عاشت متسولة وماتت ثرية.. العثور على مليار و ٧٠٠ مليون بحوزة متسولة بعد وفاتها

الخميس 17 مايو 2018 الساعة 02 صباحاً / مأرب برس ـ عربي بوست
عدد القراءات 9376

قبل سبعة أشهر حصل أحد العناصر في الجيش اللبناني على تنويه من قيادته، بعد التقاط أحد المارة صورة له، ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويظهر فيها وهو يقوم بإعطاء شربة ماء إلى امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة، في أحد شوارع العاصمة بيروت.

المرأة التي كانت تجلس على قطعة خشبية، تستعطف المارة، تحوَّلت حينها إلى ما يشبه النجمة الهوليودية في لبنان، بعدما تناقلت صورها شبكات التواصل الاجتماعي وبعض محطات التلفزة، وذلك في عرض موقف رجل الجيش الإنساني، وظلت التفاصيل عن المرأة مجهولة، بما فيها اسمها وحالتها والظروف التي دفعتها للتسول.

عودة إلى الأضواء ولكن..

اليوم عادت هذا المرأة مجدداً لتتصدر الأخبار كلها، بعد أن عُثر عليها متوفاة داخل سيارة في أحد شوارع العاصمة بيروت، مع ثروة تجاوزت المليون دولار أميركي.

فاطمة محمد عثمان، السيدة التي شغلت شبكات التواصل الاجتماعي، من مواليد 1965 من محافظة عكار شمالي لبنان، من ذوي الاحتياجات الخاصة، طلقها زوجها دون أن تنجب، فقررت أن تجد طريقاً لها لجلب الأموال، فكان التسول.

تقيم في الشارع..

فاطمة كانت تقيم في سيارة من نوع مرسيدس غير صالحة للسير، هي تلك السيارة التي عثر عليها بداخلها مساء أمس، 15 مايو/أيار، جثة هامدة، حيث أبلغ أحد المواطنين القوى الأمنية التي حضرت على الفور ومعها الطبيب الشرعي لمعاينة الوفاة، والتي تبيَّن أنها طبيعية.

صدمة..

لكن الصدمة كانت عند العثور بحوزتها على مبلغ خمسة ملايين ليرة لبنانية (3300 دولار أميركي)، بالإضافة إلى وثائق حسابات مصرفية تبلغ قيمتها مليارا و700 مليون ليرة لبنانية، ما يعادل مليوناً و130 ألف دولار أميركي.

القوى الأمنية أبلغت مختار البلدة، التي تنحدر منها فادي رشيد الأشقر، والذي توجه برفقة أفراد عائلتها، حيث تعرفوا على الجثة وتم الاستماع إلى إفاداتهم، وعملوا على نقل الجثمان إلى مسقط رأسها، حيث وريت الثرى في مدافن البلدة، وسط حالة من الذهول بين أفراد العائلة الفقيرة، وكل من يعرفها وكان يعطف عليها. وقال المختار الأشقر "إن العائلة المؤلفة من 7 أشقاء، 5 شقيقات وشقيقين جميعهم متزوجون، تسعى إلى تكليف محام لمتابعة دعوى حصر إرث لتبيان كامل ثروة فاطمة".

فاطمة التي كانت تتردد من فترة لأخرى لزيارة والدتها المريضة، كانت غادرت إلى بيروت قبل أكثر من عشر سنوات، وامتهنت التسول، ولم يكن لأهلها القدرة على إعادتها إلى المنزل والتكفل بمصاريفها، رغم أنها تحمل بطاقة من وزارة الشؤون الاجتماعية على أنها لا تقدر على الحركة، وتحصل بموجبها على بعض المساعدات، لاسيما الصحية. لكن فاطمة التي فاجأت الجميع بثروتها، يرجح البعض أن تكون ربما تملك أموالاً أخرى أو عقارات، وهو ما دفع العائلة إلى إجراء حصر إرث لتبيان إن كانت هناك أموال لم يكشف عنها مسجلة باسمها.

وقد تباينت وجهات النظر حيال هذه الحادثة على شبكات التواصل الاجتماعي بين من طالب بوضع حد لظاهرة التسول، وبين من اعتبر أن فاطمة نموذج سيئ لا يمكن تعميمه على بقية المتسولين، الذين يكونون بحاجة إلى مساعدة.