤوس زيدية كبيرة وبين جماعة الحوثي التي تحتكر القرار والسيطرة والحق "الإلهي" في الحكم، متحدية بذلك كافة الأسر الهاشمية التي تتظاهر بـ "التحوث"، (حسب رسالة شكوى طاووس ذمار للجنة الثورية العليا)، وتضمر غضبا مكتوما إزاء تهميشها وفي أحسن الأحوال تشويه "آل البيت" برعونة المليشيات التي لا هدف لها منذ قررت الخروج من صعدة، المعقل الرئيس لمؤؤس الجماعة، وتبني الأهداف الإيرانية في اليمن.

   الغموض الذي يكتنف هذا النوع من الأعمال، تزامن مع غموض نتائج التحقيق في التفجيرات التي سردها التقرير، إذ لم تظهر الأجهزة الأمنية نتائجها حتى الآن. وتأتي حادثة استهداف البهرة الذين ة على جزء كبير من تجارة الذهب، في ظل خلاف تسرب إلى وسائل الإعلام بين الحوثيين وطائفة البهرة بسبب رفض الأخيرة دعم حروب الحوثي بأي مجهودات مالية.