ما هو سر الإصرار السعودي على التقارب "القطري - المصري"؟ وما هي بنود اتفاق المصالحة؟

الإثنين 22 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3551

نجحت الوساطة السعودية في كسر الجليد في العلاقات المصرية – القطرية بعد إبداء القاهرة والدوحة حرصهما على فتح صفحة جديدة، استجابة لمبادرة أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.

فقد اتفق على إجراء ترتيبات لهذه المصالحة، منها عقد لقاءات مصرية – قطرية برعاية سعودية لتسوية المشاكل التي أدت لتدهور العلاقات بين البلدين، ومنها عقد لقاء بين وزيري خارجيتي البلدين في الرياض، بحضور نظيرهما السعودي الأمير سعود الفيصل كان متفقا على عقده قبل موعد قمة الدوحة الخليجية، لكن بسبب انشغالات الفيصل ومرضه لم يعقد، واتفق على تأجيله لما قبل نهاية الشهر الجاري.

وكشف مصدر دبلوماسي خليجي أنه في الوقت الذي تبدي فيه الدوحة استعدادها للمصالحة وعدم ممانعتها لعقد أي لقاء مع مصر وبدون شروط، فإن جهات وأشخاصا في النظام المصري يعملون على عرقلة المصالحة وترتيباتها، وهؤلاء لهم نفوذ في الإعلام المصري الخاص، الذي أخذ يتحدث عن شروط مصريه لتطبيع العلاقات مع قطر، وهي شروط تستفز قطر التي أوضحت أن إعلامها الرسمي لم يهاجم مصر وأنه لم يصدر عن أي مسؤول قطري كلام يسيء فيه لمصر او نظامها.

ووفقا لمسؤول قطري قال «لقد كانت مصر قبلة اللاجئين السياسيين العرب الذين كانوا يلجأون للقاهرة حين يشتد عليهم الخناق في بلادهم، ومن مصلحة مصر والجميع أن تكون لقطر علاقة جيدة مع الجميع».

وفي الجانب الإعلامي، وهو ملف معقد، تم الاتفاق على التهدئة، وإطلاق معتقلي «الجزيرة» في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة، وإعادة الأجهزة والمعدات التي صادرتها أجهزة الأمن المصرية.

كما كشفت مصادر مطلعة أنه سيتم دمج «الجزيرة مصر» مع «الجزيرة مباشر» مع عودة قناتي «الجزيرة» و«الجزيرة» الإنكليزية الى مصر. وفي الوقت الذي أحالت الرئاسة المصرية أمس رئيس المخابرات العامة اللواء محمد فريد التهامي إلى التقاعد وعينت خالد محمود فؤاد فوزي خلفا له، دون إشارة بيان الرئاسة إلى الأسباب، بعد أن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي عين التهامي بعد إعلان الجيش عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، رأت مصادر مطلعة أن هذه الإقالة ربما ترتبط بشروط التقارب مع قطر، وكذلك بتسريبات لفيديوهات للسيسي تمت مؤخرا.

ويأتي التقارب مع مصر في الوقت الذي دشنت قطر وتركيا شراكة سياسية وعسكرية بين البلدين خلال زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي لأنقرة، ما يؤشر الى مرونة السياسة الخارجية للدوحة والمحافظة على استقلاليتها.

ويبدو أن العاهل السعودي الملك عبدالله الحريص على أن لا تكون لمصر أي خلافات مع أي دولة خليجيه، يقود مبادرة عبر وسطائه المقربين تسمح بتنقية الأجواء، ومن هنا جاءت مبادرته باقتراح بأن يلتقي الرئيس المصري مع مبعوث خاص لأمير قطر يسمع منه ويتحدث اليه مباشرة بشأن «الترتيبات التي ترى القاهرة أنها لازمة للمصالحة» وللتشجيع على ذلك ارسل الملك أقرب مساعديه خالد التويجري الذي يتابع ملف المصالحة الى مصر لحضور اللقاء المصري القطري.

وقد تم في اللقاء البحث في العقبات، وأبدى الرئيس السيسي، كما بدا في البيانات التي صدرت من الرياض والقاهرة والدوحة عقب اللقاء، أنه بدوره يريد طي صفحة الماضي وتطبيع العلاقات مع الدوحة.

ويرى المراقبون ذلك بداية لمصالحة حقيقية وقائمة على أسس بين مصر وقطر ستتوج بعقد قمة مصرية – قطرية في الرياض برعاية سعودية، وبحضور خادم الحرمين الشريفين خلال الأيام القلية المقبلة.