جددت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" تأكيدها على مطلبها  أنه لن يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة منذ ألف يوم " جلعاد شاليط " ، إلا بالإفراج عن 450 أسيراً فلسطينيا من ذوي الأحكام المرتفعة كخطوة أولى ومن ثم الإفراج عن الأطفال والنساء والوزراء والنواب في المرحلة الثانية. 

و اعتبرت حركة حماس على لسان الناطق باسم كتلتها البرلمانية "مشير المصري" أن اعتقال نواب من الحركة بالضفة الغربية وممارسة انتهاكات على النواب المعتقلين في سجون الاحتلال يفتح الباب أمام احتمالات عدة من بينها ثورة للأسرى واحتمالات المساس بحياة الجندي شاليط.

وقال المصري :" إن قضية الأسرى أكبر من المساومات وأن ممارسات الاحتلال بمثابة "مغامرة ومجازفة بملف الجندي الأسير شاليط".. مضيفا أن حياة أسير إسرائيلي واحد ليست بأشرف من حياة 11 إلف أسير فلسطيني.

وأكد القيادي الحمساوي في مؤتمر صحفي عقده أمس على أن الأمر متروك للفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي فيما إذا كانت سترفع من سقف مطالبها أمام "التعنت" الإسرائيلي، الذي افشل صفقة التبادل، مشيرا إلى أن خيار "اختطاف" الجنود الاسرائيليين اثبت انه الخيار الوحيد لتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين.

كما حمل القيادي في حركة حماس "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن -التداعيات الخطيرة - التي ستعود جراء اعتقال نواب وقيادات حركة حماس في الضفة الغربية وممارسة الضغوطات على الأسرى من بينها كما قال :" احتمال إغلاق ملف التفاوض بصفقة الأسرى بالكامل .

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقل فجر أمس الخميس أربعة نواب من كتلة حماس البرلمانية بالضفة الغربية إلى جانب عدد من قيادات الحركة .. ومن بين المعتقلين ( الدكتور ناصر الشاعر -نائب رئيس الوزراء في حكومة هنية، الشيخ عدنان عصفور أحد القادة السياسيين ل حركة حماس ، والبرفسور عصام الاشقر ، وأيمن دراغمة عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس ، والنائب عن حركة حماس -عبد الجابر فقها، ومازن الريماوي -مدير مكتب نواب رام الله ، وعضو المجلس التشريعي عن حماس عزام سلهب ، والنائب أيضا ، نزار رمضان ،و النائب الحمساوي خالد طافش).

ويبدو أن خطوة الاعتقالات هذه تأتي لزيادة الضغط على حركة حماس لإنهاء ملف الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضتها بغزة منذ ألف يوم " جلعاد شاليط.

" يُشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل أكثر من 40 نائبا معظمهم من كتلة حماس البرلمانية، منذ أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" بهدف الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات في أي صفقة محتلمة.

وقالت مصادر حماس :" إن الجيش الإسرائيلي داهم منازل عدد من قادة حماس في مدن نابلس ورام الله والخليل وبيت لحم وقام باعتقالهم من منازلهم..

وقالت حركة "حماس" :" إنها لن تتنازل عن شروطها ومعاييرها في صفقة تبادل الأسرى مقابل تحرير الجندي الاسرائيلي الأسير في قبضتها بغزة ، مشددةً على أن إجراءات الاحتلال الاسرائيلي من اختطاف لقيادتها وتضييق على الأسرى لن يضعفها أو يبتزها.

وأكدت "حماس" في بيان صحافي ((تلقت مأرب برس نسخةً عنه)) على أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي ليس له أي مبرر قانوني، معتبرةً أنه يندرج في إطار الإجراءات التعسفية والسياسية المتغطرسة لدولة الاحتلال.

وقالت حماس :" إن حرمان الأسرى من امتيازاتهم الشخصية وحرمان ذويهم من زيارتهم هو مخالفٌ لكل الأعراف والقوانين الدولية، وأن هذه الإجراءات في مجملها هي إعلان حالة إفلاس وحالة فشل بعد عدوان غزة الأخير الذي لم يستطع فيه الكيان الصهيوني استعادة جنديه الأسير بالقوة العدوانية النازية".

وأشارت حركة "حماس" في بيانها إلى أن ما يساعد الاحتلال على هذه الإجراءات التعسفية هو صمت المجتمع الدولي وتواطئه مع الاحتلال وحالة الضعف والهزال في النظام العربي.

إسرائيل تعاقب أسرى حماس 

وقررت اللجنة الوزارية الاسرائيلية الخاصة والتي تم تشكيلها في الجلسة الاستثنائية للحكومة الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى والتي يترأسها وزير القضاء "دانيل فريدمان" قررت مصادرة أجهزة الراديو والتلفزيون من أسرى حماس في السجون الإسرائيلية كما قررت تقليص زيارات ذويهم.

وانتهت الجلسة الاستثنائية لحكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية برئاسة أيهود أولمرت بعد نقاش دام 3 ساعات، "دون التوصل لاتفاق حول المصادقة على صفقة تبادل أسرى فلسطينيين مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضة حماس بغزة "جلعاد شاليط".

وقررت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الخاصة تشكيل لجنة مكونة من قادة الأجهزة الأمنية يُناط بها مهمة تقديم توصيات خاصة خلال وقت قصير بزيادة الضغط على حماس في غزة بشكل مكثف وفعال تشمل تجميد زيارات ذوي أسرى حماس في السجون الإسرائيلية وزيادة الضغوط على المعابر إضافة إلى دراسة فرض عقوبات جديدة على حماس ..

وتعقيبا على قرار إسرائيل بتقليص زيارات الأسرى يقول " فؤاد الخفش " مدير مركز أحرار للأسرى : إن هناك أكثر من ألفَيْ أسير فلسطيني محرومون من زيارة ذويهم، بينهم أكثر من 800 أسير من قطاع غزه محرمون منذ أكثر من 3 أعوام من زيارة أهاليهم بسبب الحصار المفروض على القطاع، بالإضافة إلى حرمان عدد كبير من الزيارة بحجج وأسباب واهية.

ويضيف الخفش أن هذا القرار وهذه التوصيات إذا ما طبقت فسترفع الممنوعون من زيارة ذويهم لأكثر من 5000 أسير فلسطيني من بين 11 ألف أسير يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني.

إسرائيل وافقت على الإفراج عن 320 أسيراً من بين الواردة أسمائهم في قائمة حماس

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل- أيهود أولمرت مساء الثلاثاء الماضي بفشل المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضة حماس بغزة "جلعاد شاليط", وقال أولمرت في خطاب مباشر :" إن إسرائيل رفضت شروط حركة حماس لإتمام الصفقة.. وتابع القول : لن نقدم أية اقتراحات جديدة لتبادل الأسرى لحماس"، و لن نفرج عن أي اسري سوى الواردة أسماؤهم في قائمتنا، ومما قاله أولمرت أيضا:" لدينا خطوط حمراء لن نتجاوزها ولن نخضع لامتلاءات "منظمات ارهابية", وسنبذل كل الجهود لإطلاق سراح شاليط.

وقد حشدت "حماس" كل ما تستطيع من قوى في وفدها المفاوض (حول صفقة تبادل الأسرى )بالقاهرة لانتهاز ما تراه "فرصة سانحة" لإطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني بينهم 450 من قيادات الحركة وفصائل المقاومة الأخرى.. ويقول مسئول عسكري إسرائيلي :" إن وزراء الحكومة الاسرائيلية الذين قرروا الاجتماع يوم أمس- الثلاثاء -أصيبوا بالذهول عندما سمعوا أسماء الأسرى الذين وافقت إسرائيل الإفراج عنهم مقابل استعادة شاليط.

وخلال جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي- أيهود أولمرت :" إن إسرائيل وافقت على الإفراج عن 320 أسيراً من بين الواردة أسمائهم في قائمة حماس غير أنها اعترضت على إطلاق سراح كبار الأسرى " .. وفور انتهاء جلسة الحكومة استدعى أولمرت عائلة الجندي شاليط للاجتماع بها فوراً حتى يضعهم في صورة الأوضاع وما آلت إليه مفاوضات التبادل وأسباب فشلها .

وتنشر أسماء عشرين أسيرا فلسطينيا ممن ترفض إطلاق سراحهم بينهم عشرة تطالب بإبعادهم

ونشرت إسرائيل أسماء عشرين أسيرا فلسطينيا ممن ترفض إطلاق سراحهم بينهم عشرة تطالب إسرائيل بإبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية ، وتوافق إسرائيل على إبعاد كلاً من : عطا لطيف شقير ، ناصر عبدالله نزال ، زياد كيلاني ، سعيد محمد يوسف بدارنه ، محمد طاهر الكرم ، وليد انغس ، ابراهيم شماسنه ، عايد شلالدة، ادريس الرجبي ، فادي جعبه).

أما أسماء الأسرى الذين ترفض اسرائيل الإفراج عنهم والذي تطالب بهم حركة حماس فهم على النحو التالي :( عبد الله جمال برغوثي- محكوم 67 مؤبد ، حسن سلامة 38 مؤبد ، بهيج بدر -محكوم 18 مؤبد، إبراهيم حامد- مسئول عن قتل 82 إسرائيليا عباس السيد -مسئول عن قتل 82 إسرائيليا، محمد حسن احمد عمران –مؤبد ، ، مهند شريم -مسئول كتائب القسام الحمساوية في طولكرم ، رائد خضوري ، جمال ابو الهيجا ، معاذ بلال.(. والد الجندي شاليط :" ننتظر حدوث معجزة تفرج عن ابني

هذا وصرح "نوعام شاليط"، والد الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس بغزة "جلعاد شاليط"، بأنه قرر تفكيك خيمة الاعتصام التي أقامها أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس المحتلة.

ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن والد الجندي " شاليط" قوله : يوم السبت القادم (غدا) سيكون قد مر ألف يوم علي ابني جلعاد في اسر حماس، وكنا نأمل بان يكون اولمرت الشخص الذي سيقرر الإفراج عن ابني، ولكن للأسف توقعاتنا لم تكن في محلها، فمن الآن وصاعدا علينا أن ننتظر حدوث معجزة تفرج عن ابني من أسر حماس .

فرنسا تتضامن مع "شاليط" الذي يحمل الجنسية الفرنسية

وزار أمس السفير الفرنسي في إسرائيل "جان ميشل كازان" خيمة الاعتصام المقامة قرب مقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ، أيهود أولمرت في القدس ، وبعث الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي رسالة إلى والدي الجندي الأسير في قبضة حماس بغزة "جلعاد شاليط" أكد لهما ضرورة الإفراج عن ابنهم ( دون شروط ) وان بلاده لن تدخر جهدا في السعي للإفراج عنه.

هذا وأعلن رئيس رابطة أصدقاء إسرائيل في الجمعية الوطنية الفرنسية "كلود غواسغان" أمس أن الرئيس الفرنسي "ساركوزي" سيطلق مبادرة جديدة للإفراج عن الجندي " شاليط" إذا استمرّت القطيعة بين إسرائيل وحماس.

وأكّد "غواسغان" في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العالمي ليهود الدول الناطقة بالفرنسية الذي عقد أمس في مدينة "نتانيا" شمال اسرائيل أن الرئيس الفرنسي عاقد العزم على إطلاق سراح شاليط الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضًا.

وقال "غواسان" : إنّه وسبعة وعشرين رئيس بلدية في أنحاء فرنسا علّقوا صورة عملاقة للجندي شاليط على مباني بلدياتهم.