مفاجأة ... الذين صاموا مع السعودية صاموا لرؤية عطارد وليس الهلال

الأربعاء 11 أكتوبر-تشرين الأول 2006 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 16649

  كشف أستاذ الفلك في جامعة العين الإماراتية ورئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة في الإمارات الدكتور محمد شوكت عودة أن عشرات الملايين من المسلمين في السعودية ودول الخليج صاموا رمضان لرؤية كوكب عطارد وليس القمر، مشيراً إلى أن يوم السبت ٢٣ سبتمبر الذي أعلنته السعودية على انه أول أيام شهر رمضان المبارك يتعذر فيه رؤية الهلال مساء الجمعة بسبب غروب القمر في ذلك اليوم قبل غروب الشمس.

وأصدر الدكتور عودة بيانا أكد فيه أن القمر غاب في مكة المكرمة قبل دقيقة من غروب شمس يوم الجمعة، وكذلك في القاهرة، وغاب قبل دقيقتين من غروب الشمس في أبوظبي ومسقط. وأرجع الدكتور عودة إعلان السعودية الصيام يوم السبت إلي تصادف وجود ثلاثة كواكب في جهة الغرب في وقت استطلاع الهلال، وهي: المريخ وعطارد والمشتري، وقال: إن هناك سوابق كثيرة أكدت خطأ السعودية في إعلان ثبوت رؤية هلال رمضان، إحداها كان عام ١٩٨٤ للسبب ذاته، وهو توهم رؤية الهلال، رغم أنه الجزء المنير من كوكب عطارد، وأوضح أنه ليست بإمكان غير المتخصصين التمييز بين الحالتين، مشيرا إلي أهمية الحسابات الفلكية التي تعتبرها السعودية مجرد رأي للاستئناس به، وليس حقائق علمية ثابتة، وانتقد د. عودة استمرار تجاهل علوم الفلك في حساب مواقيت ميلاد أهلة الشهور الهجرية، بالرغم من التقدم العلمي الذي يحدد مواقيت الخسوف والكسوف عند أقرب جزء من الثانية.

والحكم الشرعي في هذا أن على الناس أن تصوم بما ثبت عندهم أنه صحيح، ولو صاموا واحدا وثلاثين يوما، لأن صوم اليوم الأول كان خطأ فلا يحتسب، ولكنه جاء عن طريق الاجتهاد، فيرفع الحرج عمن اجتهد من الأمة.

ودليل أن الناس تصوم مع من صحت رؤيتهم، وأنه لا شيء عليهم فيما أخطئوا، ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون".

وبذلك أفتى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بصحة صيام من أخطأ في تحديد بداية رمضان وصام يوما من شعبان، فيقول: "الخطأ في مثل هذه الأمور مغتفر، فلو أخطأ الشاهد الذي شهد بأنه رأى هلال رمضان، أو شوال، وترتب عليه أن صام الناس يوما من شعبان أو أفطروا يوما من رمضان، فإن الله تعالى أهلٌ لأن يغفر لهم خطأهم، وقد علمهم أن يدعوا فيقولوا: {ربنا لا تُؤاخِذْنا إن نَسِينا أو أخطأنا} (البقرة: 286) حتى لو أخطئوا في هلال ذي الحجة، ووقفوا بعرفة يوم الثامن أو العاشر، في الواقع ونفس الأمر، فإن حجهم صحيح ومقبول، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره".

وحول فك الاشتباك بين الرؤية المجردة والحساب الفلكي يرى المهندس عودة – في مقال له بعنوان "هلال رمضان بين الحساب الفلكي والرؤية"- أنه يجب فهم الحديث جيدا، وأن نحدد ما المقصود بالرؤية الواردة في الحديث، فلا يمكن اعتبار رؤية رجل واحد والعلم اليقيني يقول بعدم ميلاد الهلال، لأن الإنسان سيكون قد رأى شيئا آخر، وليس في ذلك مخالفة للحديث، كما أنه في الوقت ذاته لا يمكن قبول ما يطالب به بعض الفلكيين من اعتماد بدء الشهر بمجرد حدوث الاقتران (المحاق أو تولد الهلال) قبل غروب الشمس، وهذه مخالفة واضحة لأمر الله عز وجل الذي ربط مواقيت المسلمين بالهلال وليس بالمحاق (الاقتران أو تولد الهلال).

والمخرج في هذا هو التوفيق بين الرؤية المجردة واعتماد الحسابات الفلكية