قال إن برنامج اللقاء المشترك تضمن روحا انفجارية .. وأحزابه بينها ميراث من العداء

الجمعة 29 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 2622

أبلغ وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي «الشرق الأوسط» أن لديه تعليمات رئاسية برفع سقف الحريات في كل وسائل الإعلام، وتحويل القناة الثانية التي تبث من عدن إلى فضائية ثانية على أن تتسع شاشتها للرأي والرأي الآخر، وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» بصنعاء ان القبض على مجموعة إرهابية قبل الانتخابات الرئاسية بأيام قليلة استهدف محاصرة المتورطين فيها، فيما نفى تأثر وضع الشيخ عبد الله الأحمر رئيس البرلمان، بموقف نجله «حميد» المؤيد لفيصل بن شملان منافس الرئيس علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف أن الحديث في الدول النامية عن إلغاء وزارات الإعلام كلام يتصف بالجهل لأن الإعلام أداة تنموية ومن الصعب أن نصل للتنمية بدون إعلام وحتى أميركا لديها قنوات وإذاعات رسمية، ونحن نتمنى أن نصل في التطور الاقتصادي والاجتماعي إلى ما وصلت إليه فرنسا ونكتفي بوزارة للثقافة، لكن في الواقع هناك ضرورة للتنمية الشاملة ولشراكة الفرد والمجتمع المدني والقطاع الخاص في بناء الدولة وهذا لن يتحقق إلا من خلال إعلام تنموي.

كما نفيتقدم أحد حتى الآن بطلب رسمي لإنشاء قناة فضائية " لكن لدي توجيهات بفتح الباب للآخرين ونتمنى أن يقر وزراء الإعلام العرب في اقرب وقت معايير البث الفضائي وأعتقد أن ذلك يمكن أن يتم خلال اجتماعهم القادم في شهر مارس (آذار) المقبل لأننا اتفقنا على هذه المبادئ في يوليو (تموز) الماضي

 وفيما يلي نص الحوار:

> هل تجربة الانتخابات الرئاسية باليمن سترفع سقف الحريات؟

ـ لدى توجيهات منذ شهر بتحويل القناة الثانية التي تبث من عدن إلى قناة فضائية ثانية وإعطائها كل الإمكانيات لتكون قناة خاصة بالرأي والرأي الآخر وتعطي مساحات متساوية للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وقد بدأت التفاوض بالفعل لتبدأ البث في وقت قريب وسوف تكون تجربة جديدة في تاريخ اليمن مع الحرص على عدم التدخل في شؤون الأشقاء العرب أو المساس بأي نظام عربي على أن نعالج قضايانا الخاصة بقسوة دون تجريح أو الخروج عن اللياقة.

> لماذا أعلن الرئيس علي عبد الله صالح عشية الانتخابات عن اتهام حارس منافسه بن شملان بالإرهاب؟

ـ المفاجأة بالنسبة لنا هي توقيت اختيار الإرهابيين لاعتدائهم ولذلك فإن الأجهزة الأمنية قامت بمراقبة كل العناصر المشتبه فيها منذ وقت العملية الخطيرة التي كانت تستهدف منشآت نفطية في مآرب وحضرموت ويوم 15 سبتمبر (ايلول) تم اعتقال عدد من المشتبه فيهم ولذلك فان إعلان الرئيس جاء بعد مراحل اتخذت في هذا الشأن إضافة لنشر خبر اتهام حارس بن شملان بالتخطيط في تفجير مقر إقامة أميركيين في صنعاء في صحيفة 26 سبتمبر.

> يتردد في الكواليس أنه سيكون هناك موقف من حميد نجل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس البرلمان ورئيس حزب الاصلاح بعد تأييده بن شملان في الانتخابات الرئاسية؟

ـ هذا غير صحيح فليس لدى القيادة السياسية أي مواقف شخصية ضد نجل الشيخ الأحمر أو المعارضة، لان الرئيس علي عبد الله صالح سبق وان تسامح مع من خرج عن الشرعية، وأستطيع القول ان التجربة التي مر بها اليمن اتخذت فيها المعارضة مواقف حادة خرجت عن كل أساليب اللياقة وتطاولت على القوانين والدستور، لان برنامج اللقاء المشترك قام على نسف النظام السياسي، واحتوى على «روح انفجارية» ضد النظام ككل، وجاء بخليط من التوجهات لخمسة أحزاب لو تجمعت في مكان واحد لن يرى الاستقرار مدى الحياة، لأن بينها ميراثا من العداء القديم ومن الحسابات المكتومة ما ليس بينها وبين حزب المؤتمر، وعليه فإن الحزب الحاكم يتسع باعتداله ليستوعب كل فئات الشعب والآراء السياسية داخل المجتمع المدني وعندما تحدث انشقاقات في هذه التنظيمات لا تجد لها مكانا إلا في حزب مؤتمر الشعب العام.

> أنت متهم بإعطاء مرشح حزب المؤتمر الشعب العام وقتا أطول في التلفزيون بالمقارنة مع مرشحي المعارضة؟

ـ كانت هناك أنشطة سيادية خاصة بالرئيس وهي مرتبطة بالدستور وعليه تمت إذاعتها أثناء نشرة الأخبار وكانت تعطى في المقابل نفس الفترة الزمنية للمتنافسين الآخرين أثناء الدعاية الانتخابية. بل أكثر من ذلك قمنا ببث خطب المرشحين بما فيها من تجاوزات حتى ما يدخل منها في نطاق المحظورات مثل استخدام ألفاظ لا تليق بمرشح لرئاسة الجمهورية، وتخالف قانون المطبوعات وفي النهاية التقييم يكون لمن قام بالمراقبة والمتابعة من جهات دولية وأستطيع القول بأننا التزمنا بالحيادية.

> بماذا تصف الصوت العالي للمعارضة في الصحف اليمنية؟

ـ هناك مستوى متدن في وسائل الإعلام وكنت أتمنى أن تقلد البيئة الأخلاقية ولكن المعارضة تعتقد أن السباب والشتائم ونكران الآخر انجاز بالنسبة لها. ولكنني أرى أنها لا يمكن أن تصل إلى السلطة إلا إذا قدمت برنامجا إيجابيا.

> هل الإعلام اليمني لديه استراتيجية واضحة لمخاطبة المواطن البسيط وتوعيته بمخاطر الإرهاب ؟

ـ ليس فقط في الإعلام وإنما ان ما يشاهده في الدول التي فتك بها الإرهاب خاصة في العراق يؤكد ان الديمقراطية هي الحل للوصول الى ما نريد، واستخدام الوسائل الأخرى يؤدي إلى الكوارث. ويكفى أننا عانينا من حروب طويلة وجاءت الوحدة لتنقذنا من الدمار ومن استخدام أسلحة فتاكة سبق ان استخدمها الخارجون عن الشرعية في ضرب صنعاء وأبين وتعز والحديدة واستخدمت الطائرات لضرب منشآت في مآرب ولهذا تمسكنا بالسلام والوحدة.

هل لديكم نية لخصخصة الإعلام والسماح بإنشاء قنوات فضائية خاصة؟

ـ الحديث في الدول النامية عن إلغاء وزارات الإعلام كلام يتصف بالجهل لأن الإعلام أداة تنموية ومن الصعب أن نصل للتنمية بدون إعلام وحتى أميركا لديها قنوات وإذاعات رسمية، ونحن نتمنى أن نصل في التطور الاقتصادي والاجتماعي إلى ما وصلت إليه فرنسا ونكتفي بوزارة للثقافة، لكن في الواقع هناك ضرورة للتنمية الشاملة ولشراكة الفرد والمجتمع المدني والقطاع الخاص في بناء الدولة وهذا لن يتحقق إلا من خلال إعلام تنموي.

> هل لديكم طلبات بإنشاء قنوات تلفزيونية خاصة؟

ـ لم يتقدم إلينا أحد حتى الآن بطلب رسمي جاد لكن لدي توجيهات بفتح الباب للآخرين ونتمنى أن يقر وزراء الإعلام العرب في اقرب وقت معايير البث الفضائي وأعتقد أن ذلك يمكن أن يتم خلال اجتماعهم القادم في شهر مارس (آذار) المقبل لأننا اتفقنا على هذه المبادئ في يوليو (تموز) الماضي.