اليمن: مخاوف من (حوثنة الدولة) وزعيم الحوثيين يكشف عن توجه لـ(تطهير) القوات المسلحة والأمن

الإثنين 29 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 07 مساءً / مأرب برس – خالد الحمادي :
عدد القراءات 3160

أعربت العديد من المصادر السياسية والعسكرية والأمنية عن قلقها البالغ من التوجه المتسارع نحو تغيير ملامح الدولة اليمنية عبر تغيير قادتها السياسيين والعسكريين والأمنيين بوجوه جديدة وغير مؤهلة من المنتمين لجماعة الحوثي وإقصاء الآخرين من ذوي الأقدمية.

وبرز هذا القلق الواسع ضد ما أصبح يطلق عليه سياسيا بـ(حوثنة الدولة) في ظل الهيمنة الحوثية على القرار السياسي في البلاد منذ سيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة صنعاء في أيلول /سبتمبر الماضي، ولحقها سيطرتهم على العديد من المحافظات الأخرى.

وكان القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الأول بتعيين العقيد زكريا يحيى الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، وترقيته إلى رتبة لواء، وهو المحسوب على جماعة الحوثي، أثار ردود فعل غير مطمئنة في الوسط السياسي اليمني على المستقبل العسكري والأمني في البلاد.

وقال المحلل العسكري صالح الأصبحي «ان قرار الرئيس عبدربه منصور هادي يعتبر خطوة خطيرة ستؤدي إلى تدمير القوات المسلحة وتحويلها إلى قوات طائفية».

في غضون ذلك قال أحد مستشاري الرئيس سلطان حزام العتواني انه «لن يكون هناك أي مستقبل لقوات الجيش إذا لم يتم بناؤها بناءً وطنياً… وان بعض قيادات الجيش سلّموا معسكراتهم للحوثيين عند اجتياحهم صنعاء، بما فيها من الأسلحة والممتلكات، وعليه فإنّ هذا لا يعتبر جيشاً وطنياً».

وأوضح في تصريحات صحافية أنّ مسلّحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، ان والقاعدة، يمارسون حرب إبادة ضد اليمنيين، بسبب المعارك التي يخوضونها في مناطق مختلفة من البلاد، وقال ان «بروز تنظيم القاعدة كثيراً في الوقت الحالي، كان بسبب تمدد الحوثيين إلى محافظاتٍ عدة، بعد سيطرتهم على صنعاء، في أيلول (سبتمبر) الماضي».

وأشار العتواني إلى أنّ اتفاق السلم والشراكة الموقع بين القوى السياسية وفي مقدمتها جماعة الحوثي لم ير النور في جانبيه الأمني والعسكري، وأنّ ما حصل بعد التوقيع على الاتفاق، هو التمدد والانتشار في المحافظات من قبل المسلحين الحوثيين، في حين أنّ الاتفاق نصّ على أن يتمّ إخلاء العاصمة والمحافظات من المظاهر المسلحة.

إلى ذلك علّق الناشط السياسي اليمني نبيل فاضل على قرار الرئيس هادي بتعيين زكريا الشامي نائبا لرئيس الاركان بقوله «تتوالي التعيينات لآل الشامي، ابتداء من تعيين الدكتور أحمد الشامي، وزيرا للخدمة المدنية ومن ثم تعيين العميد عبدالقادر الشامي وكيلاً لجهاز الأمن السياسي (المخابرات) وتلاه تعيين العميد محمد عبالجليل الشامي مديرا لأمن محافظة إب، يوم ـ السبت ـ صدر قرار رئاسي بتعيين العقيد زكريا الشامي نائب لرئيس الأركان العامة، وترقية رتبته إلى لواء»، في إشارة إلى حصر التعيينات الأخيرة السياسية والأمنية والعسكرية بالعائلات الهاشمية المحسوبة على جماعة الحوثي وفي مقدمتها عائلة الشامي.

في غضون ذلك أعلن زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي مساء السبت عن عزم جماعته على «تطهير المؤسسة العسكرية والأمنية من المندسين والمخترقين لها من اذيال ـ اللواء ـ علي محسن وعملاء الخارج».

ووجه في خطاب متلفز أتباعه من المسلحين الحوثيين بضرورة التعاون مع الجيش والأمن «في مكافحة الفساد ومواجهة الأشرار والمجرمين» على حد تعبيره.

وكشف ان مندسين في صفوف مسلحيه وأنصاره يسيئون لجماعته ويحاولون «تشويه الثورة ـ الحوثية ـ ولجانها الشعبية، من خلال سوء التعامل مع الناس والاعتداء على بيوت وممتلكات الأبرياء وترويع الأطفال».

وأوضح ان البعض من مناصريه هم مندسون للاستقواء بالجماعة بغية تصفية خصوماتهم، في ظل هشاشة مؤسسات الدولة وصمت الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

إلى ذلك تخوض محافظة تعز معارك سياسية وأمنية بين أبناءها وبين المسلحين الحوثيين الذين يحاولون السيطرة عليها بقوة السلاح كما سيطروا على بقية المحافظات، وأبدى أبناء المحافظة من مختلف الاتجاهات السياسية رفضا قاطعا لسيطرة الحوثيين عليها، كما أظهر محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل تصلبا نادرا في رفضه لمحاولة الحوثيين فرض سلطتهم ونفوذهم على محافظة تعز.

ودشنت (حركة رفض) الشبابية للحركة الحوثية أمس الأحد فرعا جديدا لها في محافظة تعز، ضمن برنامج توسيع نشاطها في مختلف المحافظات اليمنية، لإبراز الرفض الشبابي للتوجهات الحوثية لاسقاط الدولة.

وقال رئيس الحركة موسى العيزقي «إن حركة رفض حركة شبابية شعبية سلمية مستقلة لا تخضع لأي حزب أو تيار سياسي أو ديني وأنها تكونت في محافظة إب مؤخرا من مجموعة من الشباب عقب سيطرة المسلحين الحوثيين على محافظة إب». وأوضح أن حركة رفض هي «لسان حال الشارع اليمني بعيدا عن المزايدات والتجاذبات السياسية وأنها حظيت بإقبال كبير وكل يوم تتسع قاعدة التأييد الشعبي لها».

*القدس العربي

..

للمزيد من التفاصيل والاخبار تابعوا صفحتنا على الفيس بوك

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن