بعد ان رفضت ترقيته الصيف الماضي بعد نجاحه في استصدار حكم من المحكمة العليا لصالح موكله.

الإثنين 09 أكتوبر-تشرين الأول 2006 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس / الشرق الأوسط / واشنطن: منير الماوري
عدد القراءات 2882

كشف المحامي العسكري للمعتقل اليمني سالم حمدان في غوانتانامو السائق الشخصي لأسامة بن لادن أن سلطات وزارة الدفاع الأميركية رفضت ترقيته الصيف الماضي، بعد نجاحه في استصدار حكم من المحكمة العليا لصالح موكله. وأوضح الرائد البحري تشارلز سويفت في تصريحات أوردتها صحف أميركية أمس أنه بموجب نظام وزارة الدفاع الأميركية الذي يقضي بالترقي أو المغادرة فإنه يتحتم عليه التقاعد في شهر مارس (آذار) أو أبريل (نيسان) المقبلين بعد أن ينهي 20 سنة من الخدمة العسكرية. ويشارك في الدفاع عن حمدان أيضا محام مدني من أصل هندي هو نيل كاتيال أستاذ القانون في جامعة جورج تاون. ونجح المحاميان في استصدار قرار من المحكمة الأميركية العليا في 29 يونيو (حزيران) الماضي يقضي بعدم دستورية المحاكم العسكرية لمحاكمة معتقلي غوانتانامو الأمر الذي دفع البيت الأبيض الأبيض إلى حث الكونغرس على إصدار قانون جديد بتشكيل محاكم بديلة سيقدم إليها معظم المعتقلين.

وقال المحامي العسكري الذي عينه البنتاغون للدفاع عن حمدان إن تقاعده لا يعني تخليه عن الدفاع عن موكله حمدان بل سيستمر في تبني قضيته بصفة مدنية. وأعلنت شركة المحاماة «سياتل بيركينس» التي تبنت تقديم الخدمة القانونية لحمدان عن موافقتها على السماح لسويفت بمواصلة مشواره. وظهر سويفت الأسبوع الماضي للحديث في حلقة دراسية في كلية حقوق جامعة سيتون هول وقال: «لقد كان من الممتع الدفاع عن اليمني سالم حمدان، رغم أنني كنت أتوقع أن دفاعي عنه بهذه الطريقة قد يكلفني ترك القوات البحرية مبكرا، لكن أعتقد أنني كنت وفيا لأخلاقيات مهنتي وكذلك لإشباع طبيعة شخصيتي».

يذكر أن تشارلز سويفت سافر الى اليمن والتقى بأسرة موكله حمدان وأطفاله وجمع معلومات مفيدة عن قضيته برفقة مترجم أميركي يجيد اللهجة اليمنية، وتمكن المحامي من التعرف على الظروف الاجتماعية لسالم حمدان التي قادته للالتحاق بالعمل مع أسامة بن لادن.

وروى سويفت لـ«الشرق الأوسط» بعد عودته من اليمن في أغسطس 2004 قصة سفر موكله إلى أفغانستان قائلا إنه «بدأ حياته سائقا لحافلة صغيرة يطلق عليها اليمنيون (دبابة) في العاصمة اليمنية صنعاء، وأنه لم يكن يجيد أي شي آخر غير قيادة السيارات». وأضاف انه عندما اشتد به الحال وضاقت به الظروف الاقتصادية جراء تزايد أعداد حافلات الأجرة وأعداد السائقين العاطلين عن العمل في بلاده، قرر الهجرة ورمت به الأقدار إلى قندهار في أفغانستان بحثا عن عمل. وأكد المحامي لـ«الشرق الأوسط» أن موكله لم ينظم إلى «القاعدة» ولم يكن من المتشددين دينيا بل إنه فوجئ عندما صادرت حركة طالبان من حقائبه بعض الصور التي تظهر فيها نساء من أسرته. وتابع سويفت قائلا إن موكله تعرف في قندهار على أشخاص لهم صلة بأسامة بن لادن ولبوا طلبه في إيجاد عمل له في وقت كان يظن أن بن لادن يهتم بالبناء والإعمار وليس الإرهاب والتدمير.

 

ومقابل عمله هذا كان حمدان يتقاضى ما يقارب المائتي دولار أميركي استطاع أن يوفر منها ما أعانه على العودة إلى اليمن والزواج، ومن ثم إحضار زوجته معه إلى أفغانستان فيما بعد. وقد رزق حمدان من زوجته اليمنية بطفلتين الكبرى سماها فاطمة وعمرها الآن سبع سنوات والصغرى سلمى ولدت وهو في السجن وعمرها الآن أربع سنوات. وقد حاول المحامي ترتيب مكالمات هاتفية بين موكله وأسرته في اليمن وبين موكله و«الشرق الأوسط»، ولكنه لم ينجح في ذلك، ولم يسمح له حتى بنشر صورة حديثة للمتهم. وأشار المحامي إلى أن حمدان يتميز بروح مرحة وأنه تمكن من إقامة صداقات مع حراس السجن في غوانتانامو، الأمر الذي خفف عنه مأساة عزله في زنزانة انفرادية. ويتندر حمدان على نفسه بأنه طالما حلم بالهجرة إلى أميركا وقد تحقق حلمه بالوصول إليها في رحلة مجانية.

وقال المحامي إنه أثناء زيارته لليمن استقبل من قبل الأسرة بحفاوة بالغة، وأنه تحدث مع زوجة المعتقل وبناته بهدف أن يوضح للمحكمة أن العمل مع أسامة بن لادن عام 1996 لم يكن أمرا مستغربا في اليمن، وأن موكله كان يعاني من ظروف اجتماعية تدفعه للبحث عن عمل في أي مكان في سبيل تحقيق حلمه ببناء أسرة.

تجدر الإشارة إلى أن المعتقل سالم حمدان لم يكن يثق في البداية بمحاميه تشارلز سويفت كونه يرتدي الزي العسكري الأميركي ولكن المحامي وفقا لما رواه «للشرق الأوسط» تمكن تدريجيا من كسب ثقة موكله في حين أن محامين آخرين لم يتمكنوا حتى من الحديث مع موكليهم في غوانتانامو بسبب رفض بعض المعتقلين التعاون معهم.