اعتقال معظم وزراء حماس ونوابها وفي ظل صمت عربي وعالمي مهين

الخميس 29 يونيو-حزيران 2006 الساعة 12 مساءً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 4265

واصلت دولة الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية المسعورة والمنظمة ضد أبناء الشعب الفلسطيني حيث بدأت آليات الاحتلال في التقدم فجر اليوم تجاه شمال قطاع غزة تحضيرا على ما يبدو لعدوان جديد على شمال القطاع، سعيا منها لتحرير الجندي الإسرائيلي الأسير ، في الوقت الذي تقوم به المدفعية الإسرائيلية بقصف مناطق هناك. وقالت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت فجر اليوم شمال قطاع غزة بأكثر من ثلاثين آلية عسكرية لإسرائيلية وذلك بعد تحركها من مناطق تجمعها بشكل بطئ باتجاه منطقة بيت حانون . وحسب المصادر فان الدبابات الإسرائيلية تمركزت شرق وشمال بيت حانون إضافة إلى تمركزها في مقبرة الشهداء شرق جباليا.ويأتي التطور الجديد بعد وقت قليل من قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس وفجر اليوم باعتقال معظم وزراء ونواب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القدس المحتلة ورام الله والبيرة والخليل ونابلس وبيت لحم وجنين وسلفيت وقلقيلية بالضفة الغربية، فيما حاصر جيش الإرهاب منزلي رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني د. عزيز دويك، وأمين سر المجلس التشريعي النائب محمود الرمحي بهدف اعتقالهما.واكدت مصادر عسكرية إسرائيلية صباح اليوم ان نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر هو من بين قياديي حماس الذين اعتقلوا خلال الحملة الواسعة النطاق التي قامت بها قوات الاحتلال في الضفة الغربية الليلة الماضية.وذكر "صوت إسرائيل" ان عدد المعتقلين من قياديي حماس بلغ اربعة وستين شخصا.وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت فجر اليوم ثمانية وزراء فلسطينيين هم: د. عمر عبد الرازق وزير المالية، د. سمير أبو عيشة وزير التخطيط، أ. خالد أبو عرفة وزير القدس، م. وصفي قبها وزير الأسرى، أ. عيسى الجعبري وزير الحكم المحلي، أ. فخري تركمان وزير الشؤون الاجتماعية، الشيخ نايف الرجوب وزير الأوقاف، ووزير العمل أ. محمد البرغوثي.كما اعتقلت فجر اليوم أعضاء المجلس التشريعي من القدس المحتلة محمد أبو طير، واحمد عطون، ووائل الحسيني واقتادتهم إلى مكان مجهول. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن قوات كبيرة من شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات وأفراد ما يسمى حرس الحدود اعتقلوا الوزير أبو عرفة بعد محاصرة منزله.وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت في الساعة الثالثة فجراً النواب محمد الطل وباسم الزعارير وخليل الربعي ومحمد مطلق أبو جحيشه، وسمير القاضي، وإبراهيم دحبور، مشيرة إلى أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت منازل النواب ساعة اعتقالهم.كما أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت في نابلس عدداً من النواب، وهم: احمد حاج علي، وياسر منصور، وحسني البوريني، ورياض علي من قبلان في نابلس، منوهين إلى أن تلك القوات اعتقلت أيضا القيادي في حركة حماس بنابلس عدنان عصفور، إضافة إلى عدد من المواطنين.وفي جنين اعتقلت النائبين خالد سليمان، وخالد سعيد، كما أعادت اعتقال النائب عن طولكرم فتحي القرعاوي التي أطلقت سراحه قبل أقل من أسبوع، والنائب رياض رداد.وذكر المركز الفلسطيني للاعلام أن جيش الاحتلال اعتقل فجر اليوم النائبين أنور الزبون، وحمود الخطيب من منزلهما في المدينة، ومفتي بيت لحم، كما اعتقل في قلقيلية النائب عماد نوفل، ورئيس بلدية قلقيلية المفرج عنه حديثا وجيه قواس، ونائبه هاشم المصري.كما اعتقل جيش الاحتلال فجر اليوم النائب ناصر عبد الجواد، ومدير مكتبه إبراهيم ماضي، حيث اقتحمت عشرات الجيبات والمركبات الآلية، بلدة دير بلوط غرب سلفيت، وقامت باعتقال النائب عبد الجواد، واقتادته إلى جهة غير معلومة، ومن أريحا اعتقلت النائب علي رومانين.على صعيد آخر عثرت قوات الاحتلال فجر اليوم على جثة المستوطن المخطوف منذ مساء الأحد الماضي "الياهو أشيري" في ضاحية الطيرة بمدينة رام الله.واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حي الطيرة في الرابعة صباحا، وقامت بنقل جثة المستوطن الصهيوني الذي أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين مسؤوليتها عن أسره واختطافه، وهو من سكان مستعمرة إيتمار جنوب شرق نابلس.وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها عن قتل المستوطن حيث كانت الألوية قد حذرت إسرائيل أنها ستقتل هذا المستوطن إن واصل جيش الاحتلال اعتداءه على قطاع غزة، وهو ما لم يتوقف.وفي قطاع غزة واصلت الالة الحربية الصهيونية قصفها للعديد من المواقع الفلسطينية حيث قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية منتصف الليلة منزل القيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس زكي الدرديسي الواقع شرق مدينة خانيونس بثلاثة صواريخ دون وقوع اصابات.في غضون ذلك القت الطائرات الاسرائيلية في ساعة متاخرة من مساء امس منشورات تحذر المواطنين الفلسطينيين من التحرك في المناطق التي تدخلها القوات البرية الاسرائيلية.وقال المنشور الذي القي على مواطني شمال القطاع" أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملياته في كافة مناطق قطاع غزة بما فيها منطقة بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع خلال مدة زمنية بهدف تحديد مكان الجندي الإسرائيلي الأسير والعمل علي تحريره والدفاع عن مواطني إسرائيل وأيضا من أجل سلامتكم " على حد قول البيان".وقالت مصادر عبرية ان طائرات الاستطلاع الاسرائيلية القت الاف المنشورات التي تدعو المواطنين الفلسطينيين الى عدم التحرك والتجمع في المناطق التي يدخلها الجيش الاسرائيلي بهدف تحرير الجندي المختطف وفق ما جاء في المنشورات حسب المصادر العبرية.ونشرت المصادر العبرية حول ما جاء في المنشور :" ان الجيش الاسرائيلي سيعمل في العديد من مناطق قطاع غزة التي يسكنها مواطنون مدنيون ، ومن اجل سلامة هؤلاء المواطنين ولان الجيش غير معني بالمساس بحياتهم خصوصا غير المتورطين في العمليات ضد اسرائيل ، يدعو الجيش الاسرائيلي الى عدم التجمع والتجمهر في تللك المناطق".كما طالب المنشور مواطني شمال القطاع: ( "بعدم التجول في كل مكان يعمل فيه الجيش الإسرائيلي وإطاعة التعليمات الإسرائيلية وإلا ستعرضون أنفسكم للخطر مشيرا إلى أن من يعرقل عمل سلطات الجيش العاملة من اجل إتمام مهمة إعادة الجندي المختطف يتحمل مسؤولية حياته") و وقع البيان باسم قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي. وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قد أعلنت مساء أمس عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتصدي لأي اجتياح محتمل لهذه المنطقة، متعهدة أن جنود الاحتلال أن لا يخرجوا إلا أشلاءً.وتضم هذه الغرفة كل من كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، وسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين مجموعات إسماعيل أبو القمصان، وكتائب أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكتائب احمد أبو الريش التابعة لحركة فتح.وعلى صعيد آخر، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الولايات المتحدة بدعم الهجوم الاسرائيلي في قطاع غزة. وقال هنية ان واشنطن "اعطت الضوء الاخضر للعدوان" ودعا الامم المتحدة للتدخل والحيلولة دون وقوع تصعيد في العنف. واعتبرت الولايات المتحدة ان "لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، ودعت تل ابيب الى العمل على "تجنب ايذاء مدنيين ابرياء". وقال متحدث باسم الرئيس الامريكي جورج بوش ان "على حماس تحمل مسؤولياتها لان مسلحين على علاقة بها هم الذين اختطفوا الجندي الاسرائيلي."